السير آرثر كونان وبطله المخبر شيرلوك هولمز

> «الأيام» طارق السقاف:

> ولد السير آرثر كونان دويل عام 1859م، وكان طبيباً كما كان ذكياً جداً مثله في ذلك مثل بطله الذائع الصيت شيرلوك هولمز، وظهرت أول قصة كتبها عن بطله المخبر شيرلوك هولمز في إحدى المجلات عام 1887م. بعد عام 1890م توقف كونان دويل عن ممارسة مهنة الطب وتفرغ كلياً لكتابة الروايات البوليسية، وشيئاً فشيئاً انتشرت روايات شيرلوك هولمز البوليسية في المجلات وبعدها تم جمعها في كتب منها (مذكرات شيرلوك هولمز) وذلك عام 1894م، كما أصبح المخبر شيرلوك هولمز الشخصية المحورية لأربع روايات تفصيلية معمقة وكانت أفضل هذه الروايات بعنوان (كلب باسكريفيلس) التي كتبها دويل عام 1902م، وكان قد تم تصويرها سينمائياً في العديد من الأفلام كما تم عمل العديد من المسلسلات لها في التلفزيون.

وهذه الروايات تصور القدرات العقلية الخارقة الذكاء للمخبر شيرلوك هولمز، في كشفه غموض العديد من الجرائم وفضح مرتكبيها، منها على سبيل المثال لا الحصر قصة (نابليون السادس) نجد بأن المخبر هولمز يتوصل إلى المخبأ السري لأولاد كير وذلك عندما يجد العديد من الممرات ولكن أحدها كان أقصر من الممرات الأخرى.

كما نجده في قصة( النظارة الذهبية) يتوصل للعديد من الاستنتاجات التي توصله للجاني وذلك من خلال تدقيقه النظر في النظارة التي وجدها في مسرح الجريمة.

ودائماً ما يشارك المخبر هولمز صديقه العزيز الدكتور واتسون في حل العديد من القضايا الجنائية في قصصه وهو شخص عادي جداً لم يصل إلى مستوى الذكاء العقلي الخارق الذي يتمتع به هولمز، وبالرغم من ذلك تصوره بعض الأفلام بأنه شخص متبلد الذهن، وهو بالرغم من كونه رجلاً ذا قدرات عقلية محدودة مقارنة بصديقة هولمز، إلا أنه رجل يتمتع بالشجاعة والإقدام، كما أنه قام بمساعدة صديقه المخبر في لحظات الخطر في أحيان كثيرة. وعادة ما يكون الراوي في القصص البوليسية لهولمز هو نفسه الدكتور واتسون. وكان العدو اللدود لهولمز في العديد من مغامراته مجرم خارج عن القانون يدعى مورياتي، ودائماً ما ينتصر المخبر على موريارتي.

وفي إحدى المرات قرر كونان دويل المؤلف أن ينهي كتابته قصص المخبر شيرلوك، فصور في إحدى القصص موريارتي وهو يقتل البطل شيرلوك هولمز، ولكن كانت العواقب وخيمة بالنسبة لهذه النهاية التي وضعها المؤلف لبطله، فقد تعالت صرخات الاحتجاج والاستنكار لهذه النهاية من قبل قراء وعشاق الروايات البوليسية للمخبر البطل، وطالبوا المؤلف بتغيير تلك النهاية بأي وسيلة، فقد كانوا في قمة الغضب والاستهجان. ونتيجة لكل تلك الضغوط قرر المؤلف كونان دويل أن يعيد إحياء بطله هولمز فيعود ويصوره على أنه لم يقتل ويجابه موريارتي حتى يغلبه، وهذه المجموعة القصصية التي دارت رحاها بعد عودة المخبر هولمز وبأنه لم يقتل وضعت تحت عنوان (عودة شيرلوك هولمز) وكانت قد وضعت عام 1904م، ومن هذه القصص التي احتوتها هذه المجموعة هي: النظارة الذهبية، بنّاء نورود، نابليون السادس.

وبالرغم من أن العالم لم ولن ينسى كونان دويل، كمؤلف للروايات البوليسية للبطل هولمز، فقد أراد دويل نفسه أن يكره العالم بكتاباته الأخرى، وهي بعض الروايات التاريخية مثل (الوايت كامبني) التي كتبها عام 1890م و(رودني ستون) عام1896م و(السير نيجل) عام 1906م.

تكثر في معظم الروايات البوليسية اليوم جرائم القتل، على عكس روايات شيرلوك هولمز، التي لا تحتوي على جرائم قتل عادة، بل في بعض الأحيان لا توجد هناك جريمة البتة، لأن هولمز في كثير من الأحيان يمنع وقوعها.

وختاماً بقي أن نقول بأن أهم ما يميز دويل عن غيره من مؤلفي القصة البوليسية اليوم حرصه الشديد على أن يشعر ويعيش قارئه أحداث القصة كما لو كان من إحدى شخصياتها المهمة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى