حمى مشاهدة كأس العالم تؤرق المصريين والعرب ايضا

> القاهرة «الأيام» محمد صادق :

>
احد المشجعين يحمل صورة للمنتخب البرازيل
احد المشجعين يحمل صورة للمنتخب البرازيل
تسيطر على الشارع المصري الآن حمى من نوع غريب تؤرق الملايين من عشاق كرة القدم فقد اصبح السؤال المعتاد الآن لدى كل المصريين كيف وأين يمكن مشاهدة مباريات كأس العالم التي تنطلق بعد ايام قليلة ؟

السؤال مهم للغاية خاصة بعد فشل كل المحاولات التي أجراها اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري في الحصول على حق بث مباريات كأس العالم على القنوات الأرضية أو من خلال قناة النيل للرياضة.

ووصلت المفاوضات بين اتحاد الاذاعة والتلفزيون وبين الشركة صاحبة الحق في البث التلفزيوني لمباريات كأس العالم شبكة راديو وتلفزيون العرب (ايه.ار.تي) إلى طريق مسدود في امكانية إعادة شراء حق البث ارضيا من اجل المشاهد المصري.

ويقول عبد الفتاح حسن رئيس قناة النيل الرياضية المتخصصة المصرية وهي احدى قنوات الإتحاد المصري للاذاعة والتلفزيون ان ما حدث من الشركة المشترية لحقوق البث "لا يمكن تسميته سوى انه احتكار يحرم الانسان من حقوقه التي نص عليها ميثاق الامم المتحدة الذي اكد في اول نصوصه "حق الانسان في الاختيار".

وأضاف "احتكار مباريات كرة القدم لصالح شركة واحدة لا يعطي هذا الحق للمواطنين لاختيار بين شركة واخرى او ان يفاضل بين عرض وآخر كما يحدث في اوربا."

وتابع لرويترز أمس الثلاثاء "لقد بات الامر لعبة مكشوفة فالشركة تماطل في تحديد المقابل المادي ومفاوضات اتحاد الاذاعة والتلفزيون مع الشركة تم تقويضها اكثر من مرة لان الشركة ترغب في الاحتكار والبيع مباشرة للمصريين بالاسعار التي تحددها هي. اري ان الحل الوحيد لوقف احتكار الشركة هو المقاطعة حتى ولو كانت المقاطعة ستسبب ألما نفسيا لعشاق كرة القدم."

وعرضت (ايه.ار.تي) الاشتراك في شبكتها التلفزيونية مقابل اشتراك سنوى مدفوع مقدما ينقسم إلى نوعين.. الأول يتطلب دفع حوالى 800 جنيه مصري (139دولارا) إذا كان المشترك لديه جهاز استقبال للقنوات الفضائية يمكنه التعامل مع بطاقات (ايه.ار.تي) والاشتراك الثاني يبلغ 1300 جنيه (226 دولارا) إذا كان هذا اشتراك للمرة الأولى ويشمل الاشتراك في عدة قنوات اخرى ايضا إضافية لقنوات الرياضة التي تبثها الشبكة.

يقول محمد رجب وهو شاب في العشرين من عمره "انا غير قادر على الاشتراك في هذه القناة وليس امامي سوى حل من حلين الاول اما ان اذهب الى المقهي يوميا لاتابع مباريات المونديال مقابل خمسة جنيهات في المرة الواحدة وهو مبلغ كبير لا يتوفر لشاب مثلي.

"والحل الثاني حل غير اخلاقي وهو ان اقوم مثل الكثيرين بالاعتماد في المشاهدة على توصيلات سرية غير قانونية من بعض المحترفين وادفع عشرين جنيها فقط طول شهر المونديال",وتشكو (ايه.ار.تي) من ظاهرة التوصيلات غير القانونية.

ولكن في الوقت الذي يشكو منه الملايين من المصريين بسبب عدم قدرتهم على تكاليف مشاهدة مباريات المونديال الا ان هناك فئة من اصحاب المقاهي المنتشرة في جميع انحاء البلاد يعتبرون المونديال فرصة ذهبية للثراء.

يقول حمدي ناجي وهو صاحب مقهى "انه موسم رائع لا يتكرر الا مرة واحدة كل اربع سنوات ونحن نستفيد ماديا من المونديال ورواد المقهي لا يقل عددهم في المباراة الواحدة على مدار ساعتين عن مئة متفرج."

ويضيف ناجي "انني سعيد لهذا الرواج لكنني في ذات الوقت التمس العذر لغير القادرين الذين قد تحرمهم قلة الامكانات المادية من متابعة المونديال."

ولا يوجد دور لاتحاد الكرة المصري في مثل هذه القضية لكن مدحت شلبي المتحدث الرسمي باسم اتحاد الكرة ينصح القائمين على الاذاعة والتلفزيون ان يتوصلوا الى حلول وسط مع (ايه.ار.تي).

وقال شلبي لرويترز "المسألة اصبحت اننا نعيش في زمن الاقتصاد الحر المفتوح والجميع له الحق في الشراء والتسويق واذا لم تشتر شركة (ايه.ار.تي) حق البث لكأس العالم فسوف تشتريه شركة اخرى وتضع اسعارا قد تكون اغلي."

وأضاف "في حدود معلوماتي ان التلفزيون المصري لم يعرض الثمن المناسب الذي يدفع الشركة للموافقة على منحه حق البث الارضي مجانا."

والمشاهدون غير القادرين على الاشتراك أو الجلوس على المقهى سيتحتم عليهم الانتظار حتى الساعة التاسعة مساء بالتوقيت المحلي إذ توصل منتج برنامج "البيت بيتك" الذي تذيعه القناة الثانية بالتلفزيون المصري لحل للازمة ببث ملخصات يومية مدتها نصف ساعة مسجلة لأهم المباريات التي تجرى في نفس هذا اليوم.

لكن المصريين لا يقنعون بهذا الحل ويرون ان اذاعة بعض اللقطات المسجلة للمباريات لا طعم لها.

وهذا الأمر لا يقتصر على مصر فقط بل يشمل كافة البلدان العربية بعد أن اشترت (ايه.ار.تي) حقوق بث البطولة حصريا في المغرب العربي والشرق الاوسط.

ولم يتمكن اتحاد الإذاعات العربية في اقناع (ايه.ار.تي) باعادة بيع هذه الحقوق للاتحاد لبث المباريات للشعوب العربية.

وقبل يومين عقد الجزائري حمراوي حبيب شوقي المدير العام للتلفزيون الحكومي الجزائري مؤتمرا صحفيا في الجزائر عقب اجتماع لاتحاد الاذاعات العربية قال فيه ان التلفزيونات العربية لن تنقل مباريات كأس العالم لفشل مفاوضاتها مع شبكة راديو وتلفزيون العرب.

واضاف "المشكلة ليست مالية لان راديو وتلفزيون العرب رفض مبدأ التفاوض بشأن اعادة بيع حقوق بث المباريات."

وتابع "كان اتحاد الاذاعة والتلفزيونات العربية على استعداد لدفع مبلغ 85 مليون دولار حتى يتمكن من شراء مباريات كأس العالم لكن الشركة رفضت أي تفاوض لأنها تريد بيع بطاقاتها في البلدان العربية."

ورفض أي مسؤول من (ايه.ار.تي) التعليق او الرد على الاتهامات الموجهة الى الشركة.

ورغم ان المتبقي على انطلاق مونديال المانيا ثلاثة أيام إلا ان الجميع ما زال يدور في فلك السؤال الحائر كيف يمكنه مشاهدة مباريات المونديال ؟

وحاول المجلس القومي للرياضة المصرية وأمانة الشباب بالحزب الوطني الديمقراطي الحاكم في مصر التوصل لحل فقد قال المهندس حسن صقر رئيس المجلس القومي للرياضة انه وافق على اعتماد مبلغ 50 الف جنيه مصري (8695 دولارا) لشراء شاشات عرض كبيرة وبصفة فورية لتوزيعها على مراكز وقرى محافظة شمال سيناء.

وتابع عقب قيامه بزيارة لسيناء مساء أمس الاثنين "شراء شاشات العرض الكبيرة الهدف منه التيسير على المواطنين الذين يرغبون في مشاهدة مباريات كأس العالم."

واتخذت امانة الشباب بالحزب الوطني قرارات مماثلة بشراء شاشات عرض ووضعها بعدة محافظات لمنح المواطنين فرصة المشاهدة المجانية لمباريات كأس العالم.

لكن محيي الدين صالح كامل رئيس (ايه.ار.تي) اكد في عدة تصريحات صحفية سابقة انه ليس مونديال المانيا فقط الذي سيذاع بالبطاقات لكن شركته وقعت عقدا مع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) من اجل شراء حق بث كأس العالم 2010 بجنوب افريقيا وكأس العالم 2014 حصريا ايضا.. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى