«الأيام» تحاور أبا المعلمين وأول معلم في المسيمير :كُرمت أيام الوزيرعبدالرحمن جرجرة وتقاضيت معاشا قدره 320 شلنا من السلطان فيصل سرور

> «الأيام» أنيس منصور حميدة:

>
مراسل «الأيام» يحاور المعلم محمد مقصر
مراسل «الأيام» يحاور المعلم محمد مقصر
المعلم هو الطود الشامخ الراسخ في سماء التربية، كما أن لشخص المعلم أثراً عظيماً في بناء العقول وتكوينها، هو المسك الذي يطيب عبيره وهو طيب، ما أجل وأسعد مهنة المعلم وهو يعيش في قلوب أبنائه فمهما جمعنا كلمات الثناء وعبارات الإطراء من قاموس اللغة العربية فلن نوفي للمعلم حقه.

في وسط مدينة المسيمير محافظة لحج التقت «الأيام» معلما قديما من الطراز الأول ومن عهد الستينات أو كما يسمونه أبا المعلمين وأول معلم في مديرية المسيمير الأستاذ محمد أحمد نجيب مقصر الذي لا يزال يتمتع بصحة جيدة، لديه ذاكرة قوية لتفاصيل ودقائق التاريخ التربوي. سألته عن عمره وميلاده وتعليمه، وعدد أولاده ومن يتذكر من زملاء الدراسة؟ فأجاب:

من مواليد المسيمير محافظة لحج 1936م بدأت تعليمي الابتدائي في مدرسة المحسنية الحوطة ثم الإعدادية في مدرسة الأحمدية تعز ولدي خمسة أولاد ثلاثة أبناء وبنتان وأذكر من زملاء الدراسة محمد الحمدي وحسن السادات وفضل سعد علاية.

< متى بدأت مزاولة مهنة التدريس وكيف كانت؟

- بدأت التدريس عام 1960م أنا وزميلي الأستاذ صادق حسن أفندي رحمه الله أيام السلطنة وبتشجيع من السلاطين افتتحنا أول مدرسة بالمسيمير مكونة من أربعة فصول للمرحلة الابتدائية ثم تأتي بعدها المتوسطة وتم إرسال أول دفعة لدراسة المتوسطة إلى جعار أبين مكونة من أحمد طلحة حسين وشرف مرزح وصالح الحكيم وعبدالعزيز قائد وفضل علي هادي يصل عددهم إلى 65 طالبا.

<كم كان المعاش الذي تتقاضاه وممن؟

- كنا نتقاضى 320 شلنا يتم استلامها من السلطان فيصل سرور كان يتم خصم منها خمسة دينار اشتراك لاتحاد الجنوب العربي.

< أين توزعت سنوات خدمتكم؟ وما هي الطرق المستخدمة في التدريس والمواد التي تدرس؟

- توزعت أولاً في مدينة المسيمير، ثم مكيريم ثم مرات في الضالع وأحلت للتقاعد عام 2000م. ومن طرق التدريس فقد كنا نعتمد على التلقين والمشافهة مع شرح مبسط حتى مادة الرياضيات كانت تعتمد على الحفظ أكثر من الفهم.

< مبدأ الثواب والعقاب للطلاب كيف كان؟

- مبدأ العقاب كان على الضرب بالعصا حيث كان للمعلم هيبة ومكانة في نفوس الطلاب وأذكر أني جلست يوماً حتى المغرب مع الطالب فاروق الحميدي لتلقينه قوله تعالى: {هل أتاك} فكان يقرأ «هل أتيك» فضربته حتى تورمت يداه ولا تزال يده متأثرة من الضرب حتى الآن.

< ما للفرق بين مدرسة الأمس ومدرسة اليوم؟

- الفرق كبير جداً جداً اليوم رغم وجود المدارس والوسائل التعليمية والتقدم العلمي، إلا أن مستوى التحصيل التعليمي ضعيف جداً، خريج الثانوية لا يستطيع القراءة والإملاء يعتمد الطلاب على الغش، فبدل أن يدرس يذهب الطالب ليعمل ويجمع الفلوس ليرشي بها مراقبي الامتحانات، أصبح الاعتماد على الغش أمراً ضرورياً. إنني أبغض الغش الذي يخرج جيلاً كله مغشوش. مدرسة الأمس كانت تحت الأشجار وفي عشش شعبية ونكتب بالفحم بدل الطباشير، لكن طالب الصف الثاني يصوغ رسالة ويقرأ بشكل صحيح، ناهيك عن الأدب والالتزام والهدوء، مدرسة الأمس كانت توزع للطالب الدفاتر والأقلام والأدوات الرياضية حتى الملابس كما كانت المدرسة تقوم بتكريم الطلاب المبدعين والمتفوقين بالدعم المالي والمعنوي على حساب السلاطين آنذاك، أما اليوم فأنت ترى كيف الحال.

< هل كان المعلم ينال نصيباً من التكريم؟

- لقد كرموني عام 65 وأخذت دورة كتكريم لي في مدينة الشعب عندما كان وزير المعارف عبدالرحمن جرجرة وكان لهذا التكريم أثر قوي، كما أن السلطنة كانت توفر للمعلمين الرعاية التامة وبناء مساكن خاصة لهم وتوفير الملابس والرحلات ويقام لنا حفل برعاية السلطان فيصل سرور كل عام لتكريمنا كنهاية العام الدراسي، كما تم تكريمي هذا العام من مدير التربية محسن الكومي؟

< متى بدأ تعليم الفتاة في المسيمير وهل تذكر مسؤولين تتلمذوا على يديك؟

- بدأ تعليم الفتاة عام 63 وأول مدرسة للمسيمير كانت الأستاذة آسيا مهدي هادي من بنات عدن، لكن كان الإقبال للفتاة ضعيفاً ومتقطعاً وبالنسبة لمن تتلمذوا على يدي وهم الآن في مواقع المسؤولية كثير أذكر منهم د. جمال محمد سرور وكيل قطاع وزارة المالية، أمين حسن هندي ماجستير في الطب، د. مفتاح علي أحمد القيادي الاشتراكي، محسن فريد وعلى حسن زكي والمربي الفاضل فاروق الحميدي وغيرهم.

حديث في السياسة والنضال
< هل لديك رصيد نضالي وبمن تأثرت؟

- كنت مسؤولاً وقائد القطاع الفدائي في المسيمير وعلى اتصال مع سالم ربيع علي وفيصل عبداللطيف الشعبي اللذين تأثرت بهما كثيراً وشكلت أول خلية فدائية مكونة من محسن مطهر وفضل علي هادي وعبدالعزيز قائد، كما اشتركت في الأعمال الفدائية . وتعرضت للسجن في حبس الشريف تعز، وشاركت في أعمال شغب عندما اعترضنا موكب المستر ميلان البريطاني في طريق وادي تبن وكنت أدفع ربع الراتب اشتراكاً شهرياً لتنظيم الجبهة القومية لشراء أسلحة لمقاومة الاستعمار، وكنت أيضاً مسؤول القيادة المحلية للجبهة القومية ونائب مأمور مركز المسيمير منذ عام 68 حتى 75م وتحولت نائب مأمور مركز الضالع ومسؤولاً عن تدريس جيش التحرير في جحاف لمدة عام ثم عدت نائب مأمور للمسيمير وكرش وعضو مجلس الشعب المحلي لثلاث دورات حتى عام 90م.

< رغم هذا الرصيد النضالي والتربوي أنت تعيش في منزل صغير وليس فيه كهرباء، مع أن التيار يحيط بمنزلك من كل جانب، لماذا؟

- لقد تأصلت لدي فكرة ومقالة قديمة تقول «إن الثوري أول من يموت وأول من يجوع وآخر من ينام» ومنزلي بني بجهود أهلية .

وسؤالك عن توصيل الكهرباء يمكن توجيهه لمدير المديرية والمسؤولين.

بهذه الكلمات ودعنا الأستاذ محمد أحمد نجيب قائلاً لنا: «رغم هذا أنا أحب الوحدة والوحدويين»، كما يمتلك الأستاذ محمد رصيداً من الشعر والأدب نعتذر عن نشره لضيق المجال.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى