ألمانيا الغربية تهزم الكرة الشاملة في نهائيات عام 1974

> «الأيام الرياضي» وكالات :

>
الهولندي الطائر كرويف في مواجهة ضد الارجنتين في المونديال الحدث
الهولندي الطائر كرويف في مواجهة ضد الارجنتين في المونديال الحدث
بعد العفوية والتلقائية الرائعة التي اتسمت بها نهائيات كأس العالم لكرة القدم التي أقيمت في المكسيك عام 1970 اكتسب هذا المحفل العالمي الكبير مفهوما جديدا في البطولة التي استضافتها ألمانيا في عام 1974حيث تغلبت فكرة الاداء الجماعي للفريق وعمله مثل ماكينة واحدة على الفنيات الفردية والاداء الابداعي الممتع.

وجاء أداء المنتخب الهولندي في هذه البطولة أشبه بأعجوبة تكنولوجية محكمة وهو ما عرف آنذاك بالكرة الشاملة لكنه فشل في تحقيق الفوز على البلد المضيف ألمانيا (الغربية).

واتسمت منافسات كأس العالم منذ هذه البطولة بالعالمية بالفعل حيث شاركت 99 دولة في التصفيات سعيا وراء المشاركة في النهائيات..ومرة أخرى ضربت المفاجآت بقوة خلال مراحل التصفيات فلم تتمكن إنجلترا وفرنسا والمجر من التأهل للنهائيات عن القارة الاوروبية..وفي تصفيات وسط وشمال أمريكا تمكنت هايتي إحدى جزر الكاريبي من التأهل بدلا من المكسيك التي اعتادت الظهور في النهائيات السابقة.

ووضعت أستراليا أوقيانوسيا على خريطة كرة القدم العالمية عندما تأهلت للنهائيات للمرة الاولى بعد تغلبها على كوريا الجنوبية في مباراة فاصلة.

وأظهرت السياسة وجهها القبيح في هذه البطولة أيضا عندما جاء الدور على الاتحاد السوفيتي ليلتقي مع شيلي. وبعد التعادل صفر/صفر في موسكو رفض المنتخب السوفيتي السفر إلى سانتياجو واللعب في الاستاد الوطني الذي شهد سوء معاملة مجموعة من المنشقين على النظام العسكري في شيلي.

وقرر الفيفا إبعاد الاتحاد السوفيتي وتأهلت شيلي إلى نهائيات كأس العالم. ولم تسهل وطأة الاوضاع السياسية العالمية من مهمة الدولة المضيفة لان البطولة أقيمت بعد فترة وجيزة من أزمة النفط في عام 1973 وفي بلد كان يعج بالجواسيس في وسط ما سمي بالحرب الباردة.

وفوق كل ذلك خشي المنظمون من وقوع هجمات إرهابية محتملة لان الاحداث التي وقعت في دورة الالعاب الاولمبية التي استضافتها مدينة ميونيخ الالمانية في عام 1972 عندما قامت مجموعة فلسطينية بالهجوم على مقر البعثة الاسرائيلية مما خلف 11 قتيلا كانت لا تزال حية في ذاكرة العالم خصوصا والالمان عموما..ولحسن الحظ ومع تكثيف الاجراءات الامنية لم تتكرر الواقعة في كأس العالم 1974وكما كان الحال في كل مرة وبمجرد أن بدأت الكرة في الدوران نسي الجميع كل هذه المشاكل. وأقيمت المنافسات في الفترة من 13 يونيو إلى 7 يوليو وتميزت بظهور الفريق الهولندي بقيادة لاعبه الفذ يوهان كرويف. وكان نادي أياكس أمستردام الهولندي الذي فاز بكأس أوروبا ما بين عامي 1971 و1973 هو أول من ابتكر طريقة "الكرة الشاملة". وغيرت هذه الطريقة مفهوم كرة القدم بنسبة 180 درجة. ولم يعد اللاعبون يشغلون مراكز ثابتة في الملعب أو يتولون بعض المهام بعينها حيث ميز الاداء الهولندي الهجوم الجماعي والدفاع الجماعي وتغيير أماكن اللاعبين في ما بينهم باستمرار أثناء المباراة الواحدة.

وساعدت هذه الطريقة الديناميكية الفريق الهولندي، الذي ضم مجموعة من الاسماء البارزة مثل كرويف ويوهان نيسكينس وجوني ريب وروب رينسنبريك، والذي تغلب على الارجنتين والبرازيل وسط دهشة عالم كرة القدم. وفي الوقت ذاته كان المنتخب الالماني (الغربي) يتقدم من الجهة الاخرى وبورقة لعب تشبه إلى حد بعيد الاداء الجماعي لكنه كان أكثر بدائية..وزادت كفاءة المنتخب الالماني فقط عندما أضيف إليها حماس اللاعبين. لانهم عندما افتقدوا إليه عندما التقوا مع أبناء العم في ألمانيا الشرقية في المباراة الاخيرة من دور المجموعات خسروا اللقاء. وانتهى اللقاء الوحيد الذي جمع بين الدولتين الذي كان يفرق بينها السور الشهير بفوز ألمانيا الشرقية 1/صفر بفضل الهدف الذي سجله يورجن سبارفاسر.

وبعد تجاوز هذه الصدمة واصلت ألمانيا الغربية طريقها إلى المباراة النهائية بثبات حيث كان ينتظرها المنتخب الهولندي كما كان متوقعا.

وكان على رأس قيادة الفريقين عملاقين من عمالقة كرة القدم حيث قاد المنتخب الهولندي كرويف والالماني فرانز بيكنباور. وأشارت الترشيحات التي أتت من مختلف أرجاء العالم إلى أن كفة الهولنديين أرجح للفوز باللقب لكن القدر وقف إلى جانب ألمانيا أمام 78 ألف متفرج شاهدوا اللقاء في استاد ميونيخ الاولمبي. وافتتح نيسكينس التسجيل من ركلة جزاء في الدقيقة الثانية لكن الالمان أدركوا التعادل بواسطة بول برايتنر من ركلة جزاء أيضا ثم تقدموا بهدف ثان سجله جيرد موللر من ضربة رأس قبل نهاية الشوط الاول. وحصلت ألمانيا الغربية على لقبها العالمي الثاني بعد عام .1954 ورفع بيكنباور قائد المنتخب الالماني كأس العالم الجديدة ليحتفل بها مع الجماهير.

وكانت البرازيل قد احتفظت بكأس جول ريميه للابد بعد فوزها بها للمرة الثالثة في عام 1970 وقدم الاتحاد الدولي لكرة القدم كأسا جديدة.. واختير التصميم الذي قدمه الايطالي سيلفيو جاتسانيجا. وبلغ ارتفاع الكأس الجديدة 36 سنتيمترا واحتوت على نحو خمسة كيلوجرامات من الذهب الخالص وهي على شكل يد تمسك بالكرة الارضية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى