إسرائيل حريصة على تجنب الخوض في "مستنقع غزة"

> القدس «الأيام» دين ييتس :

>
جانب من القوات الاسرائيلي
جانب من القوات الاسرائيلي
بإضاعتها قليل من الوقت في سحب القوات من شمال قطاع غزة أوائل الاسبوع الجاري بعد عمليات استمرت يومين أوضحت إسرائيل أنها لا تريد الخوض في مستنقع بأرض انسحبت منها قبل اقل من عام.

ويتعرض رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت لضغوط كي يظهر لشعبه الذي أيد بأغلبية ساحقة الانسحاب من قطاع غزة العام الماضي أنه لن يعيد احتلال القطاع مرة أخرى في الوقت الذي يواصل فيه هجوما يهدف إلى وقف إطلاق الصواريخ الفلسطينية وتحرير جندي يحتجزه نشطاء.

والتورط في غزة قد يقوض خطته لإعادة تشكيل الضفة الغربية المحتلة عن طريق الانسحاب من مستوطنات يهودية نائية بينما يتم تعزيز الكتل الاستيطانية الكبرى وهي الخطة التي أضعفها بالفعل خطف الجندي والهجمات اليومية بالصواريخ من القطاع على إسرائيل.

ولا يزال الإسرائيليون يتذكرون بوضوح ما حدث عندما أنشأ الجيش منطقة عازلة وقائية داخل جنوب لبنان حيث بقيت القوات الإسرائيلية 22 عاما انتهت في عام 2000.

وقال أوري درومي من معهد ديمقراطية إسرائيل والضابط السابق بالقوات الجوية "أنظر إلى الطريقة التي دخلوا بها ثم غادروا أوائل الأسبوع ومعنى ذلك فيما يبدو هو.. احترس من المستنقع."

واضاف "لكن غزة تكون في بعض الأحيان أقوى من خططنا. انها تبتلعك داخلها لأنه يوجد دائما مزيد من الأنفاق ومزيد من إطلاق الصواريخ ومزيد من الإرهابيين."

وانسحبت إسرائيل من مستوطنات يهودية سابقة وبلدات فلسطينية في شمال قطاع غزة يوم السبت بعدما واصلت القوات والدبابات هجوما لمدة 48 ساعة.

ولا تزال القوات متواجدة في مطار مهجور وهو ما قال مصدر سياسي إنه يهدف جزئيا إلى ضمان عدم تهريب الجندي جلعاد شليط إلى مصر.

وجدد أولمرت خلال تصريحات لصحفيين أجانب أمس الإثنين التأكيد على أن إسرائيل لم تحدد جدولا زمنيا للعملية.

وقال قادة الجيش ردا على الانسحاب من شمال قطاع غزة ان المنطق هو الدخول ثم الخروج ثم العودة مرة أخرى من أجل تجنب ما يصفه المسؤولون بأنه "مستنقع غزة".

وقال جوناثان فيجيل الكولونيل المتقاعد والباحث الكبير بمعهد مكافحة الإرهاب في إسرائيل "من الناحية السياسية ومن ناحية توجهات سكان إسرائيل.. لا أحد يريد العودة إلى شوارع غزة المزدحمة."

واضاف "ما يمكن أن يحدث هو أن تلك التوغلات..التي ستكون الدخول والخروج على مدى فترة طويلة.. ستكون الواقع الجديد."

وأجلت إسرائيل المستوطنين وسحبت الجنود من قطاع غزة قبل نحو عام بعد احتلال دام 38 عاما.

وحظيت الخطوة بتأييد من جانب الإسرائيليين الذين لم يجدوا داعيا استراتيجيا يذكر لمواصلة ابقاء ثمانية آلاف مستوطن وعدد كبير من القوات لحمايتهم في قطاع ضيق يضم 1.4 مليون فلسطيني.

واعتبر المجتمع الدولي الانسحاب من القطاع وسيلة لاحياء محادثات السلام رغم أن الآمال في إمكانية استئناف المفاوضات قد تلاشت عندما تولت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) السلطة في مارس اذار.

وكانت القوات الإسرائيلية عاودت الدخول إلى غزة في البداية للضغط على النشطاء لإطلاق سراح شليط الذي احتجز في هجوم عبر الحدود نفذه مسلحون من بينهم اعضاء في حركة حماس.

ووسعت إسرائيل هذا الهدف ليشمل محاولة وقف الاطلاق اليومي للصواريخ محلية الصنع على الدولة اليهودية.

وقال المحلل السياسي الفلسطيني هاني حبيب إن إسرائيل تريد الدخول والخروج كما يحلو لها.

وقال إن إسرائيل تريد الامساك بقواعد اللعبة بدخول بعض المناطق واستدراج المسلحين إلى معارك بالأسلحة ثم اصطيادهم من الجو لإحداث أكبر قدر ممكن من الخسائر في صفوفهم.

ويعني ذلك القدرة على تنفيذ غارات أرضية ضد المسلحين دون الاضطرار في الوقت نفسه إلى الرد على اتهامات دولية بأنها عازمة على إعادة احتلال قطاع غزة.

ولا يرغب أولمرت في الحقيقة في تبديد الأوراق الدبلوماسية التي كسبتها إسرائيل بانسحابها من قطاع غزة في المقام الأول خاصة في الوقت الذي يريد فيه دعما دوليا لخطته بخصوص الضفة الغربية وفرض الحدود النهائية لإسرائيل هناك اذا ظلت عملية صنع السلام متوقفة.

وتزايدت الاتهامات لإسرائيل باستخدام القوة المفرطة في قطاع غزة غير أن انتقادات دولية وجهت أيضا إلى خاطفي شليط.

وقال سكان إن القوات الإسرائيلية قتلت قرابة 50 شخصا من بينهم نحو 20 مدنيا خلال الهجوم,ويرى بعض الإسرائيليين دروسا مستفادة من احتلال جنوب لبنان.

وقال درومي "في لبنان.. كانت لنا بالفعل اليد العليا عندما انسحبنا وحولنا الأمر برمته إلى تصور يمكن أن يخص المجتمع الدولي. أنت تدافع عن نفسك ضد عدوان من دولة أخرى."

ويبقى السؤال هو هل سينجح هجوم أولمرت غير المحدد بمدة,ولا يزال شليط أسيرا ربما مخبأ في قبو بقطاع غزة فيما تواصل الصواريخ المحلية الصنع السقوط على إسرائيل.

(شارك في التغطية نضال المغربي من غزة) رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى