وتلك الأيــام..باقول ياقلة الانصاف ويا نفس عزي لا تهوني

> سلوى صنعاني:

>
سلوى صنعاني
سلوى صنعاني
صحة الإنسان هي حجر الزاوية لإنجاح أي تنمية بل وشرط أساسي، من هنا جاءت اهتمامات الدولة بالمشافي وتطويرها بما يخدم توفير المستلزم التشخيصي والعلاجي للمواطن في وطنه وحقناً لرصيد ضخم من العملة الصعبة التي تصرف في مشافي الخارج وضمانة لتجنيب المواطن مشقات الترحال والبعد عن الأهل في وقت أحوج ما يكون المريض فيه لأحبته من حوله.

إلى هنا وأقف أمام ذلك الصرح الضخم الذي عرضه تلفازنا الجليل والذي قام بافتتاحه فخامة الأخ علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية برفقة الأطراف الخارجية المعنية ذات العلاقة بالمستشفى السعودي الألماني في صنعاء. هذا عوضاً عن مشاريع استراتيجية مرتبطة بالبنى التحتية لبلادنا .. ورأيت فخامة الرئيس موزعاً حنانه وبركاته على هذه المنطقة أو تلك. وتقف صنعاء لتهبر نصيب الأسد من هذه المشاريع، بينما تتدهور الأوضاع بمجالات الحياة كافة في عدن ولم أر أي اهتمام أو ما شابه ذلك.

عدن العاصمة الاقتصادية والتجارية التي لا تحمل من هذه الأهمية والثقل إلا الاسم فقط. وحتى لا أتوه في مجالات الحياة المهملة، أضع إصبعي على موضع الجرح.

لماذا لا تحظى مشافينا باهتمامات الدولة وكم هي الأرصدة الموظفة لتطوير المستشفيات المركزية في العاصمة الاقتصادية والتي أضحت بقدرة قادر مجرد هياكل لا تسمن ولا تغني من جوع والتي تفتقر لأبسط الإمكانات التشخيصية والعلاجية؟؟ فكيف لنا بها وإن لم توفر الأولى منها. لأبسط الأمراض على المواطن في عدن أن يتجه إلى صنعاء لأن مشافيها أضحت تضاهي في المستوى الصحي مشافي الخارج، وهذا بحد ذاته مكلف وباهظ على المواطن وجيوبه الخالية، المعتمد على دخله المحدود الذي تلتهمه فواتير الكهرباء والماء والهاتف التي لا تبقي على فلس لسد الرمق.علماً يا دولة القانون أن العلاج المجاني حق دستوري من حقوق المواطنة إلى جانب التعليم، والاثنان أصبحا أكثر موارد الدولة جباية من رسوم وضرائب هي في الأصل غير قانونية.

إلى هذه اللحظة لم أجد ولم ألمس أي عناية بالجانب الصحي لمراكز ومستشفيات عدن التي يؤمها عشرات الآلاف من المرضى منذ ولادة وحدتنا العظيمة، عشرات من المرضى لا يعودون إلى منازلهم إلا لغسلهم وتوديعهم إلى المقابر.

متى نحظى بعناية الدولة متمثلة بوزارة الصحة. راح وزير وأتي وزير ومضى عام وأردفه عام آخر والوضع الصحي من سيء إلى أسوأ.

أين العدالة وأين حقوق المواطنة لأهالي عدن ؟ اذكروا لي منجزاً صحياً واحداً منذ أن شملتنا المحبة وأصبح القرص واحداً إلا أننا لا نحظى بقضمة صغيرة منه بل تبلعه صنعاء المصابة بالتخمة، في الوقت الذي ينهشنا الجوع ونعاني من الفاقة لكل سبل الحياة حتى البسيطة منها. كم يذكرني هذا الحال بقول الشاعر الكبير صالح فقيه:

باقول يا قلة الإنصاف

يا نفس عزي لا تهوني

وين الذي للخير والشر مفتاح

شراح كيه خبروا للأوظاف

ما بيت شراحه لا توكنوني

والا طرحت الطين باجيب شراح

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى