متى ننصف هذا الباحث الفذ؟!

> «الأيام» محمد علي محسن:

> أذكر أنني في أول يوم تعرفت فيه على الشاعر والناقد محمد مسعد العودي، مدرس مادة الأدب الجاهلي في كلية التربية الضالع أجريت معه لقاء تفضلت صحيفة «الأيام» بنشره حينذاك من العام التالي لإنشاء كلية التربية عام 98م. حقيقة لم أتردد للحظة في إجراء الحوار معه إذ إن شاعريته ومقامه في ميدان القصيدة والأدب عامة، ليسا بحاجة للاكتشاف والسؤال عنهما بل تجد الاثنين معاً يجبرانك على الإنصات والانجذاب لكل الكلمات المنثورة من فم هذا الشاعر الجميل بما يملك من قدرات وذائقية وفلسفة نقدية كانت جميعها قد حفزتني ودفعتني لولوج عوالم لا متناهية يحملها العودي في عقله ولسانه ووجدانه.

وتوطدت علاقتي أكثر بهذا الإنسان وكل مرة أزوره في الكلية أو تجمعني به مناسبة أو مصادفة عابرة ينتابني إحساس كله ألم ومرارة وحسرة على هذا البلد وأهله جرا العبث والإقصاء الممارس بحق كفاءات ونوابغ لا تقدر بثمن، والشاعر العودي بما يملكه من ملكات وذخيرة إبداعية وعلمية أظنه واحداً من فطاحلة وفرسان الشعراء والأدب، ولكن بالله عليكم ما قيمة الجوهرة إذا ما وقعت بيد فحام؟ ما يحدث لواحد بمكانة وقدرات العودي يعد إساءة وإهانة للفكر والإبداع والعلم وللحاضر المعاش الذي نحسبه على الالفية الثالثة بكل ما تعني من محفزات وعوامل مشجعة للخلق والابتكار والاستقطاب للعقول والنوابغ في شتى المجالات المعرفية والإبداعية.

المصيبة والمأساة معاً أن تجد الكل يشاركك في كفاءة وقدرة العودي كمعلم في الكلية وكشاعر وناقد وكاتب قصة وباحث ونحوي وفوق ذلك محاور ومحدث لا يشق له غبار، إلا أن هذه المشاركة الجمعية تذهب أدراج الرياح أو تكتفي بتعابير الإعجاب والثناء والدهشة والتي سرعان ما تزول بزوال اللحظة والمناسبة دونما تحقق شيئاً له كموهبة فذة صقلت بالتعلم والبحث الأكاديمي والمراس والشغف للغة الضاد. طلاب الكلية يجلونه ويقدرون نبوغه وزملاؤه يدركون تفوقه وجدارته وعمادة الكلية أيضاً والمسؤولون في المحافظة وقبل ذلك كل مشتغل ومهتم في الشأن الثقافي، جميع هؤلاء للأسف غفلوا أو تناسوا حقيقة واحدة هي أن مثل العودي يعد ثروة وطنية ليست حكراً على الضالع ومن حق الجميع في هذا الوطن أن يتساءل وأن يتشارك في هذه الثروة وأعجب كل العجب كيف لمن يملك هذه المؤهلات العلمية لا يظفر بدرجة (معيد)؟ كيف لمن اجتاز امتحان القبول وحصل على المرتبة الأولى بين المتقدمين للوظائف يحرم ويتم إسقاطه عنوة ومن أجل أناس حلوا في المراتب الدنيا؟؟

كيف لمن نال درجة الماجستير بامتياز عن رسالة (الصور الشعرية عند المقالح) والآن يعد العدة لخوض غمار شعر البردوني لنيل الدكتوراه وكلاهما موضوع عصي بشهادة العشرات من دكاترة الجامعات كيف له أن يظل خارج قائمة الهيئة التعليمية؟ سؤال نطرحه على المسؤولين في جامعة عدن علهم ينصفون هذا الباحث والمثقف الفذ!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى