وتلك الأيــام..كثر الشتوف ما بتقضي شفوف

> أحمد يسلم صالح:

>
أحمد يسلم صالح
أحمد يسلم صالح
مثل شعبي قاله أحد الشيوخ الحكماء الطاعنين في تجارب الحياة اختزالاً واختصاراً عن ضيق حاله وتبرمه مما آل إليه حال التسويف والإطالة التي لا طائل منها، في زمن يتصف بالبيرقراطية والمظاهر الخادعة الشديدة والروتين الإداري الممل إزاء أبسط المواضيع والقضايا البسيطة الحياتية التي لا تحتمل مع كل هذا العناء والكد المميت للأعصاب والعقول. ومن كل هذا الروتين والإطالة في إنجاز معاملات الناس لا شك هناك المستفيدون، الفاسدون أصلاً الذين يتربصون حاجة الناس في إنجاز معاملاتهم وقضاياهم، ومع امتداد نسق المعاملات والإجراءات الروتينية يقف طابور هؤلاء (يخلعوك)(ويبرشتوك) وكل واحد يدعي (حقه) وعلى أيش يا حسرة؟!

وهكذا فلكل مرحلة رجالها، بالتأكيد تفتقت قرائح البعض على طرائق مبتكرة لا تطرأ على بال فكان هناك (الهوامير) وفطاحلة (العمردة) والفهلوة والنصب (وكله على قرنك يا مسكين).

فعندما يقف رجل المرور يهدد بكتابة الدعوى في مخالفة سير فالغاية - طبعاً - ليست التقيد بالنظام والضوابط المرورية لتكتشف في النهاية أن ذلك مجرد مناورة رخيصة الغرض منها الوصول إلى غاية تافهة وعلى قدر مكانة الضحية، فقد يكون الصيد أحياناً ثميناً وصولاً إلى (أجرة الطقم) وحكايات النيابة والبحث الذي لم يبحث عن أحد من اللصوص أو المجرمين، وصولاً إلى قاض لا يخاف الله يسوف قضايا الناس و(يمرمطهم)، فتراهم يبحثون عن جليسه أو وسيطاً أو حتى (ولده) حتى يمكن (التفاهم معه)!! لكن هذا لا يلغي أن هناك أناساً يحترمون أنفسهم ومكانتهم ونحن هنا لا نطلق الكلام على عواهنه في النظرة بسوداوية، كما يقولون!

لكن الصحيح ثم الصحيح هو متى يكافأ المحسن ويحاسب المسيء، حتى لا يتوه الناس في معاملاتهم اليومية في دوامة البيروقراطية الرتيبة المملة التي معها يهدر الوقت والمال وتزهق النفوس.

واليوم وفي عهد الحكومات الالكترونية حين ينجز المرء معاملاته أو يحل قضاياه في أسهل طريقة وأيسر وقت وأقل جهد، لا يزال هناك من قال عنهم الشاعر المصري أحمد فؤاد نجم: شعوب ورق ورق، كلامهم على ورق وأيامهم ورق وحالهم ورق ورق وكله في النهاية ورق.

الشتوف: الورق.

الشفوف: الغايات أو الحوائج.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى