قصة قصيرة بعنوان (صحن الحكم)

> «الأيام» مازن فاروق رفعت:

> تهافتت مئات الجيوب للإدلاء بأصواتهم للمرشحين الرئيسيين الثلاثة: السمكة، والدجاجة، والعجل، الذي قال: أنا أعظم شأناً منكما فقد ورد ذكري في القرآن! .. قالت الدجاجة: آو.. آو! انظري إلى هذا المتبجح الذي يريد أن يحكم!

قالت السمكة وهي تتبختر بمفاتنها: تجاهليه يا حجة! فالكل يعلم أنني من يصلح للحكم!

قالت الدجاجة: حجة في عينك يا سافرة! أنت لا تصلحين إلا للمراقص!

قالت السمكة: على الأقل لدي جسد يخطف الألباب وليس كجسدك البدين المليء بالدهون!

قالت الدجاجة: قد لا أقدر أن أجذب الذكور، لكني قادرة على حكمهم!

ظهرت نتائج التصويت، وهي 30% للسمكة و45% للدجاجة و 50% للعجل الذي تربع على الحكم؟

وفي أحد الأعياد استعد العجل ليلقي خطبة على الجيوب الحاشدة، فقال: مياو!

صدمت الجيوب! فكيف لعجل أن يموء، هنا ظهرت سيارة إسعاف خرجت منها مجموعة تتجه نحو العجل وهي تقول: هاهو المجنون الذي نبحث عنه!

قبضت عليه لتأخذه وسط أنظار الجميع. كان من الطبيعي أن تحل الدجاجة محل العجل في الحكم، وفي مناسبة أخرى استعدت الدجاجة لتلقي خطبة على الجيوب الحاشدة، وقبل أن تنبس ببنت شفة:

هاتسو! عطست، ظهرت سيارة إسعاف من جديد، خرجت المجموعة ذاتها من السيارة، غطت الدجاجة بأغطية بلاستيكية، وأخذتها معها وهي تهتف محذرة الجيوب: ابتعدوا عنها إنها مصابة بأنفلونزا معدية. فتحت الجيوب لهم الطريق ليرحلوا.

استفردت السمكة بالحكم، خطبت بالجيوب: لو صوتم لي منذ البداية لما حدثت هذه المهزلة!.. لكنكم ما قدرتموني حق قدري!.. لهذا سأفرض عليكم ضريبة شهرية باهظة مدة الفترة التي لم أحكمكم فيها! ولت الفترة المحدودة، لكن السمكة استمرت باستنزاف الجيوب.

ذات يوم اختفت السمكة، خطفتها مجموعة من القراصنة، هددت بقتلها إذا لم يدفع لها مبلغ من المال قدره (...). عُقد اجتماع المائدة، تشاور فيه أعضاء اللجنة، الارز والصانونة، واتفقوا على أنه لا يمكن إعادة العجل ولا الدجاجة إلى صحن الحكم، إذن فلابد من دفع الفدية واسترجاع السمكة.

دُفعت الفدية، استُرجعت السمكة، لكن دون البحر!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى