أمل كعدل .. تحت شجرة الانتظار!

> «الأيام» عصام علي محمد:

>
أمل كعدل
أمل كعدل
في زمن التعاسة والإحباط والأماني المشنوقة على بوابة الأمل المفقود نسينا (أمل) ولأسباب شتى موضوعية وذاتية ودنيوية غدت فيها أمل كعدل كحلم أتيح للحالم فيه أن يسترخي على لا شيء.

لكم يقتلني كل يوم آلاف المرات ذلك الصمت المطبق الذي يقابل فيه المبدعون الذين يفتقدون أبسط الضمانات الأكيدة للحفاظ على هوية الإبداع عندهم.

نقول ذلك يا سادة بعد أن عشنا وشفنا كيف هي الحالة المزرية التي آلت إليها الحركة الفنية والإبداعية فأمل كعدل التي أطربت سماء اليمن واهتز لصوتها جسد هذا الوطن الذي طالما تراقص طرباً وأفراحاً وليالي ملاح.

(أمل) تلك اللحظات المفعمة بنشوى الفرح والسرور لمن تذوق الأصالة من أكناف هامة فنية أصيلة معمدة بلفيف من المشاعر والأحاسيس.

فأمل هي ذلك الصوت القادر وحده على أن يجرف أحاسيسنا إلى محيط الفرح وهنا نسجل اعترافاً حقيقياً بمقدرة أمل كعدل على نسج صور التألق والإبداع.

لكن أين هي أمل وأين موقعها؟ ولماذا تهمش ولمصلحة من؟ يتواصل مسلسل السخرية من أبناء الصدفة تجاه (أمل) تم استثناؤها من اوبريت المكلا قلنا غلطة عسى أن يندم عليها المتبجحون بصنع اللاشيء الماسكين زمام الأمر خاصة المنفلت منه؟ أصبحوا يتحكمون بمصائر عدد كبير من المبدعين الذين لا حول لهم ولا قوة سوى أنهم مبدعون يمتلكون امكانات فنية ابداعية يسيل لها اللعاب المنهمر من أفواه أنصاف المواهب لكن هذا الإبداع وهذا التميز لم يشفع لأمل وسواها من الفنانين المجيدين ولم يغنها من جوع الزمن وذل السؤال.

ثم الحديدة بغير (أمل) بل كيف تكون صنعاء والمكلا والحديدة بلا (أمل)؟!

نجد التمثيل حاضراً دائماً لأصحاب المواهب المبعثرة قولاً وعملاً والفقيرة إلى كل ما يمت بصلة إلى الإبداع أو الانتساب إلى زمرة المبدعين.

لكن أمل تبقى في تأمل المتأملين نحو صيرة وبحرها يجدونها بين أمواجه الهادئة كضحكات بأسنان الطفولة الناصعة البياض كيف لا وهي فنانة اليمن الأولى.

عندما نحلق بأنظارنا صوب الشموخ فإننا نطالع تناغماً بديعاً بين علمين ورمزين خالدين لمدينة عدن هما (صيرة، وأمل)، إنهما فعلاً وجهان لأمجاد تتحدث عن نفسها.

أخيراً هل يكون فينا من هو بشجاعة أمل كعدل حين تخاطب الرامي وتؤنبه وهي تقول له حرام عليك ترمي الغزال يا رامي.. نعم هذه المرة لم يكن الرامي مجهول الهوية والصفات ولكنه ماثل أمامنا بعد أن رمى غزالنا أمل بل إنه ما يزال يخرج لسانه للجميع ..

هل عرفتموه ؟! أتمنى.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى