خريف التضامن العربي

> «الأيام» بلقيس عبدالكريم المشرقي /الشيخ عثمان - عدن

> تململ أخي في مكانه وهو يقول: أي زمن هذا الذي نعيشه وأي أناس نحن؟ هل هو زمن اللا إرادة أو زمن الارادة المنهزمة، أو زمن الانتكاس والانكفاء؟قلت: بل هو زمن خريف التضامن العربي الذي بدأت أوراقه تتساقط.

قال: لكنني لا أعرف للتضامن العربي ربيعاً يكون له خريف؟

أجبت: لا تبالغ، فاقرأ تاريخ النهضة العربية واقرأ عن انتصاراتنا التي تحققت بفضل هذا التضامن.

قال: أي نهضة وأي انتصارات؟ لقد زورنا التاريخ وكتبنا من جديد ليوافق هوانا، وجعلنا لأنفسنا شعارات براقة رفعناها، وانتصارات تغنينا بها، حتى أصبحنا لكثرة ما تغنينا بها، لا نشك في صحتها.

عملنا لأنفسنا من الخيال سنوات نهضة لم تكن في الواقع إلا بداية الانقسام والانهزام فطغت الـ «أنا» على «نحن» والمصلحة الذاتية الضيقة على المصلحة العامة، وأصبح كل فرد لا يرى في مرآة الواقع إلا «أنا» وإذا تعارضت المصلحة العامة مع الـ«أنا» اختار الفرد أن يقف إلى جانب الـ«أنا» ضارباً بالمصلحة العامة عرض الحائط متخذاً مبدأ من القول الشائع: «إذا مت ظمآناً فلا نزل القطر».

وبينما كان أخي مسترسلاً في كلامه اخترقت ذهني فجأة قصة ولدي آدم عليه السلام قابيل وهابيل، وكيف قتل قابيل أخاه واحتار في ما يفعله بجثته، فأرسل الله إليه غراباً وهو أحط أنواع الطيور ليكون معلماً، يعلمه كيف يواري جثة أخيه.

فهل يعي العرب الدرس من قبل أن يصببهم الندم ويقولوا ياويلنا أعجزنا عن أن نكون مثلهم؟ ساعتها لن ينفع الندم.

لاحظ أخي شرودي، فقطع حديثه وهو يقول:

- يبدو أنني أثقلت عليكِ بكلامي. ثم استأذن وخرج.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى