البرتغال تطمح إلى تفادي المفاجأة أمام انغولا

> عواصم «الأيام الرياضي» وكالات:

>
درس برازيلي للاعبي البرتغال
درس برازيلي للاعبي البرتغال
يسعى المنتخب البرتغالي بقيادة مدربه البرازيلي لويس فيليبي سكولاري الى تفادي المفاجأة عندما يلتقي مع انغولا الضيفة الجديدة على النهائيات,وتأمل البرتغال الى تعويض اخفاقها في احراز اللقب الاوروبي على ارضها عام 2004 عندما خسرت امام اليونان في النهائي وكذلك خروجها المخيب من الدور الاول لمونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان معا.

كما ان مدربها سكولاري يطمح الى دخول التاريخ من بابه الواسع بإحراز اللقب العالمي للمرة الثانية على التوالي بعد الاولى مع البرازيل قبل 4 اعوام علما بأنه سيترك منصبه مباشرة بعد المونديال.

وتعول البرتغال على نجومها سواء المخضرمين في مقدمتهم جناح انتر ميلان الايطالي لويس فيغو الذي سيكون المونديال محطته الدولية الاخيرة، او الصاعدين ابرزهم صانع العاب برشلونة الاسباني والمتوج معه بطلا للدوري المحلي ومسابقة دوري ابطال اوروبا ديكو سوزا، ونجم مانشستر يونايتد كريستيانو رونالدو.

في المقابل، تكتسي المباراة اهمية كبيرة بالنسبة للانغوليين الذين سيواجهون منتخب البلد الذي استعمر بلادهم فترة طويلة قبل الاستقلال عام 1975..

وتنوي انغولا تكرار انجاز المنتخبات الافريقية في المباريات الافتتاحية بهزمها الكبار على غرار ما فعلت الكاميرون امام الارجنتين 1-صفر عام 1990، والسنغال امام فرنسا 1-صفر أيضا قبل اربعة اعوام.

ولا يضم المنتخب الانغولي نجوما كبار او معروفين في البطولات الاوروبية باستثناء مهاجم بنفيكا البرتغالي بيدرو مانتوراس بيد ان الاخير لا يلعب اساسيا في تشكيلة المنتخب.

ويبقى مهاجم الوكرة القطري سابقا وقائد المنتخب فابريس أكوا الورقة الرابحة التي يعول عليها مدرب انغولا لويس اوليفيرا غونسالفيش.

يذكر ان انغولا واجهت منذ 1977 حتى الان 6 منتخبات غير افريقية فقط هي البرتغال وكوبا وكوريا الجنوبية واليابان والارجنتين وتركيا.

لويس غونسفالفيش صانع المعجزات
تعقد انغولا آمالا كبيرة على مدربها لويس غونسالفيش "صانع المعجزات" عندما تخوض نهائيات كأس العالم لكرة القدم المقامة حاليا في المانيا وتستمر حتى التاسع من يوليو المقبل.

وفعلها غونسالفيش في التصفيات عندما قاد انغولا للمرة الاولى في تاريخها الى النهائيات العالمية على حساب منتخب من الوزن الثقيل هو المنتخب النيجيري صاحب السمعة الرنانة في القارة السمراء والعرس العالمي ايضا.

واستلم غونسالفيش مهامه خلفا للبرازيلي اسماعيل كورتز مباشرة بعد خسارة انغولا مباراتها الاولى في التصفيات امام تشاد (1-3) في ذهاب الدور التمهيدي، ونجح بعدها بثبات في قيادة المنتخب الانغولي الى النهائيات للمرة الاولى في تاريخه بعد مشوار مثالي فأظهر بالتالي الوجهة الرياضية للبلاد التي كانت ولا زالت تشتهر بالحرب الاهلية.

وحقق غونسالفيش 7 انتصارات مع انغولا في التصفيات و3 تعادلات وهزيمة واحدة، وبات بطلا قوميا في انغولا وارتفعت شعبيته في البلاد رغم الظهور المخيب في نهائيات كأس امم افريقيا الاخيرة في مصر.

مهارات البرتغالي رونالدو قد تكون هي العامل الأساسي في فوز منتخب بلاده
مهارات البرتغالي رونالدو قد تكون هي العامل الأساسي في فوز منتخب بلاده
وكان غونسالفيش قاد انغولا الى احراز بطولة امم افريقيا للشباب عام 2001 والى ثمن نهائي بطولة العالم للشباب في العام ذاته.

ويعول غونسالفيش على حارس المرمى جواو ريكاردو فيريرا وهداف المنتخب فابريس اكوا لقلب التكهنات والترشيحات في المونديال والتي لا تضعه بين المنتخبات المرشحة للمرور الى الدور الثاني.

ولا يبدو غونسالفيش منزعجا كون فيريرا واكوا لا يلعبان مع اي فريق منذ فترة طويلة. فالاول تدرب مع فريق بورتيموننزي البرتغالي (درجة ثانية)، فيما فسخ الثاني عقده في يناير الماضي.

ويملك غونسالفيش ورقة رابحة يحتفظ بها دائما على مقاعد الاحتياط تتمثل في مهاجم بنفيكا بيدرو مونتوراس الذي لقب بـ"اوزيبيو الجديد" لدى انتقاله الى الفريق البرتغالي عام 2003..

وكان مونتوراس اعرب عن استيائه عقب نهائيات كاس امم افريقيا الاخيرة خصوصا وانه لم يلعب سوى 59 دقيقة في 3 مباريات واعتبر ذلك "عدم احترام" من المدرب وهدد بترك المنتخب الانغولي في نهائيات كأس العالم.

وتخوض انغولا، التي يبلغ عدد سكانها 10 ملايين نسمة، مباراتها الاولى في المونديال اليوم الاحد ضمن المجموعة الرابعة في كولن ضد البرتغال التي استعمرتها لفترة طويلة.

اما المباراة الثانية فستكون ضد ايران في 16 يونيو الحالي في هانوفر، والثالثة الاخيرة ضد المكسيك في 21 منه في لايبزيغ.

هل تعيد كرة القدم بناء ما دمرته عقود من الحرب الاهلية في أنجولا ؟
وسط شوارع ترابية غير ممهدة وأحياء مدن أنجولا الفقيرة بمساكنها الصغيرة التي بنيت من الحديد والاخشاب يبزغ حلم الشباب الانجولي بتحقيق الفوز في بطولة كأس العالم بالمانيا هذا الصيف بعد أن سبقه تحقيق حلم التأهل للنهائيات للمرة الاولى في تاريخ تلك الدولة التي يعشق شعبها كرة القدم.

وبعد نحو ثلاثة عقود من الحرب الاهلية يراود الامل الشعب الانجولي في الوقت الحالي بأن يفجر منتخبه الوطني مفاجأة في أول ظهور له بنهائيات كأس العالم.

وتأهل المنتخب الانجولي الذي يمثل هذه الدولة الغنية بالبترول والواقعة في جنوب غرب القارة الافريقية إلى النهائيات في سادس محاولة بالتصفيات لتتفجر مظاهر الفرح في أنحاء البلاد.

وتعتمد أنجولا التي مزقتها الحرب لسنوات طويلة على القوة الهائلة للنجاح الرياضي في إعادة بناء الدولة مثلما اعتمدت ألمانيا الغربية بشكل كبير في إعادة بنائها بعد الحرب العالمية الثانية على نجاح منتخبها في الفوز بكأس العالم لكرة القدم 1954 والتي أطلق عليها (معجزة بيرن).

وترى أنجولا في المشاركة بنهائيات كأس العالم فرصة لاعادة بناء شعور جديد بالكرامة بين سكانها بعدما شاهدوا في قارتهم الافريقية السوداء كيف نجحت دولة جنوب أفريقيا بعد عشرات السنين من التمييز العنصري (ابارثيد) في التأهل لنهائيات كأس العالم والفوز بكأس الامم الافريقية.

وتأمل أنجولا في تحقيق شيء مشابه بعد أن نجح فريقها في التأهل إلى نهائيات كأس العالم. وقال لويس أوليفيرا جونكالفيز المدير الفني للمنتخب الانجولي :"قبل ذلك لم تكن أنجولا تحقق الفوز والان نجحنا في الحصول على المركز الاول".

فيغو ولحظة تأمل لآخر المشوار
فيغو ولحظة تأمل لآخر المشوار
ويعتمد المدير الفني للمنتخب الانجولي على اللاعبين الذين أظهروا مهارات بالفعل خلال المشاركة مع أنديتهم الاوروبية ومنهم المدافع بدرو إيمانويل /31 عاما/ نجم بورتو البرتغالي وقائد الفريق فابريس أكوا الذي لعب في بنفيكا البرتغالي سابقا ثم انتقل للعب في الدوري القطري.

وإلى جانب بدرو إيمانويل توريس الذي يعرف بلقب "مانتوراس" يمثل أكوا بطلا قوميا يجسد حلم العديد من يتامى الحرب الذين يحلمون بالسمو الاجتماعي من خلال الانجازات الرياضية.

وبعد وفاة والده كان مانتوراس /23 عاما/ واحدا من أطفال لا حصر لهم عانوا من الاهمال في الشوارع قبل أن يحصل على الثروة والشهرة التي نالها من خلال اللعب لفريق بنفيكا البرتغالي.

ويرفض جونكالفيز الانتقادات التي توجه إليه بأنه أهمل المواهب الموجودة في الاندية الانجولية. وقال جونكالفيز للصحفيين الاوروبيين في لواندا :

"تأهل المنتخب الانجولي لنهائيات كأس العالم بالاعتماد على اللاعبين المحترفين والناجحين في الاندية الاوروبية والذين عادوا حاليا إلى أفريقيا.نجحنا لاننا استعنا بلاعبين تدربوا وتعلموا في ظروف أفضل.وعندما نستعين باللاعبين المحليين في المباريات الدولية نخسر بشكل منتظم".

ولا يجب أن يثير ذلك تساؤلات لأن الحرب التي استمرت سنوات طويلة دمرت البنية الاساسية للبلاد وبددت كافة المحاولات لتنشئة مواهب جديدة.

وتأسس الاتحاد الانجولي لكرة القدم في عام 1979 وحظي بمساندة كبيرة من المواطنين المتحمسين ولكنه لم يجد دعما ماليا.

وتعتمد العديد من الاندية الانجولية في الوقت الحالي على الدعم المادي والرعاية التي تقدمها شركات النفط بل إن بعضها أصبح النادي الرسمي لبعض من هذه الشركات.

ورغم الافتقار للتمويل لم يتراجع الحماس تجاه كرة القدم اللعبة ذات الشعبية الثانية في أنجولا بعد كرة السلة حيث يركل الاطفال الحفاة في الشوارع كل ما يشبه كرة القدم بل إنهم يصنعون أحيانا كرة قدم من أكياس البلاستيك للهو بها في الشوارع وأحيانا ما يستخدمون علبة صغيرة كأنها قائم للمرمى ويستخدمون أجهزة المذياع الصغيرة بديلا عن شـاشات العرض التلفزيونية لمتابعة المباريات.

وتتمتع كرة القدم الانجولية بلمسات سحرية. ويبدو أن ذلك جاء نتيجة الارتباط الوثيق والعلاقات التاريخية التي تربط أنجولا بالبرازيل لدرجة دفعت البعض إلى إطلاق لقب "برازيل أفريقيا" على أنجولا رغم أن هذا اللقب يرتبط أيضا بالمنتخب الغاني الذي يعرف بإسم "النجوم السوداء".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى