ويتواصل الإمتاع

> «الأيام الرياضي» صلاح العماري:

> يتواصل مهرجان الإمتاع والإبداع وتأبى الأنظار أن تغادر ألمانيا العظيمة التي تألقت كعادتها في احتضان العرس العالمي المونديالي الكبير.. في مثل هكذا إمتاع وتألق تعترينا وقفة مع الذات نحن سكان العالم الثالث حين نطالب بتنظيم كأس العالم أو نتعاطف مع بعض الدول للاستضافة تحت مبرر تكافؤ الفرص، يجب أن نعترف أن غير أوربا لا يمكن أن تنظم كأس العالم بتلك الصورة الفريدة والرائعة، باستثناء كوريا واليابان بلد الرجل الآلي الذي يتكلم بالكنترول ولا وقت عنده للحروب الأهلية كما في أفريقيا أو الظروف المعيشية واستشراء الفساد كما في بقية دول آسيا وقارة أمريكا.

المونديال العالمي الذي دخل أمس السبت مرحلة جديدة من الجدية والحسابات التي لا تقبل القسمة على اثنين ابتداءً من أمس قالت المنتخبات المتأهلة للدور الـ 16 يا أبيض يا أسود، ليس هناك متسع للون الرمادي وتأتي قوة الدور الثاني أو دور الـ 16 انطلاقاً مما جرى في الدور الأول حيث تأهلت المنتخبات المرشحة للدور الثاني ولم تحدث هناك مفاجآت تذكر، فالمنتخبات الكبيرة متواجدة في هذا الدور وهو ما لم يحدث في البطولة السابقة في كوريا واليابان.. وبالتالي ستتواصل لحظات الإثارة والمتعة في ظل تكهنات وتوقعات الجميع بفوز هذا المنتخب أو ذاك، لكل شخص رؤيته وتوقعاته التي ستكون بطبيعة الحال محل تقدير واحترام كون هوية البطل مازالت غامضة في ظل المستويات القوية التي أظهرها أكثر من منتخب.. ويمكننا القول هنا أن كأس العالم أو بلغة أدق كرة القدم باتت اللغة الأولى في العالم وأهم حدث على مستوى المعمورة يجلب الأشخاص على مختلف ميولهم وجنسياتهم ومكاناتهم فزعماء الدول يحرصون على متابعة منتخباتهم والسياسيون والمثقفون والفنانون وغيرهم من شرائح المجتمع.. حتى أنه جرى أن طبيباً لم يتلق أكثر من عدد معين من المرضى للإشراف عليهم لمتابعة مباراة في كأس العالم وآخر حضر بجلالة قدره إلى الشاشة العملاقة في خور المكلا وترك عمله، الأمر الذي يعكس مدى العشق الجارف لهذه المستديرة التي أدارت عقول الناس.

وفي إطار حديثنا عن كأس العالم لا يمكن أن نتطرق للمستوى والتنظيم ونغفل جانبا مهما ساهم بفعالية في إنجاح المونديال.. بل في اعتقادي كان الحلقة الأبرز والأروع والأجمل.. وهو ليس مجموعة أو فئة أنه شخص واحد حباه الله تعالى بالموهبة فأمتع وأعجب وأبدع، إنه المعلق التونسي الرائع عصام الشوالي الذي يضفي على المباريات الكثير من الإمتاع، ويصبح وحده النجم الأوحد فيتجاوز رونالدو ورنالدينهو وزيدان وفيغو.. الشوالي رقم واحد عربياً .. تسلسل في العبارات وتفاعل مع الهجمات وكنز من المعلومات ليتنا نشاهد الشوالي معلقاً على جميع المباريات؟!

وبقيت الحلقة التي دائما ما تدور حولها التساؤلات وهي التحكيم.. نتمنى أن يتجاوز الدور الثاني بعد إخفاقات الدور الأول وعدم الإفراط في إشهار الكروت التي لا مبرر لها أحياناً سوى استعراض عضلات الحكام وبالتالي ظلم هذا المنتخب أو ذاك.. نتمنى ذلك.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى