لماذا فيصل بن شملان ؟

> أحمد عمر بن فريد:

>
أحمد عمر بن فريد
أحمد عمر بن فريد
كانت قيادات أحزاب (اللقاء المشترك) تزمجر خلال الأشهر القليلة المنصرمة بأصوات عالية خرجت عن المألوف في الشارع اليمني كأداء للمعارضة، واستطاعت أن تنثر الكثير من الحقائق ومن الكلام الحارق هنا وهناك بتصريحات ومواقف جيدة، قبل أن تتوقف فجأة وتحط رحالها في محطة ما سمي بـ (اتفاق المبادئ) الذي بدا منذ القراءة الأولى له بأنه ليس سوى قبول بالأمر الواقع الصعب والارتهان لكل معطياته السيئة التي بلغت ذروتها بانتهاء الفصل الأخير من مسرحية الانتخابات الرئاسية بقبول الأخ الرئيس إعادة ترشيح نفسه مرة أخرى.

في تلك الأجواء الصعبة.. تلفت (المشترك) يمنة ويسرة ما بين قياداته التي (تجلت) ثم (تخلت) في لحظة الحقيقة عن التزاماتها، لعلها تجد من بينها من لايزال يملك من مقومات (الزمجرة) ما يؤهله لتصدر مقدمة الركب والقبول بمنافسة مرشح الدولة علي عبدالله صالح، وحينما وجدت جميع قيادات المشترك الأجواء السياسية التي ساهمت هي في صناعتها بنفسها غير مستوفية لشروط التنافس الحر والنزيه، أحجمت وامتنعت وقررت أن تبحث عن مرشح بديل خارج أطرها الحزبية، يمكنه أن يقبل نيابة عنها الخوض في معركة انتخابية غير نزيهة وغير متكافئة!! فوجدت بن شملان حاضراً ومستعداً.

أن تفشل قيادات المشترك في انتقاء شخصية قيادية من بينها، يعتبر اعترافاً ضمنياً من قبلها بأحد أمرين لا ثالث لهما.. يقول الأول منهما إنها - أي قيادات المشترك - تدرك تماماً أن ما وقعت عليه مع الحزب الحاكم من اتفاق مبادئ لا يساوي في حقيقة الأمر الحبر الذي سال على أوراقه وشكل حروفه وأظهر معانيه الباهتة، وأنه ليس سوى مجرد (كلام * كلام).. وأنه لا يمكن أن يفي بتقديم الحد الأدنى من النزاهة والشفافية في الانتخابات القادمة، وعليه فإن قبول أي قيادي من قيادات المشترك الدخول في الانتخابات تبعاً لضمانات تلك (الوريقة) الهشة هو بمثابة الانتحار السياسي لصاحبها، ومن هنا كان الإحجام وكان الامتناع، وكان البحث عن البديل.. وأما الاحتمال الثاني وهو الاحتمال المستبعد فهو عدم وجود كفاءات قيادية ضمن قيادات المشترك الكثيرة.

في ظل هذه الأجواء.. تقدم الأخ العزيز فيصل بن شملان بشجاعة كبيرة، ونقاء سريرة، ونية صادقة وصافية، وهي أمور لا يمكن أن تشفع لصاحبها في ساحة العمل السياسي الذي لا يعترف بمكارم الأخلاق وفضائلها.. جاء بن شملان إلى ساحة التنافس من مربع (النزاهة) الذي سبق هو شخصياً إلى صناعته وتشكيله قبل أن يستضيف فيه ابن محافظته الشهير فرج بن غانم في سابقة يمنية يعلمها الجميع، ليكون بن شملان بصناعته لذلك المربع قد سبق الكل في تحضير المكان الملائم للشرفاء والمخلصين في هذا الوطن، ويتذكر الجميع إحجام الرجل وامتناعه الدخول في أوحال الفساد حينما كان يحمل حقيبة وزارية لأهم قطاع اقتصادي منتج وهو قطاع النفط، خلال حقبة زمنية يمكن للنهب فيها أن يتم بسلاسة ومرونة دون رقيب أو حسيب.. ولكنه آثر الابتعاد عن تلك البؤر الفاسدة بمحض إرادته الحرة وبتعليمات من ضمير صاح يستحق اليوم منّا جميعاً مكافأته وتشجيعه.

وبما أن بن شملان قد قبل خوض غمار هذه المعركة، فإنه يتحتم على أحزاب اللقاء المشترك ألا تكتفي بدور مقدم البرنامج أو ضيف الحلقة، وأن تنتقل إلى مرحلة متقدمة تتناسب مع مكانة الرجل وطموحاته وقبوله المشاركة حتى في ظل هذه الأجواء غير المساعدة على النزاهة والشفافية، فعليها أن تساند الرجل بشخصية قيادية من العيار الثقيل كنائب له.

وعليها أن تلقي بثقلها جله إلى جانبه حيثما رحل وحل في حملته الانتخابية الطويلة، ويبقى على بن شملان دور كبير أيضاً جهة التعرف على الخصوصية لكل منطقة من مناطق اليمن، والعمل على مخاطبتها بما تفضل أن تخاطب به وعليه أيضاً ألا يغفل تشخيص الجراح الكثيرة في جسد الوطن وخاصة معاناة الجنوب الكبيرة وهي المعضلة التي أنا على يقين تام أن بن شملان على معرفة دقيقة وقريبة بكل مكوناتها، وهي معضلة تنتظر منه أن يقول فيها كلمة الحق لا أقل ولا أكثر.

[email protected]

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى