نجوم حاضرة في المونديال مع منتخباتها

> «الأيام الرياضي» متابعات:

> تييري هنري (فرنسا)..لم يخطىء المراقبون عندما شبهوا مهاجم فريق ارسنال الانكليزي والمنتخب الفرنسي تييري هنري بالعداء الاميركي موريس غرين، نظرا الى طريقة عدوه السريعة على ارضية الميدان حيث يصعب على منافسيه اللحاق به.

ويبدو هنري وكأنه يتمتع بأكثر من رئتين، اذ ان لياقته البدنية العالية جعلته يشبه راقصي "الباليه" الذين يتمتعون بمرونة عالية وحركة دائمة على خشبة المسرح. وسطع نجم هنري في سماء الكرة المستديرة مع ارسنال ومنتخب فرنسا وقبلهما مع موناكو الذي كانت محطته الاولى نحو عالم الشهرة والتألق. الا ان نجوميته التصقت بسلسلة الانجازات والالقاب الفردية والجماعية التي حققها مع الفريق اللندني، الذي ادخل من خلاله اسمه في نادي اساطير الكرة الانكليزية بعدما تخطت اهدافه الارقام القياسية التي سجلها اسلافه.

وكان هنري قد وضع نفسه على رأس لائحة الهدافين الفرنسيين على مرّ التاريخ، اذ خولته اهدافه الـ 186 مع فريق ارسنال تحطيم رقم مواطنه ميشال بلاتيني الذي سجل 104 اهداف مع فريق يوفنتوس الايطالي بين 1982 و1987، وهو كان اعلى عدد من الاهداف يسجله لاعب فرنسي لناد اجنبي في مختلف المسابقات.

يضاف الى هذا ان هنري اضحى رائد الهدافين في نادي "المدفعجية" كاسرا الرقم القياسي الشخصي للهداف الانكليزي ايان رايت الذي سجل 184 هدفا لارسنال بين 1991 و1998. ومما لا شك فيه ان للنادي اللندني الفضل في وضع هنري على سكة النجومية، اذ لدى قدوم اللاعب الى الفريق الانكليزي في اغسطس 1999 لم يضع نصب عينيه سوى اللعب في شكل اساسي ضمن تشكيلة مواطنه المدرب ارسين فينغر التي كانت تعج بالنجوم. ولم يفكر هنري لحظة انه سيدون اسمه بأحرف مذهبة في نادي "المئويين" مع ارسنال، الا انه تخطى الرقم 100 في 185 مباراة في المسابقات المختلفة.

بدأ هنري مشواره الكروي في فريق اوليس، وتنقل بين فرق فرنسية مغمورة حتى وجد نفسه مع فريق الامارة الفرنسية موناكو، وهناك تبناه فينغر وأطلقه بين كبار البطولات الفرنسية والاوروبية. لقد داعب هنري الكرة منذ الخامسة من عمره، ولعب مع شقيقه الاكبر في مواجهة شبان يفوقونه سنا وقوة بدنية، الا انه رغم صغر سنه كان يركض بينهم كعدائي العاب القوى المتخصصين بالمسافات القصيرة والطويلة على حد سواء.

واتخذ هنري من الهداف الهولندي الشهير ماركو فان باستن مثالا أعلى، وقرر السير على خطاه،إضافة الى اعجابه الشديد بالنجم الالماني الحائز على كأس العالم عام 1990 بيار ليتبارسكي، والفنان الاوروغوياني انزو فرانشيسكولي. ولعب "تيتي" لصغار فريق اوليس، ثم ارتدى الوان فريق كليرفونتين وبعده فريق اف سي فرساي. ولفت اللاعب الواعد انظار كشافي فريق موناكو خلال مباراة فريقه وسوسي اون بري (6- صفر) التي سجل فيها اهداف فريقه الستة، ما دفع ادارة موناكو للتعاقد معه على وجه السرعة. وبعد انضمامه الى موناكو لعب مع فريق الشباب دون الـ 17 سنة، وقدم موسما لافتا في بطولة فرنسا للشباب، اذ لم يتعرض فريقه للخسارة في اي مباراة، وانهى موسمه بتسجيل 42 هدفا اهلته للصعود الى الفريق الاول وخوض غمار بطولة الدرجة الاولى.

وبعد رحيل فينغر عن الفريق تمكن هنري من المحافظة على مكانه في تشكيلة المدرب جان تيغانا، الذي اشركه في شكل اساسي في مباريات الدوري رغم الاصابة التي ابعدته عن معظمها. وفي 1996 قاد هنري منتخب الناشئين للفوز ببطولة اوروبا مسجلا هدف الفوز في المباراة النهائية امام اسبانيا (1-صفر)، لترفع فرتسا القابها في هذه البطولة الى ثلاثة بعد عامي 1949 و1983. ولعب هنري دور المنقذ في مباريات موناكو مرات عدة، وبات يعرف في فرنسا بقائد الجيل الجديد في الوقت الذي كانت فيه "الديوك" بحاجة ماسة الى هدافين جدد يقودون حملته في مونديال 1998. وشهد موسم 1996-1997 صعودا صاروخيا للنجم الاسمر، اذ فاز بالدوري الفرنسي وبدورة تولون السنوية المعروفة بتخريجها ارقى المواهب الشابة في العالم. ومع بداية العام 1998 اعتبر الجميع هنري امل فرنسا في كأس العالم التي تنظمها على ارضها، ورائد المسيرة نحو الفوز بعد انقضاء عهد جان بيار بابان واريك كانتونا ودافيد جينولا وغيرهم من اللاعبين الذين اقترنت اسماءهم بالقميص المثلث الالوان.

وبالفعل الهم هنري وزميله زين الدين زيدان المنتخب الفرنسي للفوز بأول نجمة ذهبية، مسجلا باكورة اهدافه الدولية في الدور الاول امام جنوب افريقيا (3-صفر). وسجل هنري ثلاثة اهداف اخرى في بطولة الامم الاوروبية 2000، كرسته افضل هدافي فرنسا في هاتين البطولتين مجتمعتين، خلف مواطنيه ميشال بلاتيني (14 هدفا) وجوست فونتين (هداف مونديال 1958 برصيد 13 اصابة).

وعانى هنري بعد انتهاء كأس العالم من صراعه مع الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، بعدما وقع عقدا مبدئيا مع فريق ريال مدريد الاسباني رغم ان عقده مع موناكو لم ينته، ففرضت عليه غرامة مالية. وفي ظل تخمة النجوم في النادي الملكي فضل "الغزال الاسمر" الانتقال الى الجنة الايطالية العام 1999 مع فريق يوفنتوس، الا ان مغامرته باءت بالفشل اذ لعب 16 مباراة فقط سجل خلالها 3 اهداف.. وبعد سبعة اشهر ترك "السيدة العجوز" الى ارسنال ليحل مكان مواطنه نيكولا انيلكا المنتقل الى ريال مدريد. ومنذ وصوله الى انكلترا تفجرت موهبته في ظل الثقة التي اولاه اياها فينغر، واضحت انطلاقاته الصاروخية محط احاديث الجميع، وخصوصا جماهير "المدفعجية" الذين اطلقوا عليه لقب "الملك هنري" و"امير هايبيري".

وافرز هنري سحرا جذابا على مشجعي النادي الانكليزي بفضل اهدافه الصارخة والخرافية، الى تصدره في مناسبات عدة ترتيب ممرري الكرات الحاسمة، وهي ميزة اكتسبها من شغله مركز الجناح الايسر مع موناكو ويوفنتوس. وكان تحوله الى مركز المهاجم المتقدم والمساند للهولندي دنيس بيرغكامب شيئا جديدا اسبغه عليه فينغر المؤمن الدائم بقدراته الكبرى.

ويمكن القول ان تييري هنري خلق نموذجا جديدا ومتطورا للاعب الهداف، بعيد كل البعد عن طراز الالماني غيرد مولر او الارجنتيني غبريال عمر باتيستوتا، الا انه من دون شك كان اكثر فعالية واستعراضا، ما اهله لتصدر ترتيب الهدافين في مختلف البطولات الانكليزية، الى فوزه بجائزة الحذاء الذهبي كأفضل هداف في اوروبا في 2004 برصيد 30 هدفا. ويبقى ان جماهير ارسنال والكرة الفرنسية كانت محظوظة الى حد ما بمشاهدتها ظاهرة اسمها تييري هنري قد يصعب تكرارها في ملاعبها، على الاقل في المستقبل القريب.

البطاقة والسجل:
ولد تييري هنري في 17 اب / اغسطس 1977 في اوليس. ط

وله: 88ر1 م ووزنه: 81 كيلوغراما. مركزه: مهاجم.

ناديه الحالي: ارسنال.

الاندية التي لعب لها سابقا: اوليس ، كليرفونتين (1990-1992)، اف سي فرساي (1993-1993)، موناكو (1993-1998)، يوفنتوس (1999).

مبارياته الدولية: (حتى 25 تشرين الاول / اكتوبر 2005) 73.

اهدافه الدولية: (حتى 25 تشرين الاول / اكتوبر 2005) 30.

اول مباراة دولية: 11 تشرين الاول / اكتوبر 1997، فرنسا - جنوب افريقيا (2-1).

اول اهدافه الدولية: 12 حزيران / يونيو 1998، فرنسا - جنوب افريقيا (3-صفر).

مشاركاته في كأس العالم: 2 (1998، 2002)، لعب 8 مباريات سجل خلالها 3 اهداف.

القابه: كأس العالم 1998.

بطولة الامم الاوروبية 2000.

بطولة اوروبا للناشئين 1996.

كأس القارات 2003. - بطولة الدوري الفرنسي 1997.

بطولة الدوري الانكليزي (2002، 2004). - كأس انكلترا (2002، 2003).

هداف الدوري الانكليزي (2002، 2004، 2005). جائزة الحذاء الذهبي كأفضل هداف في اوروبا (2004).

روبينيو (البرازيل)

يتحدر روبسون دي سوزا المعروف بـ "روبينيو" من موطن عظماء كرة القدم البرازيليين الذين تركوا ارثا ثمينا، اعطى صورة مختلفة عن البرازيل التي اشتهرت طوال تاريخها بالكرنفالات ورقص "السامبا" وشواطئها الجذابة في مدن ريو دي جانيرو وساو باولو. واكتسب روبينيو مكانته بين كبار "السيليساو" (لقب المنتخب البرازيلي) بسرعة فائقة رغم صغر سنه، محولا نفسه رائد العناوين التي نصبته اهم سحرة المستديرة منذ انقضاء عهد بيليه وغارينشيا..ورغم وفرة المواهب البرازيلية التي كانت مرشحة بقوة لانتزاع التاج من "الملك" بيليه، لم يأخذ احد منها حيز اهتمام الاخير اكثر من روبينيو الذي رأى فيه شيئا مميزا، ربما لانه ذكره ببداية مسيرته الكروية مع الفريق عينه سانتوس، ما دفع بيليه الى القول: "هناك شعور داخلي ينبئني ان القدر سيكون مغايرا هذه المرة". وعلى غرار العديد من ملهميه، كانت نشأة روبينيو في ازقة مدينة ساو فيتشينتي في ولاية ساو باولو التي ابصر النور وترعرع فيها. ومعلوم عن شوارع البرازيل انها الارض الخصبة لانتاج طبقة من المواهب التي لا مثيل لها في اي بلد يتعاطى شؤون وشجون الكرة. وسيطر البؤس والفقر على عائلة روبينيو منذ ولادته، وجاء شراء الوالد لنجله زوجا من احذية كرة القدم بمثابة التضحية غير المسبوقة، في ظل الاوضاع الصعبة التي عاشتها الاسرة. الا ان الحذاء الرياضي اضحى جواز سفر الاسمر النحيل، الذي سارع الى الانتساب لاحدى فرق منطقته التي تمارس كرة القدم الخماسية في القاعات المقفلة.. ومع قيادته فريق بورتواريو في سن الثامنة للفوز على سانتوس، سارع رئيس الاخير مارسيلو تيكسييرا لاستمالة النجم اليافع الذي لم يتردد في الانضمام الى فريق "الملك"، مدركا ان كرة القدم هي الوسيلة الاسرع لسلوك درب الشهرة والثروة في بلاد تعج بالطبقة الفقيرة. لم يضيع روبينيو الوقت حتى بدأ يجتذب مشجعي الفريق الابيض الذين تقاطروا لمتابعته وهو يستعرض مهاراته على ملعب "فيلا بيلميرو"، الذي كان يوما من الايام المسرح المفضل لدى مثاله الاعلى بيليه.

وتسلح روبينيو بسرعة تحركه بالكرة وتجاوز الخصوم بطريقة خادعة ومفاجئة للعيان، الى اللمسات السحرية والتمريرات الحاسمة والتسديدات الدقيقة البعيدة المدى. ولا شك في ان هذه الميزات كانت عاملا حاسما في منح سانتوس بطولة البرازيل عامي 2002 و2004، الى احراز روبينيو الكرة الذهبية لافضل لاعب في البرازيل في 2004. ويعتبر المنعطف الايجابي في حياة النجم البرازيلي حديثه الاول مع ايدسون ارانتيس دو ناسيمنتو "بيليه"، الذي اتحفه في سن الخامسة عشرة بالمديح، مما اعطاه دافعا لابراز افضل ما عنده من اجل "الملك". .ولفت بيليه وقتذاك الموهبة الفطرية التي يتمتع بها روبينيو الذي خرج حديثا من القاعات المقفلة الى الهواء الطلق والملاعب الخضراء الواسعة، فطلب مقابلته شخصيا. ويقول روبينيو ان بيليه نصحه بأن يبقى متواضعا وذكيا كفاية لتفادي الاخطاء التي يمكن ان تعيده الى الظل بالسرعة التي وصل عبرها الى الاضواء. كما اعطاه بعض الاسرار لملامسة الكرة التي ساعدته في التحول الى لاعب محترف ماهر. .وقال روبينيو :"اذكر ان النوم جافاني اياما عدة بعد لقائي بـ (بيليه) لشدة تأثري به، ولم اغسل يدي التي صافحته بها الا بعد يومين، احيانا وفي خضم المباراة ابتسم حين اذكر ما أسر لي به. نصحني بالاعتماد على الخيال وبتفادي الخوف من الخطأ وبعدم التفكير في المال، اي ان العب بدافع المحبة للكرة، عندئذ انال مكافأتي. لقد ترقرقت الدموع في عيني حين قال لي اني اشبهه".

ويتعجب المراقبون من اصرار وحماسة روبينيو على التطور، اذ يقضي وقتا اضافيا يتمرن على المناورات والتسديدات ليرضي شغفه وحبه للكرة في الوقت الذي تغيب عنه المباريات. ولم ينتظر مدرب المنتخب البرازيلي كارلوس البرتو باريرا طويلا حتى ادرك اهمية الجوهرة النادرة التي تدهش الجماهير التي تتنفس كرة القدم في بلاد "السامبا"، فضمه الى المنتخب الذهبي ليلتحق بقافلة النجوم الذين سبقوه الى عالم المجد والتألق والشهرة.

ولم يخيب روبينيو الظن به مطلقا ملهما البرازيل لتصدر قائمة التصفيات المؤهلة الى نهائيات كأس العالم 2006 التي تستضيفها المانيا، الى ابداعاته في كأس القارات 2005، ما وضعه تحت مجهر الاندية الاوروبية الكبرى، وعلى رأسها ريال مدريد الاسباني. وتخبط روبينيو قبل انتقاله الى العاصمة الاسبانية بمشكلات عدة، اولها اختطاف والدته مارينا في ساو باولو مدة 40 يوما قبل ان يتم اطلاق سراحها بعد دفع الفدية المطلوبة. وثانيها مع رئيس النادي تيكسييرا الذي طالب بمبلغ 50 مليون دولار للاستغناء عن خدماته بحسب العقد الذي يربطه بالنادي. ومع رغبة روبينيو في الانضمام الى النادي الملكي وعزوفه عن خوض الحصص التدريبية، تفاقمت الازمة اسابيع عدة، ولم تجد طريقها الى الحل سوى عندما وافق ريال على دفع ما يقارب الثلاثين مليون دولار للحصول على خدمات "اللؤلؤة السوداء".. الا ان بداية اللاعب الذي يرتدي القميص الأبيض الرقم 10 لم تكن على قدر الامال، وعانى شأن رفاقه الانتقادات اللاذعة لتراجع مستوى الفريق في شكل عام وابتعاده عن صدارة "الليغا" الاسبانية لصالح غريمه التقليدي برشلونة، الذي لطالما شجعه روبينيو وظهر في احدى الصحف الكاتالونية مرتديا قميصه.

لقد طبع ثلاثي "الراء" رونالدو ورونالدينيو وريفالدو كأس العالم 2002 في كوريا الجنوبية واليابان بطابعهم الخاص، مطرزين نجمة خامسة على القميص الذهبي المرصع. وفي الوقت الذي تنبأ فيه البعض بصعوبة تكرار هذه الظاهرة، تأهب روبينيو ليكون رأس حربة المثلث المرعب الذي يفتقده اي منتخب مشارك في المونديال.. ومن هنا، يكفي ذكر الاسماء الثلاثة لتنتفي ضرورة السؤال عن اسم المرشح الاول للظفر بالكأس الغالية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى