الشيخ العلامة سالم بن فضل بافضل من أعلام مدينة تريم التاريخية .. ترك للأجيال منظومته اللؤلؤية

> «الأيام» عبدالرحمن فضل بافضل:

> كان ميلاد الشيخ سالم بن فضل بافضل في مدينة تريم بوادي حضرموت راضعاً أخلاق المجد وتلقى العلم عن والده وعن السيد العلامة محمد صاحب مرباط ومن في طبقته.

ارتحال إلى العراق
ويروي عن السيد الفاضل شيخ عبدالرحمن الكاف رحمه الله أن الشيخ سالم بافضل سافر من تريم لأداء فريضة الحج عن طريق البر وتزود بشيء من الدقيق والتمر إلى أن وصل جبل عرفات ثم ارتحل إلى العراق وطاف الآفاق فأنفق نفيس عمره في تحصيل العلوم وكان ذلك في عصر السيد القطب عبدالقادر الجيلاني ثم عاد إلى وطنه فأشاد من العلوم معالمه وأقام للدين دعائمه.

قال عنه السلف
ونقلاً عن العلامة أحمد بن عبدالله الخطيب أن بعض السلف العارفين قالوا: ثلاثة لهم المنة الكبرى على أهل حضرموت المهاجر بن عيسى في خروجه من البصرة بذرتيه والشيخ سالم في نشر العلم وإماتة البدعة والسيد الفقيه المقدم في كسر السلاح واختيار طريق التصوف، وقال الشيخ العلامة عبدالرحمن الخطيب في كتابه (الجواهر): كان الشيخ سالم من كبار الأئمة المعتمدين والعلماء المدققين والمحدثين البارعين، سافر في طلب العلم وأقام أربعين سنة في العراق وغير العراق يطلب العلم، وأهله يظنون أنه قد مات ثم بعد ذلك رأى البعض في المنام أن الشيخ سالم عاد إلى بلاده ومعه (جمال محملات ذهباً) بيد أنه جاء ومعه (جمال محملات بكتب العلم) مثل الحديث والفقه وغير ذلك من الكتب ولم يجد أحدا من العلماء في حضرموت، حيث قام بالتدريس في بلده وأقبل عليه طلبة العلم من كل مكان حتى أنه اجتمع في عصره في مدينة تريم ثلاثمائة مُفتٍ مثل علي بن علي بامروان، وعبدالله بن أحمد بن أبى عبيد زكريا والقاضي أحمد باعيسى ومحمد أحمد بن أبي الحب وغيرهم من الذين لهم تصنيف محقق وكلام معتبر في حقائق الدين والعلوم والسنة، أما عام ميلاده فغير معروف.

تصانيف في التفسير
ذكر السيد عبدالله بن علوي بن زين الحبشي أن الشيخ سالم كان في عصر الإمام الغزالي صاحب الإحياء.. ووفاة الإمام الغزالي جاءت عام 505 هجرية وله تصانيف مفيدة في التفسير وغيره وله أقوال فائقة وكان له من الولد يحيى.

ابن فضل في الفضائل
ومما قال فيه الإمام محمد بن علي القلعي الضفاري في بعض مراسلاته:

نال (ابن فضل) في الفضائل رتبة

لم يستطعها منجد أو مغور

فقه ابن إدريس وإعراب الخليل

وما حوى سقراط والإسكندر

أضحى يدل على الرشاد مبيناً

سبل الهدى وعن الضلال يحذر

لازال للإسلام ينظم شمله

والدين يحمي سربه لا ينفر

القصيدة الفكرية
وللشيخ سالم بافضل قصائد مثل القصيدة الموسومة بالفكرية نختار منها قوله:

أيا فاتحاً باباً عظيماً من الفكر

هنيئاً لك الحظ الجزيل من الأجر

وفيها يقول:

اشتغال المرء بالفكر ساعة

عبادتها تفدي بعام من الدهر

وله أيضاً منظومة في مناسك الحج أولها:

شد الرحال وبادر سرعة الأجل

وانهض إلى حج بيت الله في عجل

ولا تقل سوف فالإنسان يهلكه

طول البطالة والتسويف في العمل

ومن حكمه قوله:

اصبر على غصص المكاره والمحن

فلعلها أن تنقضي ولعلها

في كل أرض محنة وبلية

ولعل أرضك إن عقلت أقلها

إن الأمور إذا التوت وتعقدت

نزل القضاء من السماء فحلها

وله مسجد بتريم معروف ومشهور بمسجد آل الدويلة وبجانبه الزاوية المشهورة التي اعتنى بالتدريس فيها الكثير من العلماء ومن أشهرهم آخر المتصدرين فيها من أسرة آل أبي فضل مفتي تريم الشيخ العلامة الفقيه فضل بن عبدالرحمن بافضل رحمه الله المتوفى عام 2001م. وقد ظهرت بركاتها وبركات صاحبها في المترددين إليها من طلبة العلم الشريف قديماً وحديثاً وكانت وفاته في شهر جمادى الآخرة سنة 581هـ.

عاصر كثيراً من أكابر الأولياء والسادات الأصفياء كالسيد القطب عبدالقادر الجيلاني المتوفى سنة 561 وكالإمام القطب أحمد الرفاعي وقبره معروف بمقبرة الفريط بتريم.. رضي الله عنهم أجمعين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى