حقول لغز غيبوبة سعاد نصر

> «الأيام» د. صلاح بامحرز:

> في تاريخ 27 ديسمبر من العام المنصرم دخلت الفنانة القديرة سعاد نصر مستشفى الجولف لإجراء عملية شفط دهون، وهي عملية لا تستغرق أكثر من نصف ساعة وبناء على ما كان مرتباً لها أدخلت إلى غرفة العمليات وبدأ الطبيب المخدر في إعطائها حقنة البنج بينما كان الجراح ومعاونوه يتجهزون لإجراء العملية المرتقبة، وحينما أمسك الطبيب بمشرطه إيذاناً ببدء العملية حدثت الكارثة الكبرى!!

أتعرف ما الذي حصل بالضبط؟ لقد دخلت الفنانة سعاد نصر فجأة في غيبوبة عميقة لم تفق منها، وطبعاً بعد حصول هذه الكارثة اكتنف الغموض حالة الفنانة سعاد نصر ولم يدر أحد ما الذي جرى بالضبط فأطباء التخدير أرجعوا السبب إلى وضعيتها فوق سرير العمليات حيث كانت الفنانة مستلقية على بطنها وقالوا إن تلك الوضعية تعيق وصول الأكسجين الى جسدها.

أما اللجنة المكلفة بإعداد التقرير عن حالة الفنانة فإنها لم تخرج حتى هذه اللحظة بتفسير يوضح ما حدث بالضبط، ومع ذلك ما رأيك لو حاولنا معا تخيل ما جرى في غرفة العمليات أثناء تلك اللحظات: فحسب علمي هناك العديد من المواد التي تستخدم في إجراء التخدير الكامل أهمها الهالوثين (الأكثر شيوعاً بالدول العربية) والإيثر والكاتمين وكذلك الثايوبينتون وجميع هذه المواد تسبب انخفاضاً حاداً بالضغط (ماعدا الكاتمين) إضافة إلى أن معظم المخدرين يلجأون إلى استخدام حقن سيكسميثانيون عند بدء تخديرهم للمريض بغرض إرخاء عضلات جسمه وإدخال أنبوب التنفس له، ولكن هذه الحقنة في جرعتها المخدرة تشل كل عضلات الجسم بما فيها عضلات التنفس.

فلو تصورنا أن الفنانة سعاد نصر تناولت جرعة زائدة من الهالوثين والسيكسميثانيون مما أدى إلى خفض ضغطها بشكل حاد وإيقاف جهازها التنفسي (وهي التي تعاني أصلاً من هبوط في الضغط حسب أقوال مقربيها) وتصورنا أن الطبيب المخدر لم يلحظ هبوط ضغطها على الجهاز الذي أمامه، كما أنه لم يلحظ خروج أنبوب الأكسجين من فوقها .. فإن حصيلة ذلك طبعاً ستكون انقطاعاً تاماً في تدفق الدم عن دماغها يتبعه بطبيعة الحال تلف في خلايا الدماغ وحصول الغيبوبة .. (فالمعروف أن خلايا الدماغ تصاب بالتلف إذا انقطع عنها الدم المحمل بالأكسجين لمدة ثلاث دقائـق.. وتمـوت إذا مـا استـمر الانقـطـاع أكـثـر مـن ذلـك).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى