الحجامة ودورها في علاج الربو (الاستما)

> «الأيام» د. جميلة محمد عبده سعيد:

> الربو مرض مزمن يحدث نتيجة لالتهاب في القصبة والشعيبات الهوائية ويتميز بإحداث صعوبة في التنفس خصوصاً عند طرد الهواء، سعال متكر، وجود صفير، وكذلك يشعر المريض بانقباض في القفص الصدري نتيجة لصعوبة طرد الهواء، وكل هذا يحدث نتيجة لانسداد الممرات الهوائية بالمواد المخاطية وكذا انقباض في عضلات القصبة والشعيبات الهوائية، وانتفاخها، وقد تعود حالة المريض إلى الوضع الطبيعي إما تلقائيا أو باستخدام الأدوية.

إن تكرار حدوث هذه الالتهابات قد يؤدي إلى قصور في وظيفة الرئة وقد يمر الأمر من السيئ إلى الأسوء، ولهذا فإن استخدام الأدوية المناسبة بانتظام وبدقة ضروري جداً لمنع حدوث ذلك التدهور في وظيفة الرئة. أدوية الربو كثيرة فمنها:

- الوقائية مثل: التخلص من المثيرات والعوامل المسببة للأزمة، وهنا قد يستطيع المريض تجنب بعضها ولكن لا يستطيع تجنبها كلها مثل تلك المؤثرات المرتبطة بتغير الطقس أو تلك الموجودة في الهواء الجوي.

2- الأدوية الموسعة للشعيبات وللقصبة الهوائية، فهي تؤدي دورا هاما في التحسن السريع لحالة المريض ولكن لها من الأعراض الجانبيه ما يثقل كاهل المريض مثل: ارتفاع في نبضات القلب، رعشة في الأطراف، غثيان وقيء، آلام في البطن، صداع وارتفاع التوتر العصبي.

3- الهرمونات: مثل هرمونات الاستيرويد (corticosteroids) ولها دور فعال وقوي في السيطرة التامة على الأزمة ولكنها أيضاً لا تخلو من الأعراض الجانبية مثل: فطريات في الفم إذا استخدمت بشكل (بخاخ) للاستنشاق أما إذا استخدمت كأقراص فقد تؤدي إلى نقص في مناعة الجسم مما قد يصبح عرضة للالتهابات البكتيرية والفطرية، قرحة في المعدة، هشاشة في العظام، ارتفاع في ضغط العين وغيرها. بالرغم من كل هذه الاعراض الجانبية للأدوية فإن استخدامها ضروري ولكن هل بالإمكان مساعدة المرضى للتقليل من معاناتهم وكيف؟للإجابة على هذا السؤال نشير إلى أنه في عام 2004 في دبي في المؤتمر السابع للإعجاز العلمي في القرآن والسنة قدم الدكتور هاني الغزاوي من مصر بحثاً يوضح فيه أن الحجامة تقوم بتحفيز الجسم لزيادة إفراز هرمون (ACTH) وهذا الهرمون يقوم بدوره في زيادة إفراز الكورتيزول (CORTISOL) الطبيعي في الجسم من الغدة الكظرية وهذا الهرمون هو نفس الهرمون الذي يعطى للمريض بشكل أقراص للعلاج ولكن هذه المرة يفرز من الجسم نفسه ولا يعطي تلك الاعراض الجانبية السيئة. وللحجامة دور آخر في شفاء المرض وهو استنفار الجهاز المناعي في الجسم وذلك عبر الخدوش التي تعمل على سطح الجلد وبما أن الجلد هو خط الدفاع الأول عن الجسد فيزداد إفراز كريات الدم البيضاء وتزداد المناعة.قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«إن أمثل ما تداويتم به الحجامة والفصد»، وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال «الشفاء في ثلاثة: شربة عسل، وشرطة محجم، وكية نار، وأنا أنهى أمتي عن الكي».ومن هذا المنطلق تم إجراء بحث علمي في قسم علم الادوية، بكلية الصيدلة، جامعة عدن على 70 مريضاً يعانون من الربو فقط من الذكور والإناث، تتراوح أعمارهم من 20-50 عاماً وتم تقسيمهم إلى مجموعتين الأولى تستخدم الأدوية فقط والثانية تستخدم الأدوية وأضيف لهم عمل الحجامة، وقد استخدم جهاز لقياس وظيفة الرئة، وهو وما يعرف (lung function test) لمتابعة تحسن المرضى، حيث تم عمل القياس قبل وبعد الحجامة، بالإضافة إلى المتابعة الإكلينيكية، وكانت النتائج كالتالي: تم التحسن في المجوعتين .

ولكن التحسن في المجموعة التي أضيفت لهم الحجامة كان أكبر. 75% من المرضى تحسنت حالتهم بنسب متفاوتة كالتالي (45%) تحسنوا تحسنا كاملا حيث أوقفوا العلاج بعد الحجامة، (32.5%) تحسنوا تحسنا متوسطا انخفضت عدد مرات ظهور الأزمة .

وكذا انخفاض في حدة الأعراض وتبعاً لذلك انخفض عدد مرات استخدام الأدوية والجرعة المعتادة لديهم، (22.5%) تحسنوا تحسنا بسيطا، حيث انخفضت حدة الأعراض لديهم وانخفض عدد مرات استخدام الأدوية ولكن بالجرعة نفسها.ان كثيرا منا لم يلتفت إلى (الطب النبوي) إلا عندما دخل الجامعات الأمريكية والأوروبية، فمن يصدق أن العلاج بالحجامة يدرس في مناهج الطب في أمريكا..

ومن يصدق أيضاً أن هذا الطب النبوي الذي هاجمه وأنكره أطباء عرب أصبح علاجاً نافعاً للعديد من الأمراض الخطيرة في معظم عواصم العالم.

هذا ما يؤكده الدكتور أمير محمد صالح - الاستاذ الزائر في جامعة شيكاغو والحاصل على البورد الأمريكي في العلاج الطبيعي وعضو الجمعية الأمريكية للطب البديل .

ولكن رغم تبشيره بالنتائج البحثية التي أجريت على الحجامة في أمريكا وأوروبا..

إلا أنه يحذر من الأدعياء الذين سيقتحمونها لو أن أهل الطب تركوها لغيرهم.

أستاذ مساعد- كلية الطب والعلوم الصحية /قسم علم الأدوية، جامعة عدن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى