حكاية ابن السائق الذي أصبح فخر الفرنسيين

> «الأيام الرياضي» متابعات :

>
زيدان تميز دائم بفنيات ومهارات عالية
زيدان تميز دائم بفنيات ومهارات عالية
أثبت صانع العاب منتخب فرنسا الكبير زين الدين زيدان مرة اخرى أنه رجل المناسبات الكبيرة عندما خاض علي الارجح افضل مباراة له مع فريقه وقاده ببراعة الى الفوز على البرازيل ,التي كانت المرشحة البارزة لاحراز لقبها السادس وبلوغ الدور نصف النهائي للمرة الرابعة في تاريخها .

ويبدو ان زيدان لم يتراجع عن اعتزاله خلال التصفيات لمساعدة فرنسا على بلوغ النهائيات فقط بل اثبت في مباراتيه الاخيرتين انه مصمم على العودة بالكأس العالمية للمرة الثانية لكي يسدل الستار على مسيرة ناصعة وهو في القمة .

لم يختر زيدان مباراة عادية لكي يثبت من جديد علو كعبه علي الرغم من تقدمه في السن فالتألق في مباراة ضد منتخبات كوريا الجنوبية او سويسرا او توجو في الدور الاول لا يزيد من عظمته شيئا لكن عندما يتفوق علي نظرائه في المنتخب البرازيلي وعلي رأسهم رونالدينيو افضل لاعب في العالم في العامين الاخيرين فإن الامر يكتسي اهمية اكبر بكثير .

لقد اعتبر كثيرون من النقاد أن البطولة الحالية ستكون مقبرة زيدان خصوصا بعد الموسم العادي الذي قدمه في صفوف فريقه ريال مدريد الاسباني ورأوا انه لن يستطيع خوض سبع مباريات في مدى شهر واحد لانه تقدم في السن وقيادة منتخب الديوك ' الى لقب ثان بعد ان ساهم بشكل كبير في احراز اللقب الاول بتسجيله هدفين في مرمى البرازيل ايضا في المباراة النهائية المشهودة عام 1998. غير ان المايسترو أسكت منتقديه وقدم بعضا من اللمحات الفنية التي يتمتع بها في مواجهة اسبانيا في الدور الثاني وسجل هدفا ثالثا رائعا قبل ان يظهر افضل ما لديه في مواجهة منتخب السامبا ليثبت انه احد افضل اللاعبين الذين انجبتهم الملاعب .

وصال زيدان وجال كما يحلو له وكأنه قائد اوركسترا في حفلة فنية راقية حتى ان اللاعبين البرازيليين لم يصدقوا ما رأته اعينهم لما قام به من حركات فنية اطربت الجميع .

كما بات المنتخب الفرنسي الفريق الوحيد الذي يتمكن من الفوز علي نظيره البرازيلي ثلاث مرات في نهائيات كأس العالم بعد عامي 1986 في المكسيك ونهائي 1998 في باريس مقابل خسارة واحدة في السويد عام 1958.

واشاد اسطورة الكرة البرازيلية بيليه بزيدان واعتبره ملهم المنتخب الفرنسي وانه كان نقطة الثقل في مواجهة البرازيل .

اما النجم الفرنسي السابق ميشال بلاتيني فاعتبر زيدان ايقونة الكرة الفرنسية وقال : من الناحية التقنية اعتقد ان زيدان يجسد افضل ما في اللعبة السيطرة علي الكرة ببراعة والتمرير المتقن ولا اعتقد أن احدا يستطيع ان يجاريه في المجالين.

ورأى ان الهدفين اللذين سجلهما زيدان في نهائي مونديال 1998 ليشكلان علامة فارقة في تاريخ الكرة الفرنسية .

وقد بدأ زيدان الجزائري الاصل مسيرته نحو النجومية في صفوف فريق كان عام 1988 ومكث معه حتى عام 1992 .

ولد زين الدين يزيد زيدان من والدين من اصل جزائري هما اسماعيل ومليكة في 23 يونيو عام 1972 في مرسيليا وهو الخامس في اسرة تضم ثلاثة اشقاء هم جمال وفريد ونور الدين وشقيقة تدعى ليلى.

وكان والده هاجر من الجزائر ليبحث عن لقمة العيش في فرنسا وعمل سائق شاحنة لاعالة عائلته .. ومنذ نعومة اظافره كانت معشوقته الكرة لا تفارقه وكان من الطبيعي ان يتردد زيدان الصغير على ملعب فيلودروم لمتابعة مباريات النادي المحلي مرسيليا وكان مثله الاعلى آنذاك نجم لاعب الوسط الاوروجوياني انزو فرانشيسكولي حتي انه سمي ابنه البكر انزو.

علاقة خاصة لزيدان مع المستديرة تظهر في الملعب
علاقة خاصة لزيدان مع المستديرة تظهر في الملعب
بيد ان ناديه كان اعطاه فرصته الاولى في الملاعب فوقع عقدا معه عام 1988.

وخاض زيدان اول مباراة له في الدوري الفرنسي عندما دخل احتياطيا في الدقائق الاخيرة من المباراة ضد نانت وبالتحديد في 20 مايو 1989 قبل ان يبلغ السابعة عشرة بشهر واحد . وانضم زيدان الي نادي بوردو ونجح في موسمه الاول في تسجيل 12 هدفا . ونال فرصته الدولية عندما اصيب يوري دجوركاييف قبيل المباراة الودية مع تشيكيا في 17 اغسطس عام 1994, وشاءت الصدف ان تكون المباراة في بوردو.

وتقدم المنتخب التشيكي 2- صفر في نهاية الشوط الاول وكان زيدان على مقاعد اللاعبين الاحتياطيين وفي منتصف الشوط الثاني طلب منه المدرب ايميه جاكيه ان يدخل الي الملعب . ومنذ دخوله بدا زيدان مصمما على فرض نفسه لكنه كان متخوفا ايضا من الفشل الا انه نجح في تسجيل هدفين ليخرج فريقه متعادلا 2-2.

وبدأ زيدان يلفت انظار الاندية الاوروبية العريقة بعد ان قاد بوردو الى نهائي كأس الاتحاد الاوروبي عام 1996 التي خسرها امام بايرن ميونيخ الالماني فضمه نادي يوفنتوس الايطالي العريق الى صفوفه مقابل 6 ملايين دولار .

ولم يتأقلم زيدان بسرعة في صفوف يوفنتوس فواجه موجة انتقادات عنيفة من الصحف المحلية قبل ان يفرض نفسه كأحد افضل نجوم الدوري الايطالي في السنوات التي قضاها في صفوفه ليسير على خطى بلاتيني ايضا الذي حاز القابا عدة مع فريق ' السيدة العجوز قبل ان ينتقل الى ريال مدريد الاسباني مقابل صفقة قياسية فقاده الي المجد الاوروبي عام 2002 وسجل هدفا رائعا في النهائي ضد باير ليفركوزن .

وكان زيدان علي موعد مع المجد في مونديال فرنسا 98, فساهم في بلوغ منتخب بلاده المباراة النهائية التي جمعته مع البرازيل .وفي النهائي على ملعب سان دوني في ضاحية باريس فرض زيدان نفسه نجما للمباراة من دون منازع وسجل الهدفين الاولين اللذين وضعا فرنسا على الطريق الصحيح لاحراز اللقب للمرة الاولى في تاريخها قبل ان ينهي زميله ايمانويل بوتي التهديف في الدقيقة الاخيرة .

ثم ساهم زيدان في احراز لقب امم اوروبا عام 2000 وكأس القارات في العام التالي لكن النقطة السوداء الوحيدة في سجله تبقي مونديال 2002 حيث غاب عن المباراتين الاوليين فخسر فريقه المباراة الاولي امام السنغال صفر -1, وتعادل في الثانية مع الاورجواي صفر - صفر قبل ان يعود في المباراة الاخيرة ضد الدنمارك لكنه لم يفعل شيئا ليخسر فريقه مجددا صفر -2 ويخرج من الباب الضيق .

زيدان يؤكد أن كأس العالم 1998 كانت مثل النزهة للمنتخب الفرنسي
قد تتعدد إنجازات لاعب كرة القدم الفرنسي زين الدين زيدان خلال مسيرته مع اللعبة ولكن يظل فوزه مع المنتخب الفرنسي بلقب كأس العالم 1998 في فرنسا هو أبرز إنجازاته خاصة وأنه كان يدرك جيدا أن أمل الحصول على اللقب قد يتبدد في الدور الثاني بلقاء منتخب باراجواي. وقال زيدان نجم خط وسط ريال مدريد الاسباني: "كأس العالم هي أبرز وأهم محطة في مسيرتي مع اللعبة وهي بلا شك أروع جائزة حصلت عليها حتى الان وبالنسبة لاي لاعب يكون الفوز بكأس العالم هو التتويج الاسمى لحلمه". وأضاف: "تسجيل هدفين في المباراة النهائية للبطولة كان الحادث الاكثر أهمية في ذكرياتي على مدار مسيرتي مع اللعبة". وقدم زيدان تفسيرا مبسطا للنجاح الذي حققه الفريق في بطولة كأس العالم 1998 قائلا: "ربما كان الجو الودي الرائع السائد بيننا كلاعبين أكبر الميزات التي منحتنا التفوق في البطولة. ولم يكن لدينا الاحساس بأننا نخوض مباريات كأس العالم. وكان الجو السائد داخل الفريق جيدا لدرجة أننا كنا نتصور أننا في إجازة".

وأضاف: "كان السبب في ترشيحنا بقوة لاحراز اللقب هو أننا نلعب في أندية تنتمي لمسابقات دوري قوية ولدينا خبرة لا يستهان بها".وشعر زيدان وزملاؤه بالسعادة للقاء المنتخب البرازيلي وليس الهولندي في المباراة النهائية.

زيدان عشق خاص عند الفرنسيين
زيدان عشق خاص عند الفرنسيين
وقال زيدان: "لو نجح المنتخب الهولندي في تحقيق الفوز على البرازيلي في الدور قبل النهائي، كانت ستصبح مشكلة لاننا كنا مستعدين لخوض نهائي الاحلام أمام المنتخب البرازيلي. والجدير بالذكر أن الدافع لتحقيق الفوز كان كبيرا لدينا. وقد خضنا المباراة دون تردد".وجاء هدفا زيدان في مرمى البرازيل ليقودا الفريق إلى الفوز في النهائي 3/صفر.

وفسر زيدان تسجيل الهدفين قائلا: "خلال فترة الاعداد قبل المباراة ركز إيميه جاكيه على أن لاعبي البرازيل لا يراقبون لاعبي الفرق المنافسة في الكرات الميتة أو في الضربات الركنية مراقبة لصيقة"..وأثر هذا الفوز على زيدان في الموسم التالي للبطولة وهو موسم1998/.1999 وقال زيدان: "ضعفت رغبتي للعب في بعض الفترات من هذا الموسم. وكنت أريد فحسب الاستمرار في الاحتفال بهذا النصر وأن أحصل على راحة وأبتعد عن كل شيء. وأعترف بأن أداءه بعد ذلك كان عاديا تماما".وبعد مرور ثماني سنوات مازال زيدان يرى الفوز بكأس العالم كأبرز هدية لبلاده. وقال اللاعب الكبير: "في النهاية تولد لدينا شعور بأننا أنجزنا شيئا رائعا يتخطى حدود كرة القدم. فالجميع اتحدوا لتحقيق هدف واحد". وأضاف: "لم يعد هناك أي اعتبار للون فلم يعد هناك فرنسيون أو سود أو عرب. وإلى جانب الفوز، فقد وحد نجاحنا البلاد بأسرها في حفل عظيم وكبير".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى