«الأيــام»

> د. هشام محسن السقاف:

>
د. هشام محسن السقاف
د. هشام محسن السقاف
النجاح الذي تحققه صحيفة «الأيام» في دنيا الصحافة مرده إلى عاملين اثنين: مهنية عالية في التعامل مع الخبر وصياغته للقارئ مجرداً من الإثارة والافتعال والتزييف ومقروناً بمصداقية تحترم عقل المتلقي، وثانيهما خلق علاقة حية مع القراء من خلال تبني الصحيفة هموم وآراء المواطنين والانحياز لها، باعتبارها صوتهم المسموع ومنبرهم الحر في وجه التضييق والتهميش والاستبداد الذي يتعرضون له كل يوم من الأجهزة القمعية والمتنفذين والفاسدين.

وإذا كانت الصحيفة قد انتهجت منذ البدء سياسة متزنة وابتعدت عن المكايدة والمهاترات والتشنجات والإثارة الرخيصة، فإن ذلك قد أكسبها شهرة واسعة وحباً دافئاً من القراء الذين يستقبلون إطلالتها كل صباح متصدرة القائمة الطويلة من الصحف اليمنية بجد وكد وتعب القائمين عليها، رغم الحرب المعلنة وغير المعلنة التي تمارس في الخفاء والعلن لوضع «لجام» كابح يضع حداً لنجاح فرس الصحافة اليمنية صحيفة «الأيام» ومن ثم اغتيال منبر من منابر التعبير الحر في بلادنا، أو وضعه في اسطبل الصحافة المفرخة التي تخرج من عباءة بعض الأجهزة والتيارات المتنفذة والتي يغدق عليها المتنفذون في السلطة الملايين من أموال الضرائب التي تجبى من المواطنين.

ويكفي «الأيام» فخراً أنها امتداد متطور لعصر النهضة الصحفية في عدن الباسلة، العصر الذي لعبت فيه هذه المدينة، بروادها الأفذاذ وأبنائها الأخيار دور الريادة والتنوير في الوطن والمنطقة ككل، ولم تبخل يوماً بشيء على أحد بل كانت قلباً مفتوحاً يحتضن بالمحبة الجميع. وهي بهذا الاعتزاز بالانتماء للمكان وللتاريخ فإنها صحيفة بحجم الوطن كله، ترصد حركته وتنقل معاناته من عدن إلى المهرة إلى عمران وصعدة مروراً بتعز وصنعاء. يكفي للدلالة فقط أن تغطي الصحيفة في عددها ليوم السبت الموافق 8 يوليو الجاري ثلاث عشرة محافظة: عدن ولحج وشبوة والحديدة وصنعاء وعمران والضالع وحضرموت وأبين والبيضاء وإب وغيرها وهو ما جعلها ويجعلها مصدرا ًمعتمداً للكثير من الهيئات والدوائر والمنظمات والوكالات بما في ذلك الهيئات الرسمية في الدولة حيث تعجز الصحافة الرسمية عن إتيان مثل هذه التغطية الصحفية الشاملة التي تضطلع بها «الأيام» بمهنية راقية ومصداقية كاملة.

إننا بصدد ظاهرة صحفية تتنامى في حياتنا كل يوم، بإرادة أصحابها وبحر مالهم المزكّى وبجنودها المعروفين والمجهولين في كل مدينة وقرية في الوطن، وبجيش جرار من قرائها المخلصين، وعبثاً يحاول بعض الذين لا يفقهون من الديمقراطية الحقيقية إلا اجترار هذا اللفظ بمناسبة أو دونها أن يضعوا العراقيل في طريق «الأيام» بينما الحكمة والعقل ناهيك عن الحق والقانون تفرض على هؤلاء أن يفتخروا بمثل هذه الصحيفة التي هي آية من آيات هذا الزمان كما قال يوماًَ أمير الشعراء أحمد شوقي:

لكل زمان مضى آية ** وآية هذا الزمان الصحف

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى