حصاد المونديال: اللعبة هزمت الرياضة

> المانيا «الايام الرياضي» وكالات:

>
النجوم الكبار غابوا عن الظهور المتوقع
النجوم الكبار غابوا عن الظهور المتوقع
ربّما يلخّص فوز إيطاليا بكأس العالم ما سيكون العالم مقدما عليه، وربما لعقود طويلة,ولعلّ ما يدعم هذا أنّ طرفي النهائي كانا متماثلين، سواء في الخطط المتبعة، أو حتى في طريقة بلوغهما تلك المباراة.

فأغلب من سجّل أهداف المنتخب البطل مدافعون، وهو ما دفع بالنقاد البرازيليين ومن يدور في فلكهم ، أو من ذوي النظرة الكلاسيكية لكرة القدم، إلى القول إنّ كرة القدم باتت أكثر دفاعية.

على أنّ نصف الكأس الملآنة تؤكد العكس تماما .. إذ لم يكن هناك أخطر من "المهاجمين المدافعين" سواء في منتخب إيطاليا أو فرنسا أو غيرهما.

ويمكن القول إنّ ما فعله المدرب الإيطالي مارشيلو ليبي، هو أنّه كتب ببساطة صفحة جديدة في تاريخ كرة القدم.

وعنوان تلك الثورة الجديدة، هو كرة قدم هجومية تماما، أي أنّ دور المدافع ليس تشتيت الكرة أو دفعها صوب مهاجم ستكون مهمة "الهجوم" موكولة إليه، وإنما توسيع مساحة الهجمة من المنطقة المنافسة إلى عموم أرجاء الملعب، بقطع النظر عن الموقع الذي توجد فيه الكرة.

المدافعون لعبوا الأدوار الأبرز وسجلوا أهدافا مؤثرة وحاسمة
المدافعون لعبوا الأدوار الأبرز وسجلوا أهدافا مؤثرة وحاسمة
وفي الحقيقة، فإنّه ليس ليبي وحده من يكتب الصفحة الجديدة التي بدأت ملامحها في الظهور منذ بداية القرن، بل إنّ مدربين آخرين يشاطرونه نفس الفكر، غير أنّ ما يعزوهم هو"تقاليد قدرة المهاجم على الدفاع، وقدرة المدافع على الهجوم."

ومن ضمن هؤلاء، خصم ليبي في المباراة النهائية، الفرنسي ريمون دومينيك، والمدرب الألماني يورغن كلينسمان.

ولعلّ النهائيات أثبتت بدرجة قاطعة أنّ كرة القدم لم تعد رياضة، وإنّما لعبة يجوز فيها كل شيء..كما أن وصف دومينيك نفسه للمدافع الإيطالي ماتيرازي بكونه بطل المباراة النهائية يغني عن كل تعليق.

فقد عادل المدافع النتيجة في النهائي بطريقة جديرة برؤوس الحربة، ثمّ "استخدم طريقة إيطالية خالصة" أجبرت زيدان على الاعتزال من الباب الصغير بعد أن كان في طريقه لبناء مجد، ربّما يماثل مجد بيليه.

الإنذارات: سلاح جديد:
ربّما أيضا من أبرز ما تمخضت عنه البطولة بروز البطاقات الصفر كسلاح ذي حدين لدى المدربين..وبات واضحا أنّ المدربين أضافوا إلى آليات تفكيرهم التعامل مع البطاقات، التي بلغ توزيعها حدا كاريكاتوريا عندما وزّع الحكم الروسي، فالنتين إيفانوف 16 بطاقة صفراء وأربع بطاقات حمر في مباراة هولندا والبرتغال.. ولذلك فقد شكّل إقحام اللاعب الألماني أودونكور في الدقيقة الـ62 من مباراة منتخب بلاده مع الأرجنتين، حدثا مفصليا في المباراة على المستوى الهجومي، لاسيما أنه كان وراء هدف التعادل.

الحارس البرتغالي ريكاردو سجل حضورا لافتا في التصدي لركلات الترجيح
الحارس البرتغالي ريكاردو سجل حضورا لافتا في التصدي لركلات الترجيح
ومبعث ذلك أنّ إقحام أودونكور سمح بتحييد قائد الأرجنتين سورين، الذي كان قد نال بطاقة صفراء، مما حدّ من حيويته وتحاشي الاحتكاكات مع البديل الألماني.

وربّما كان الأمر يختلف لو غيّر بيكرمان المدرب الأرجنتيني سورين بلاعب آخر لا يخشى البطاقات. غير أنّ مباراة منتخبي تونس والسعودية، أثبتت العكس تماما.

فقد كانت تونس التي لعبت بنسبة 20 بالمائة من إمكاناتها وفقا للخبراء، متقدمة على السعودية وماسكة بزمام الأمور ومتقدمة في النتيجة، قبل أن ينال ثلاثة من لاعبيها بطاقات صفر، من أبرزهم القائد رياض البوعزيزي..ومعروف عن مدرب تونس الفرنسي "لومير" عمله بقاعدته الشهيرة "عندما ينال لاعب بطاقة صفراء في كأس العالم فإنه يتغيّر"، وبمجرد خروج لاعبين من الثلاثة، لم تمض سوى دقيقة واحدة حتى تبعثرت أوراق التونسيين، ويعادل السعوديون قبل أن يتقدموا في النتيجة، ثمّ عادت تونس وعادلت في الدقيقة الأخيرة.

وطبّق لومير المبدأ ذاته في مباراة تونس مع المنتخب الإسباني.. فقد كانت تونس متقدمة حتى منتصف الشوط الثاني، قبل أن ينال الظهير الأيسر أنيس العياري بطاقة صفراء، فأبدله لومير.. وعاد الإسبان وعادلوا وفازوا، بعد أن اهتز أداء الدفاع والوسط التونسيين.

إعادة النظر في نظام العقوبات:
أسفرت البطولة أيضا عن دعوات إلى تغيير نظام العقوبات، بعد أن زاد هاجس البطاقات من أعباء لاعبين "مجهدين" أصلا بعد مواسم ماراثونية.

ولعلّ أبرز دعوة لافتة هي تلك التي أطلقها المدرب الفرنسي ريمون دومينيك، الذي طالب بأن يتمّ طرد اللاعب مباشرة في نفس المباراة، إذا حصل على بطاقتين، حتى يستفيد الفريق واللاعب نفسه، وكرة القدم عامة.

كما برزت دعوات أخرى إلى ضرورة اقتباس نظام العقوبات المعمول به في الرياضات الأخرى، مثل كرة اليد والسلة، سواء بالطرد المؤقت أو بالطرد النهائي، بعد عدد معين من ألأخطاء.

بيريرا واجه منتخبات كل القارات
بيريرا واجه منتخبات كل القارات
أرقام وتعليقات:
سجّلت نهائيات ألمانيا عدّة أحداث ستحفظ في سجلات كرة القدم ومن ضمنها:

- سجّل السويدي ماركوس ألباك الهدف رقم 2000 في تاريخ كأس العالم أثناء مباراة منتخب بلاده والسويد في الدور الأول والتي انتهت بالتعادل 2-2

- سجّل رونالدو هدفه الـ15 في النهائيات ليصبح أفضل هدّاف في تاريخها متفوقا على الألماني مولر برصيد 14 هدفا.

- باتت سويسرا أول منتخب يتمّ إقصاؤه من دون قبول أي هدف في مرماه.

- بات الحارس البرتغالي ريكاردو أوّل حارس يصدّ ثلاث ركلات ترجيحية.

- باتت ألمانيا المنتخب الوحيد الذي يشارك في ركلات ترجيح ويفوز بها جميعها.

- قبل إقصائها من قبل فرنسا، كانت البرازيل قد حققت رقما قياسيا في عدد مرات الفوز على التوالي: 11 بين 2002 و2006..

- تمّ تسجيل رقم قياسي في عدد البطاقات في مباراة واحدة 16 صفر و4 حمر، في مباراة هولندا والبرتغال.

- بات كافو أكثر اللاعبين البرازيليين الذين يقودون منتخبهم في النهائيات بـ20 مباراة.

- الهولندي غوس هيدينك تأهل للمرة الثالثة على التوالي إلى ثمن النهائي وبثلاث منتخبات هي هولندا وكوريا الجنوبية واستراليا.

- بات المدرب البرازيلي باريرا أول مدرب في التاريخ، يواجه منتخبات تنتمي إلى جميع قارات الأرض.

- عادل باريرا رقم الصربي بورا في عدد مرات المشاركة في النهائيات وهي خمس.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى