1982زيادة الفرق المشاركة بالبطولة وإيطاليا تحرز لقبها الثالث

> «الأيام الرياضي» د.ب.ا:

> استضافت أسبانيا بطولة كأس العالم لكرة القدم عام 1982 عندما شهدت البطولة زيادة كبيرة في عدد المنتخبات المشاركة بها من 16 فريقا إلى .24 الا أن هذه الزيادة لم تؤد إلى تحسين مستوى الكرة المقدمة بالبطولة..فقد كان اللعب شديد الملل خلال هذه البطولة حتى أن إيطاليا حائزة اللقب لم تفز في أي من مبارياتها بدور المجموعات. وبمنح أسبانيا حق تنظيم بطولة 1982 نجح الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في تسوية حساباته منذ عام 1966 عندما سمح لانجلترا بتنظيم كأس العالم في ذلك العام برغم عدم مشاركتها في أول ثلاث دورات للحدث العالمي.. وجاء منح إنجلترا حق تنظيم البطولة على حساب ألمانيا الغربية وأسبانيا الا أن الفيفا أعطت كلا البلدين حق تنظيم البطولتين التاليتين اللتين استضافتهما القارة الاوروبية لاحقا. كانت أجواء بطولة 1982 مختلفة تماما عن أجواء البطولة السابقة التي أجريت قبل أربعة أعوام بالارجنتين. فبينما كانت الدولة الامريكية الجنوبية خاضعة لحكم الجنرال خورخي فيديلا الديكتاتوري. كانت أسبانيا قد خرجت لتوها من عباءة حكم الجنرال فرانشيسكو فرانكو قبل سبعة أعوام. وكانت البلاد تخطو خطواتها الاولى في عالم الديمقراطية وكانت مشاعر البهجة والاحتفال تسود الاجواء.

ومع زيادة عدد الدول المشاركة في كأس العالم بمنح أفريقيا مقعدين بدلا من مقعد واحد ومنح أوروبا 12 مقعدا بدلا من تسعة لم تشهد مرحلة التصفيات المؤهلة للبطولة الكثير من المفاجآت. الا أن كبرى هذه المفاجآت القليلة كانت أشبه بالصدمة فقد فشلت هولندا صاحبة المركز الثاني في بطولتي 1974 و1978 في التأهل للنهائيات بسبب فرنسا وبلجيكا. وبدأت بطولة كأس العالم 1982 بأسبانيا بجدل كبير حول قرعة توزيع فرق البطولة على مجموعات والتي تسببت لوائحها المعقدة التي عمدت إلى تجنب مواجهة الفرق المرشحة لاحراز اللقب لبعضها البعض في المراحل الاولى في إثارة العديد من الاحتجاجات والاتهامات بالتزوير. وأقيمت البطولة نفسها من 13 يونيو وحتى 11 يوليو وسط تشجيع جماهيري ضخم حتى مع الفشل الكبير الذي واجهه المنتخب الاسباني برغم أن نظام جدول مباريات البطولة أهداه طريقا مفروشا بالورود حتى النهائي وبرغم المساعدة الواضحة التي حظي بها من حكام البطولة.. فقد احتاجت أسبانيا لضربة جزاء للتعادل مع هندوراس ثم فازت على يوغوسلافيا 2/1 بضربة جزاء غير صحيحة على الاطلاق أهداها لها حكم المباراة بل وأمر الحكم بإعادتها مرتين حتى تمكن اللاعب الاسباني خوانيتو من تسجيلها وأخيرا تعرضت أسبانيا لخسارة مهينة من أيرلندا الشمالية في ثالث مبارياتها بدور المجموعات. وفي النهاية خرجت أسبانيا من الدور الثاني للبطولة بعد أن كانت قد حققت فوزا واحدا وتعادلين وهزيمتين في أسوأ سجل نتائج تحققه دولة مضيفة بكأس العالم حتى أقيمت البطولة في الولايات المتحدة عام .1994 وشهدت المرحلة الاولى من البطولة العديد من النوادر. مثل موقف حاكم الكويت عندما ترك مدرجات الجماهير ونزل إلى أرض الملعب يأمر لاعبيه بمغادرته بسبب قرار ظالم من حكم المباراة. وهناك أيضا المباراة الفضيحة بين ألمانيا الغربية والنمسا في خيخون. فقد تقدم الالمان 1/صفر في بداية المباراة وأمضى الفريقان بقية المباراة يمرران الكرة فيما بينهما بوسط الملعب لعلمهما بأن هذه النتيجة كافية لتأهل كل منهما للدور التالي وإخراج الجزائر من البطولة. وكانت الجزائر قد تغلبت على ألمانيا في مرحلة سابقة من البطولة نفسها..وأثار هذا الامر غضب واستياء الجماهير التي أطلقت الصفارات والهتافات الساخرة ضد الفريقين حتى هتفت في النهاية تقول :"فليقبلوا بعضهم البعض".

من ناحية أخرى كان نجوم المنتخب البرازيلي أمثال زيكو وسقراط وإدير مصدر بهجة وإمتاع للجماهير بفضل مهاراتهم الكبيرة ولكنهم في النهاية خسروا 2/3 من إيطاليا في لقاء كلاسيكي بين الطرفين. فقد لعب كلا الفريقين ومعهما الارجنتين الدور الثاني للبطولة في "مجموعة الموت" التي أجريت مبارياتها بمدينة برشلونة بشمال شرق أسبانيا..وكانت الارجنتين قد جاءت للمشاركة بالبطولة في أعقاب هزيمة قواتها المسلحة في حرب جزر فولكلاند. ولكنها كانت حاملة اللقب ومعها النجم الشاب دييجو مارادونا الذي وإن كان لم يشارك في كأس العالم 1978 الا أنه قد بات نجما مشهورا في جميع أنحاء العالم. ولكن الارجنتين فشلت في تحقيق الآمال المعلقة عليها.

وبخلاف البرازيل فقد انبهرت الجماهير كثيرا بالمنتخب الفرنسي الراقي تحت قيادة نجمه الكبير ميشيل بلاتيني والذي كان طرفا في أفضل مباراة بالبطولة عندما التقى في الدور قبل النهائي بمنتخب ألمانيا الغربية.

فبعد نهاية الوقت الاصلي للمباراة بتعادل الفريقين 1/1 تقدمت فرنسا بهدفين في الوقت الاضافي الا أن الماكينات الالمانية نجحت في إدراك التعادل. وانتهت أول مباراة بكأس العالم تحدد نتيجتها ضربات الجزاء بفوز ألمانيا الغربية وتأهلها للنهائي.

وفي مباراة النهائي كان الانهاك قد حل بالالمان عندما انطلقت مباراة النهائي أمام 90 ألف متفرج في استاد "سانتياجو بيرنابيو" بالعاصمة مدريد. أما الطرف الاخر لمباراة النهائي وهو إيطاليا فقد كان مستواها في تحسن مستمر حيث أنها تأهلت من دور المجموعات بفارق هدف واحد عن الكاميرون بعد أن تعادلت في مبارياتها الثلاث بذلك الدور. وفازت إيطاليا 3/1 على ألمانيا في النهائي الذي حضره الرئيس الايطالي ساندرو بيرتيني برغم أنه كان في العقد التاسع من عمره بين الجماهير..وكان باولو روسي هو نجم إيطاليا في كأس العالم .1982 والذي كان موقوفا لمدة ثلاثة أعوام بالدوري الايطالي لدوره في فضيحة تلاعب في نتائج المباريات في رد اعتباره بأسبانيا عندما حصل على لقب هداف البطولة برصيد ستة أهداف.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى