مصر تواجه صعوبات في حل الازمة الاسرائيلية الفلسطينية

> القاهرة «الأيام» الان نافارو :

>
نشطاء من حركة كفاية يحتجون على العدوان الاسرائيلي في قطاع غزة
نشطاء من حركة كفاية يحتجون على العدوان الاسرائيلي في قطاع غزة
تبذل مصر جهودا كبيرة لم تثمر حتى الآن من اجل التوصل الى حل الازمة بين الاسرائيليين والفلسطينيين، وبين الحلول التي تقترحها تبادل اسرى فلسطينيين مع الجندي الاسرائيلي الذي أسر قبل اسبوع.

وقال دبلوماسي اجنبي رفض الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس أمس الأحد "يتولى الرئيس حسني مبارك القيادة (في هذه المسالة) فيما يتولى رئيس جهاز الاستخبارات المصرية اللواء عمر سليمان التنفيذ".

وقالت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية ان مبارك اتصل الاحد بالرئيس الفلسطيني محمود عباس من اجل البحث في الوضع وفي "جهود مصر الدبلوماسية مع جميع الاطراف لايجاد مخرج للازمة الحالية بالوسائل السلمية".

الا ان المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة قال في غزة ان "الجهد مستمر ولكن بلا نتائج حتى الان ونحن قريبون من طريق مسدود"، وذلك بعد اسبوع من أسر الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليت الذي تلته عملية عسكرية اسرائيلية واسعة في قطاع غزة واعتقال الجيش الاسرائيلي لعشرات المسؤولين في حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في الضفة الغربية.

وطالبت المجموعات الفلسطينية المسؤولة عن هجوم كرم ابو سالم الذي اسر خلاله الجندي ب"الافراج عن الف من الاسرى الفلسطينيين والعرب والمسلمين من اي جنسية كانوا" من السجون الاسرائيلية، من دون ان تتعهد في المقابل باطلاق الجندي الاسرائيلي مكتفية بالقول انها ستقدم معلومات عنه,كما طالبت بالافراج عن النساء والاسرى دون الثامنة عشرة الموجودين في السجون الاسرائيلية.

وذكر مسؤول في حركة فتح التي ينتمي اليها عباس،ان القاهرة تقترح الافراج عن الجندي الاسرائيلي، مقابل تعهد من اسرائيل، بضمانة مصرية، بالافراج بحلول نهاية 2006 عن النساء والفلسطينيين دون الثامنة عشرة الموجودين في السجون الاسرائيلية.

ورفض رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت الاحد مرة جديدة الافراج عن معتقلين فلسطينيين في مقابل اطلاق الجندي الاسرائيلي.

وقال "لا ننوي الاذعان للابتزاز,الكل يدرك ان الاذعان للارهاب اليوم يعني التشجيع على اعمال ارهابية جديدة".

وتحاول مصر التي وقعت، الى جانب الاردن، معاهدة سلام مع اسرائيل، باستمرار القيام بدور الوسيط في النزاع الفلسطيني الاسرائيلي,وقال دبلوماسي كبير خدم في كل دول الشرق الاوسط تقريبا ان "مصر تتحرك من دون خطة مسبقة، ولا يجب التقليل من اهمية النفوذ المقابل لسوريا حيث يقيم رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل، والنفوذ الايراني".

واشار الى ان المهم بالنسبة الى مصر هو "ان تبقى ضمن اطار اللعبة وان تحاول الظهور امام الولايات المتحدة بمظهر الشريك العاقل الوحيد في المنطقة".

وفي كل الاحوال، تبدو الازمة من القاهرة خطيرة، مع خشية من ان تظهر في الشارع المصري المعادي جدا للاسرائيليين، في حال تصعيد الهجوم الاسرائيلي او في حال حصول تدفق كثيف للفلسطينيين من قطاع غزة الى مصر.

وشددت مصر طوقها الامني على الحدود مع قطاع غزة، وارسلت 2500 شرطي الى المنطقة لمساندة 750 عسكريا موجودين فيها.

وقال مبارك قبل يومين "ابذل شخصيا قصارى جهدي وحتى وقت متأخر من الليل لتجنب حدوث كارثة حقيقية قد تتسبب في حرق الاخضر واليابس في جميع انحاء المنطقة".

واسندت مسؤولية التحرك على الارض الى اللواء سليمان (70 عاما) الذي يتولى قيادة الاستخبارات المصرية وبات يتولى الملفات الدبلوماسية الاكثر حساسية لبلاده.

ويتمتع سليمان باحترام الاطراف في النزاع الفلسطيني الاسرائيلي وبثقة الرئيس المصري (78 عاما).

ولقد تولى سليمان التفاوض على التهدئة التي بدأت في ربيع 2005 بين اسرائيل والفصائل الفلسطينية، بما فيها حماس، وعلى العملية الانتقالية بعد انسحاب اسرائيل من قطاع غزة في ايلول/سبتمبر الماضي.

وقال الباحث الاختصاصي في الشرق الاوسط في مركز الاهرام للدراسات الاستراتيجية عماد جاد "سليمان موجود وسط كل شيء، هذا امر اكيد".

ويقول احد الذين تفاوضوا مع سليمان رافضا الكشف عن هويته، "انه مناور بارع،وصاحب فكر مرن، الا انه اخطأ عندما تنبأ بهزيمة حماس في انتخابات كانون الثاني/يناير".(أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى