اليوم .. صوت العرب من المكلا

> علي سالم اليزيدي:

>
علي سالم اليزيدي
علي سالم اليزيدي
لقد خيل لكثير منا واعتقدنا لفترة طويلة أن الواقع العربي والعقل العربي لديه من الخصومة بعض الشيء فيما بينه وبين المستقبل، وخاض العرب أيضاً صراعاً بالنظر بجدية للتحولات الفكرية المهمة التي طرأت على الساحة السياسية ودراسة الواقع من حيث أن الوجدان العربي برمته يشعر أن قوة العرب تظهر في الحفاظ على ظواهر الحاضر وبردود أفعال في النظر إلى أن المستقبل لا نهائي ومحدود.

وفي حديث طويل جمع حشداً من المثقفين والأدباء بالمكلا العام الماضي في الحوار اليمني السعودي وما أطلق عليه الأيام العملية والثقافية وتحت عنوان وحدة الجزيرة الثقافية، جرى نقاش عظيم ومفيد إذ تصدر الدكتور عبدالعزيز السبيل، الأديب ووكيل وزارة الإعلام السعودية الحالي والصديق ندوة مع عدد من الأدباء والمفكرين السعوديين حول الأبعاد والتحديات التي مرت بها الجزيرة العربية والآفاق القادمة، قال رجال الفكر هنا وأثناء النقاش إن الأفكار التي جابت المنطقة في اليمن والجزيرة والخليج ودولها، كانت تجاهد لتنفيذ الحلم أو المشروع العربي كامل الفكر والحركة في الجزيرة العربية ودولها ومن ثم تأمين هذا الحلم، هناك مجاهدون ومفكرون وأدباء وسياسيون ورجال اقتصاد قد توقفوا أمام التساؤل الجوهري ما هي وحدة الجزيرة الثقافية وانبعاثها وإنجاز مواجهة المأزق القديم الذي عكس الجمود السابق وصراعاته ردحاً من الزمن؟

قال المناقشون إن كل أولئك الذين ضحوا من أجل سطوع الفكر المتآخي وبناء الثقة والعودة إلى التاريخ الحقيقي ما بين كل الأطراف في الجزيرة، ثم خصوصية العلاقة مع اليمن والتأثير الحضاري للدولة اليمنية منذ نشوئها وما رافقها من رؤى جغرافية وتاريخية وتجارب وعلاقات ما بين حضرموت القديمة والحديثة ووسط الجزيرة ومن ثم الأطراف الأخرى، كان هاجسهم يدور ويتبلور في الفكر وبناء الوحدة ذات التراث والتجربة من حيث أن التجربة العربية الشاملة كلها لم تستكمل وكل ما حدث من انتكاسات انتقصت حسبما رأى المثقفون أثناء الندوة في المكلا من أدباء حضرموت وعدد من المثقفين والأكاديميين السعوديين ، بسبب عدم التجدد الحضاري في مواجهة الجمود التراثي من الداخل والمسخ الثقافي من الخارج، وأن طريق التنمية المستقلة هي في مواجهة التخلف والتراجع أو النمو المشوه والتقليد، كل هذه الآراء العربية ما بين اليمن والسعودية هي نتاج أساسي لإدارة الحوار في ظل المتغيرات السياسية التي طرأت على المجتمع السعودي والانطلاق للإصلاح، وكذا تقدم التجربة الظاهرة في نمو الديمقراطية والإصلاح في اليمن. ومن وحي هذا التلاقي وضع المثقفون والسياسيون والاقتصاديون وكل الاستراتيجيين صيغة واحدة قدمها الزمن وكل التضحيات، وهي ترابط عضوي في أن الزمن قد تجاوز نفسه وأننا في اليمن والمملكة العربية السعودية حقاً قد أمسكنا ببعض ملامح المستقبل وعلى حالة إهدار الوقت أن تتوقف.

وصوت العرب الجديد سيدوي في المكلا اليوم الأربعاء وغداً الخميس في لقاء يرأسه صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز وصحبه من الأفاضل ودولة عبدالقادر باجمال رئيس الوزراء اليمني، وعلى مقربة منها يقف فخامة الرئيس علي عبدالله صالح حفظه الله مرحباً وحريصاً ومبتهجاً.. أيضاً كل شباب المكلا.. والترقب الممزوج بالتفاؤل.. يقول الجميع كل جمع عربي هو خير لنا.. وصوت العرب من المكلا.. هو خير لنا والسلام.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى