أكدوا حرمانهم من خيرات الثورة والوحدة.. أبناء وصاب بذمار لفخامة رئيس الجمهورية:نناشدكم النظر إلى معاناتنا بعين الرحمة والعطف والمسؤولية

> ذمار «الأيام» فؤاد النهاري:

> تعيش منطقة وصاب أوضاعاً بائسة ومتخلفة، فالطرق صعبة ووعرة ومعظم عزل وقرى المنطقة لا تزال بدون طرق وتمثل جزرا معزولة، والمياه معدومة وملوثة، والكهرباء لم تدخل المنطقة، والصحة والتطبيب شبه منعدمة وإن توفرت فلا تتعدى في أفضل حالاتها الاسعافات الأولية.

وقال أبناء المنطقة في مذكرة رفعوها لفخامة رئيس الجمهورية -حصلت «الأيام» على نسخة منها - وذيلت بتوقيات أهم الشخصيات من أبناء المديرية يمثلون أكاديميين وأعضاء مجالس محلية ونوابا، ومدراء إدارات، ورجال أعمال، وحزبيين، وصحفيين، ومشايخ:«إن الطبيعة الجغرافية القاسية ووعورة الطرقات التي تتميز بها المنطقة وبعدها الكبير عن مركز المحافظة (ذمار) جعلها معزولة تماماً عن بقية مناطق الجمهورية، وأسهم كثيراً في تخلفها وحرمانها، ومع ذلك فإن أبناء المنطقة جميعاً وبرغم عزلتهم وشعورهم بالتهميش والحرمان يدينون بالولاء المطلق للدولة ولفخامتكم، وهم في مجموعهم مواطنون صالحون لم يقطعوا يوماً طريقاً أو يخطفوا أجنبياً، أو يمنعوا واجباً زكوياً أو ضريبياً طلب منهم، ثأراتهم قليلة ونادرة، قضاياهم تحل عبر المحاكم والأطر الرسمية يحبون السلم وينشدون الأمن والأمان».

وحددت مذكرة أبناء وصاب لفخامة الأخ الرئيس عدة مطالب، أهمها: «تكرمكم بزيارة المنطقة للاطلاع على أوضاعها عن قرب، تنفيذ مشاريع مياه إسعافية وعاجلة خاصة للقرى التي بدأ سكانها بالنزوح إلى المدن، ربط المنطقة بشبكة طرقات، ربط المنطقة بشبكة الكهرباء العمومية، إشراك أبناء المنطقة في الوظائف الإدارية العليا والوسطى للدولة، إعادة تقسيم المنطقة إلى عدد من المديريات، إعلان منطقة وصاب محافظة لأنها لا تقل عن غيرها من المحافظات سكاناً ومساحة بل إن وضعها الجغرافي المعقد وبعدها عن مركز المحافظة ذمار، وتخلفها تنموياً يستدعي ذلك».

وقد أرفق بالمذكرة تقرير موجز من إعداد مجموعة من الأكاديميين والمتخصصين من أبناء المنطقة مكون من (26) ورقة يحكي وضع التنمية في المنطقة.

ووفقاً للتقرير فإن منطقة وصاب تتكون من ست دوائر انتخابية هي (214.213.212.211.210.209) وتضم مديريتين: مديرية وصاب العالي ومركزها الدن، ومديرية وصاب السافل ومركزها الأحد وتبلغ مساحتها (1500 كيلومتر مربع) ويقدر عدد سكانها المقيمين بنحو (320,000) نسمة.

ارتفاع نسبة البطالة

وأشار التقرير إلى أن منطقة وصاب تعد من أفقر مناطق الجمهورية نتيجة العزلة والبعد الجغرافي وصعوبة الطرقات، والجفاف، وشحة الأمطار، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع نسبة البطالة التي تتراوح بين 50- 80%. وقال التقرير إن هناك دراسات أجريت من قبل بعض الباحثين، عن عمل المرأة في المنطقة فوجد أن نسبة النساء العاملات تصل إلى 98% من إجمالي عدد النساء، وأشارت الدراسات إلى أن هناك مجموعة من الأعمال الصعبة والشاقة التي تقوم بها المرأة من أبرزها: جلب المياه والأحطاب من المناطق البعيدة يومياً، والقيام بأعمال استصلاح المدرجات الزراعية وتأهيلها والحرث والحصاد. وأضافت الدراسة أن أوضاع المرأة في وصاب يمكن وصفها بالافتقار إلى أي نوع من أنواع التعليم والتأهيل، والافتقار إلى أي نوع من أنواع الرعاية الصحية، وفاة نسبة كبيرة من النساء تصل إلى 90% بأمراض عديدة مثل فقر الدم، والنزيف الحاد، والملاريا، والضغط وغيرها .

الأمراض المنتشرة

وتنتشر في وصاب الكثير من الأوبئة والأمراض المستوطنة، خاصة وأن مناخ المنطقة يتسم بمناخ مماثل للتنوع المناخي الموجود في اليمن بفعل تضاريسها المتنوعة التي تبدأ من 300 - 2800 متر. ومن أبرز تلك الأمراض: الملاريا وتحصد سنوياً عشرات الأرواح، وبالذات على ضفاف وادي راماع ووادي زبيد وسخمل والدباية والاخضري. وأمراض الكلى حيث يعد سكان وصاب من أكثر سكان اليمن إصابة بأمراض الكلى والفشل الكلوي، ويعزو الأطباء هذا الأمر إلى عدم صلاحية مياه الشرب المستخدمة، ومرض فيروس الكبد البائي، فضلاً عن فقر الدم وأمراض الديدان وظهور الحالات المرضية المستعصية، كل ذلك نتيجة لانعدام الخدمات الصحية، حيث إن معظم الكادر الصحي المتوفر هو عبارة عن مرشدات ومرشدين وهؤلاء خضعوا لدورات تدريبية قصيرة ونتيجة لهذا الوضع فإن المواطنين يعانون معاناة كبيرة من المرشدين الذين يقومون بممارسة مهنة التطبيب بدون معرفة وعلم مما يؤدي إلى الكثير من المضاعفات والمشاكل الصحية التي تصل أحياناً إلى الوفاة .. أما الكادر الطبي المتخصص فلا يوجد سوى خمسة أطباء عامين يخدمون نحو 320 ألف نسمة.

وضع الطرقات والمياه

معظم قرى وعزل المنطقة لا تزال بدون طرقات، والطرقات التي شقت إلى بعض القرى عبارة عن طرق ترابية جبلية وعرة جداً. ولا تتوفر المواصلات يومياً مما يضطر المسافر إلى الانتظار أياما حتى يحصل على سيارة للسفر إلى إحدى المدن، ويستغرق السفر يوماً كاملاً من منطقة وصاب إلى أي مدينة قريبة مثل ذمار أو صنعاء أو الحديدة، كما أن أجرة الراكب من ذمار أو صنعاء أو الحديدة إلى وصاب تتراوح بين 2500-3000 ريال في الظروف الاعتيادية.

أما المياه، فلا يوجد في المنطقة أي مشروع مياه على الاطلاق سواء كان حكومياً او أهلياً وهيئة مياه الريف لم تدخل المنطقة مطلقاً وفي السنوات الاخيرة تعرضت المنطقة للجفاف الشديد الذي أدى الى نضوب الآبار السطحية والغيول والاودية فضلا عن عدم تجمع أي قدر من الماء في البرك، وقد شهدت المنطقة في الاعوام من 1995-2005م أسوأ مواسم الجفاف، ولذلك اضطر الناس لجلب الماء من مناطق بعيدة على السيارات وظهور الحيوانات ويشتري المواطنون القادرون الماء غير الصالح للشرب بأسعار خيالية اذ يتراوح سعر المكعب الواحد ما بين 3000 - 10000 ريال كما أدى انعدام الماء الى النزوح الجماعي الى المدن ولا يوجد أية حواجز او سدود ومن المفاجآت ان الكتاب الوثائقي الصادر عن محافظة ذمار 2005م سجل 35 مشروعاً مائياً لمنطقة وصاب وفي الحقيقة ان تلك المشاريع غير موجودة.

حرمان ومعاناة

التقرير أورد ان منطقة وصاب هي الوحيدة من مديريات ذمار التي لم تربط بشبكة الكهرباء وان 22% من المدارس بدون مبان وان 46% من اجمالي المدارس مبانيها شعبية بنيت على حساب الاهالي ولا تتعدى 3-4 فصول وان 33% من المدارس التي تمتلك مباني حكومية بحاجة للصيانة والترميم وانه لا توجد مدرسة خاصة بالبنات في جميع مدارس المنطقة وأنه لا يوجد أي مشروع لوزارة الشباب والرياضة وان معظم المشاريع المسجلة في البرنامج الاستثماري للمنطقة هي مشاريع تتكرر سنوياً، وهي مشاريع متعثرة ولم ينجز منها حتى الآن الا القليل جداً وان عدد المشتركين بخدمة الهاتف الثابت لا يزيد على 3000 مشترك نظراً لعدم وصول التمديدات الى جميع المناطق.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى