آثار حياة عادية بين أنقاض المنزل الذي قتل فيه الزرقاوي

> هبهب «الأيام» بول شيم:

>
الحفرة التي أحدثتها الغارة الجوية الأميركية على منزل الزرقاوي بقرية هبهب المحاطة ببساتين النخيل شمال بغداد
الحفرة التي أحدثتها الغارة الجوية الأميركية على منزل الزرقاوي بقرية هبهب المحاطة ببساتين النخيل شمال بغداد
وسط انقاض المنزل الذي دمرته الغارة الجوية الاميركية في عملية قتل فيها ابو مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، تتناثر الملابس والمقتنيات الشخصية التي تدل على الحياة التي كانت داخل المنزل قبل تدميره.

واصبح المنزل الواقع في قرية هبهب (80 كلم شمال بغداد)، اثرا ولم يتبق منه سوى قطع محطمة من الاسمنت والقضبان الحديدية وحفرة عميقة ملأتها الانقاض.

وفي كل مكان تناثرت قطع تدل على الحياة التي كانت في ذلك المنزل، فداخل الحفرة هناك لباس نسائي وملابس اطفال وقطع متفحمة من فساتين.

وذكرت مصادر الخميس ان احدى زوجات الزرقاوي الثلاث قتلت في الغارة الجوية. كما ذكرت مصادر في عائلة الزرقاوي في الاردن ان احد ابناء المتشدد الاردني قتل في الغارة، الا انه لم يتم تأكيد هذه المعلومات.

وخلف المنزل المدمر يمر جدول تنبعث منه رائحة كريهة، وفي الجوار تتناثر علبة من امواس الحلاقة البلاستيكية وفرشاة اسنان فيما توجد في الحفرة حقيبة نسائية ممزقة وعلبة من سجائر عشتار المحلية.

وذكرت القوات الاميركية ان ثلاثة رجال وثلاث نساء قتلوا في التفجير.

وبعد ثلاثة ايام من الهجوم الذي وقع الاربعاء، سمح للصحافيين بدخول المنطقة التي زارتها قبل ذلك عدة فرق من المحققين الذين كشفوا عن "كنز" من المعلومات الاستخباراتية، طبقا لمتحدث اميركي باسم التحالف.

ولم يتبق سوى قطع من كتاب مدرسي منسوخ وكتاب ديني وصفحات ممزقة من العدد الصادر في الثاني من مايو من النسخة العربية من مجلة "نيوزويك" تحمل تقريرا حول نص مسيحي قديم يشير الى ان المسيح طلب من يهوذا خيانته.

وقال مسؤولون عسكريون اميركيون انهم تمكنوا من تعقب واستهداف الزرقاوي بعد معلومات استخباراتية من عراقيين داخل تنظيمه.

وبعد دقائق من الغارة التي شنتها القوات الاميركية بطائرات اف-16 والقت خلالها قنبلتين زنة كل منهما نحو 250 كلغم، وصلت عناصر من الكتيبة الاولى من الفرقة المدرعة 68 الى موقع الهجوم واغلقت المنطقة.

وافاد الكولونيل توماس فيشر قائد الكتيبة "لم نكن نعلم في ذلك الوقت ان المستهدف كان الزرقاوي، ولكننا كنا نعلم ان الهدف حساس من الناحية الزمنية".

وكان الميجور غاري ريمبلي القائد في الكتيبة من بين اول الاميركيين الذين وصلوا الى الموقع، وقال "لقد احدث القصف حفرة هائلة".

وذكر مسؤولون اميركيون ان الشرطة العراقية كانت اول من وصل الى الموقع تلاهم افراد وحدة فيشر وبعد ذلك بنصف ساعة حضر جنود عراقيون لتعزيز اغلاق المنطقة.

وصرح الميجور وليام كالدويل المتحدث باسم الجيش الاميركي أمس الأول الجمعة ان الزرقاوي لم يقتل على الفور في الغارة وانه توفي متأثرا بجراحه بعد دقائق.

ووصل الميجور جاي بولوك الذي يعمل مستشارا لوحدة الشرطة العراقية الى الموقع وقال انه عند وصول قوات الشرطة الى الموقع بعد ساعة و20 دقيقة بعد الانفجار، كانت الفرق التي فتشت في الانقاض قد انتهت من عملها.

وقال بولوك "لقد قمنا بعملية تفتيش اولية" وتم العثور على بعض البنادق والمجلات ونحو ست قنابل يدوية. وفي صباح اليوم التالي، توجه مهندسون الى الموقع مع جرافات.

ويندر وجود السكان في المنطقة التي يقع فيها المنزل حيث يقع اقرب منزل له على بعد 250 مترا. ولا تستخدم المنازل المبنية من الطوب في تلك المنطقة سوى من قبل المزارعين الذين يعيشون في القرى المجاورة لزراعة بساتينهم، ويأتون الى تلك المنازل في المواسم فقط.

وكانت البساتين التي استخدمتها القوات الاميركية للاختباء اثناء تطويق منزل الزرقاوي في لحظاته الاخيرة، لمدة طويلة تشكل نقطة صعبة للقوات الاميركية والعراقية التي تعمل في هذه المنطقة الزراعية شمال العاصمة.

وقال بولوك "ان هذه المنطقة ليست من افضل واسهل المناطق" مضيفا ان المتمردين يستخدمون تلك البساتين "لانهم يحبون ان يختبأوا في بساتين النخيل لانها تحتوي على عدة ممرات للهروب".

وتعتبر محافظة ديالى اكثر المناطق التي تشهد عنفا في العراق بعد بغداد والانبار. حيث تشهد المنطقة هجمات على قوات التحالف وكذلك مجازر ضد العراقيين الذين يقتلون بإطلاق النار عليهم على حواجز الطرق وقطع رؤوسهم ووضعها في صناديق الفواكه.

وقد شهدت الحقول والبساتين التي يضرب تاريخها في الزمن القديم في المحافظة التي يسكنها خليط من السنة والشيعة، اعمال عنف مستمرة منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة على العراق عام 2003 خاصة خلال الاشهر القليلة الماضية.

وقال ريمبلي "ان لذلك علاقة بمحاولة خلية القاعدة الابقاء على العنف الطائفي مستمرا" مرددا بذلك نظرية تقول ان العنف ازداد في المنطقة بسبب وجود الزرقاوي فيها مؤخرا. ا.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى