«الأيام» تبحث مع شخصيات ومواطنين ومسؤولين ومكتوين بالثأر مشكلة الثأر في شبوة .. إجماع من القبائل على أن تشكيل لجنة من القبائل المتقاتلة يمكن أن يحل مشكلة الثأر (2-2)

> «الأيام» محمد عبدالعليم:

> قف! أمامك محافظة شبوة إحدى المحافظات اليمنية التي ما تزال مع كل عام ميلادي أو هجري جديد تسجل وقائع وتقدماً في حصد الأرواح البشرية نتيجة آفة الثأر، هذه الآفة الاجتماعية التي مزقت النسيج الاجتماعي الشبواني ورملت النساء ويتمت الأطفال .. الثأر آفة ومرض قبلي مزق النسيج الاجتماعي في عدد من مديريات المحافظة .. ويا لها من تحية صباح تلقي بظلالها كل مطلع عام أو شهر ميلادي وهجري على أبناء محافظة شبوة .. وأصبح الجميع يئن من الثأر وينادي الجهات المسئولة التي أصبحت عاجزة عن إيقافه .. وللمزيد أجرت «الأيام» تحقيقاً صحفياً حول الثأر وما هي المعالجات التي يمكن اتخاذها لإيقافه.

وفيما يلي الجزء الثاني والأخير من التحقيق :

الثأر مرض خبيث

< ثابت صالح الدعالة، نائب مدير مكتب التربية والتعليم بمحافظة شبوة لشؤون المديريات الشمالية الغربية:

الثأر مرض خبيث انتشر في مجتمعنا اليمني بشكل عام وفي محافظة شبوة بشكل خاص وهو مخالف لتعاليم شريعتنا الإسلامية.. ويحصد أرواح عشرات الأبرياء دون سبب، ورمل النساء ويتم الأطفال وألقى بظلاله الكئيبة على مجتمعنا دون أن نعمل شيئاً، وأوجه دعوة لكل الخيرين من المعلمين والمثقفين وأئمة المساجد والطلاب إلى الوقوف بجدية أمام هذا المرض الخبيث وتوعية المجتمع في العمل على نبذ الثأر والرجوع للدولة والقضاء وتسليم الجناة لينالوا عقابهم على ما اقترفوه وليجنبوا الأبرياء الثأر وكذا توعيه المجتمع بأحكام الشريعة الإسلامية وتحريم قتل النفس التي حرم الله، والرجوع لشرع الله .

وقد دعا الأخ الرئيس حفظه الله إلى صلح عام يتم خلاله حل مشاكل الثأر وأن يحتكم الجميع إلى المحاكم ويتجنبوا هذا المرض الخبيث، وأكد على ذلك الأخ محافظ المحافظة في دعوة إلى التوقف عن الثأر لهذا يجب على الجميع نبذ الثأر بكافة أشكاله وصوره وتحكيم العقل عند حدوث أي مشكله والرجوع للأطراف المختصة بحل الخلافات، حيث يوجد جهاز قضائي مستقل معني بذلك.

< الشيخ فريد أبوبكر بن فريد العولقي قال: الثأر أضر بالمحافظة وأضر أصحاب الثأرات بجميع مناطق الثأر.

مشيراً الى أن الثأرات ذات تأثير كبير على المحافظة وأنه نسبته تختلف من منطقة لأخرى وأن هناك نسبة من الثأرات سياسية ويغذيها أصحاب المصالح سواء الثأرات القديمة أو الجديدة. مضيفاً أن الثارات لن تنتهي في المحافظة إلا إذا وجد التعاون الكامل من السلطة المحلية والشخصيات الاجتماعية وأنه إن كانت هناك لجان مع الأطراف المتقاتلة يمكن أن تنجح دعوة فخامة الرئيس بشأن الثأر بعد عمل اللجان التمهيدية .

< الأخ سالم بن سالم الأحمدي، شخصية اجتماعية:

إن الثأر آفة اجتماعية وعملية شاذة لا تخدم المواطن ولا تعود على البلاد إلا بكل مأساة، وقد حرمت الطلاب في بعض المناطق من التعليم ورملت النساء. مضيفاً أن الثأر يتخذ من الفساد معيناً له، ولن يحل إلا بتشكيل لجان من الأطراف المتقاتلة.

معالجة الثأر في محافظة شبوة

< الأخ محسن علي ناصر القطني المرزقي: إذا حصلت النية الصادقة عند الدوله فكل مشكلة ولها حل، وإذا طلب المحافظ مشايخ وأعيان القبائل الذين بينهم الثأر وطلب صلح سنة أو سنتين وطرح عليهم شروطاً بأن أي قبيلة تعتدي على الأخرى سوف تدفع الثمن الغالي وتسلم الجاني إلى الحكومة وغرامة مالية وتشكل لجنه لمتابعة الثأر وعلى الدولة أن تجد في معالجة الثأر في مدته المحدودة، إذا كانت الدولة تريد أمناً واستقراراً واستثماراً في البلاد، هذا وعلى الدولة أن تسهم في جزء من الحكم الذي ستصدره اللجنة المشكلة من قبل الدولة وبرضا الأطراف (أصحاب الثأر) وإذا حصل هذا من الدولة فقد أبرات ذمتها من المسؤولية لأن كثيراً من القبائل يقولون إن الحكومة لا تريد صلحاً بين القبائل وخاصة في بعض المحافظات التي أطلق عليها محور الشر، ويجب أن نصارح الحكومة أن لها الحظ الأوفر في كل ما يحصل بين القبائل من اجل أن تنشغل كل قبيلة بالأخرى ولا تطالب الدولة بالمشاريع أو الوظائف ويظلون مشغولين بأنفسهم. أما معالجة الثأر قبلياً فعلى مشايخ قبائل شبوة أن يتقوا الله في أنفسهم وفي إخوانهم ويذكروا قول الله تعالى {من قتل نفساً بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً}.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى». وإذا لم تحصل النية عند رجال الدولة في حل الثأر فعلى المشايخ أن تدرك هذه الأمور وترجع إلى صوابها وتعقد لقاءات لجميع القبائل وتبحث في جميع المشاكل الحاصلة بين القبائل، وأنا على ثقة أنها سوف تخرج بحل لكثير من القضايا الحاصلة، ولنا أمل في الله سبحانه وتعالى ثم في الأخ المحافظ والجهات الأمنية ومشايخ وأعيان القبائل في محافظة شبوة أن يسهموا في مصلحة وتسوية بين القبائل في موضوع الثأر في محافظتنا ويأخذوها بعين الاعتبار، ومن مشى في طريق الخير وصل. والله من وراء القصد.

< الأستاذ علي أحمد نسعان (شخصية تربوية):

في رأيي الشخصي إن قضية كهذه بحاجة إلى توافر إدارة سياسية من قبل القائمين على الحكم وتكون فعلاً النوايا صادقة لمعالجة قضية كبيرة كهذه القضية التي تؤرق بال الكثيرين وخاصة في محافظة شبوة.

ويوجد مثال حي على صدق توجه القيادة السياسية عندما تتوفر الإرادة، ففي الجنوب سابقاً بعد الاستقلال أعلنت حكومة الثورة صلحاً عاما بين القبائل كافة وكان هذا قرار متبوعاً بإرادة سياسية قوية وصار على الناس جميعاً التقيد بهذا القرار واستطاعت الدولة حقن دماء الناس واستمر هذا الوضع الايجابي حتى مجيء الوحدة في عام 90م فبدأت هيبة الدولة تضعف وبدأت الناس ينبشون في قضايا ثأر قديمة بعضها مر عليه ما يقارب المائة عام.

إن معالجة قضية الثأر القبلي بحاجة إلى قيام الدولة بإعلان صلح عام بين كافة قبائل اليمن لمدة لا تقل عن عشر سنوات مثلاً وخلال هذه الفترة يكون هناك قرار صارم يمنع القتل خلال فترة هذا الصلح، ولكن يجب أن يكون الحكم في مستوى يؤهله بأنه إذا قام أحد واخترق هذا الصلح على الدولة أحضاره بالقوة وإنزال أقصى العقوبات به.

كما ان مما يعالج قضايا الثأر بسط الدولة لسلطتها على كافة المناطق وتوفر أجهزة الأمن في كل مكان.

كما لا بد من وجود العدل، لأن العدل بين الناس وتنفيذ الأحكام القضائية وعدم التماطل في تنفيذ الأحكام تورث الاطمئنان، لأن طول فترة التقاضي بين المتخاصمين في المحاكم يدفع بعض الأطراف إلى أخذ حقه بيده بدلاً من انتظار الحكم الذي يستمر لسنوات من محكمة إلى محكمة.

كما أن هناك قضية تساهم في استمرار مشاكل الثأر من وجهه نظري وهي قضايا (الأرض البور) أي الحدود القبلية، حيث تدعي كل قبيلة ملكيتها لهذه الأرض والأخرى كذلك، وهذا يؤدي إلى التقاتل فحل قضية كهذه بحاجة إلى إعلان من الدولة أن الأرض البيضاء أي غير المحددة وغير المزروعة تعتبر ملكاً عاماً للدولة ويمنع التنازع عليها، حيث إن أكثر قضايا الثأر بسبب ادعاء القبائل ملكية الأرض.

إن استمرار قضية الثأر القبلي دون أية معالجات يشكل خطراً كبيراً فهو اكبر عدو للسلم الاجتماعي وأكثر ما يخرق أمن المجتمع هو التقاتل الأهلي فكم دماء أزهقت وكم نساء ترملن بسبب الثأر وكم يتامى من الأطفال، ويالها من كارثة أن استمرت بدون أي معالجة.والخلاصة هي إعلان الصلح وإحقاق الحق والعدل بين الناس وفرض هيبة القانون واحترامه من قبل الجميع حكاماً ومحكومين.

< الدكتور علي صالح بن ثابت:

المجتمع اليمني شعب مسلم وتطبيق الشريعة الإسلامية مسألة إلزامية، وإيجاد الظروف لذلك هي أيضاً ملزمة للأمة أفراداً ومجتمعين، ويجب الانتقال من البيئة الجاهلية التي يعيشها الوطن اليمني المتمثلة في الاحتكام لرؤوس فارغة تقريباً من الوازع الديني تسعى بشكل حثيث لتعميق المشاكل التي تطرأ بين الحين والآخر للتقاتل على دماء الناس، ومن الغريب العجيب أن تكون حالنا هذا بعد مرور عقود من الاستقلال ودحر الملكية البغيضة، فالمنتظر من دولة المؤسسات التي تشمل أجهزة الأمن والقضاء وغيرها فرض هيبة الدولة إلا إذا كانت هذه الأجهزة ركبت لتثبيت كراسي الحكم لا غير فما أيسر أن يتم إحضار كل متورط في حد من حدود الله إلى سلطة القضاء لينال جزاءه لينعم الناس بالأمن والاستقرار.

لقطات من واقع اللقاءات

- الجميع طالب بتسجيل شكر كبير لأسرة «الأيام» لإثارتها قضية هامة هي الثأر التي تطحن العديد من مواطني شبوة.

- جميع القبائل أجمعت على أن اللجنة المعينة من القبائل المتقاتلة يمكن أن تصل إلى حل قضايا الثأر.

- جعل العديد من القبائل تجاهل السلطة لقضايا الثأر سبباً في انتشاره.

- واعتبر البعض أن الثأر فيه القديم وفيه الحديث.

واعتبر البعض أن انتشار الثأر هو انتشار فساد الدولة واشتكى البعض انه سبب في الأمية وحرمان الكثير من أبناء المحافظة من التعليم.

وأنه رمل الأسر، وأنه سبب في حرمان المحافظة من عدد من المشاريع نتيجة حصار بعض القبائل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى