اسرائيل تسعى الى تكثيف هجومها على غزة وتواصل غاراتها الدامية

> غزة «الأيام» عادل الزعنون :

>
اقارب احد القتلى يبكون بعد تشييع جثمانه
اقارب احد القتلى يبكون بعد تشييع جثمانه
يتأهب الجيش الاسرائيلي أمس الثلاثاء لشن عمليات برية جديدة "في عمق" قطاع غزة حيث يواصل غاراته الدامية التي ادت الى مقتل عنصر من الامن الوطني الفلسطيني في بلدة بيت حانون شمال القطاع.

وذكرت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان الحكومة الاسرائيلية قررت مواصلة هجومها في قطاع غزة وتكثيفه اذا اقتضى الامر واعطت الضوء الاخضر لمواصلة عملية "امطار الصيف" خلال مشاورات جرت أمس الأول الإثنين بين رئيس الوزراء ايهود اولمرت ووزير الدفاع عمير بيريتس.

واوضحت الاذاعة ان الجيش حشد وحدات من سلاح المشاة والمدرعات تحسبا للقيام بعمليات توغل جديدة "في عمق" قطاع غزة.

ولم يحدد رئيس الوزراء الاسرائيلي اي سقف زمني للهجوم الذي اطلق في 27 حزيران/يونيو الماضي غداة اسر جندي اسرائيلي في هجوم شنته ثلاث مجموعات فلسطينية بينها كتائب عز الدين القسام التابعة لحركة حماس التي تقود الحكومة الفلسطينية.

وقال اولمرت أمس الأول الإثنين ان العملية التي تهدف ايضا الى وقف اطلاق صواريخ قسام على جنوب اسرائيل "ستستمر في المكان الزمان (اللازمين) وبمختلف الوسائل".

واستنادا الى وسائل الاعلام الاسرائيلية فان العمليات قد تستمر حتى ايلول/سبتمبر المقبل.

وكان الجيش وسع هجومه في الخامس من تموز/يوليو الحالي محتلا ثلاث مستوطنات سابقة في شمال قطاع غزة واثنين من احياء بلدة بيت لاهيا الواقعة في القطاع نفسه قبل ان ينسحب منها.

الا ان عشرات الدبابات دخلت على الاثر من الشرق الى قطاع غزة لتصل الى مشارف مدينة غزة في الوقت الذي واصل فيه الجيش غاراته الجوية على القطاع.

وقتل ظهر أمس عنصر من الامن الوطني الفلسطيني واصيب اربعة اشخاص اخرين في غارة للطيران الاسرائيلي على بلدة بيت حانون في شمال قطاع غزة وفقا لمصادر طبية,واكد الجيش هذه الغارة موضحا ان السيارة كانت تنقل صواريخ.

ومنذ الخامس من تموز/يوليو قتل اكثر من خمسين فلسطينيا بينهم عدد كبير من المدنيين في الهجوم الاسرائيلي.

واصيب ناشطان فلسطينيان اخران في غارتين للطيران الاسرائيلي صباح أمس الثلاثاء قرب بلدة بيت حانون في شمال قطاع غزة حيث اطلقت مئات الصواريخ اليدوية الصنع على جنوب اسرائيل منذ الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة في ايلول/سبتمبر 2005.

ولا توقع هذه الصواريخ غير الدقيقة خسائر كبيرة عامة الا انها تسببت في مقتل خمسة مدنيين اسرائيليين واصابة عشرات منذ اندلاع الانتفاضة في ايلول/سبتمبر 2000.

من جهة ثانية توفي أمس الثلاثاء الطفل وليد الزيناتي (12 عاما) متأثرا بجروحه التي اصيب بها في السادس من شهر تموز/يوليو الحالي اثر غارة اسرائيلية على بلدة بيت لاهيا وفق ما اعلن الطبيب جمعة السقا مدير عام العلاقات العامة في مستشفى الشفاء بمدينة غزة.

واشار السقا الى ان الزيناتي كان اصيب بجروح خطيرة في انحاء جسمه خصوصا في الراس والصدر بالشظايا ونقل على اثرها الى مستشفى الشفاء بغزة للعلاج.

ولم يطلق أمس الأول الإثنين اي صاروخ على اسرائيل في حدث نادر حيث يسقط عادة ما بين خمسة الى عشرة صواريخ من هذا النوع في المتوسط يوميا منذ اسابيع.

وياتي قرار اسرائيل مواصلة هجومها في الوقت الذي وصلت فيها الوساطات للافراج عن الجندي الاسير الى طريق مسدود.

فقد استبعد اولمرت من جديد اي مفاوضات مع حماس قبيل ان يطالب رئيس المكتب السياسي لحماس المقيم في دمشق خالد مشعل بالافراج عن معتقلين فلسطينيين في السجون الاسرائيلية مقابل الجندي جلعات شاليت الذي وصفه بانه "اسير حرب".

وقال مشعل الذي تتهمه اسرائيل بعرقلة الجهود الدبلوماسية وبالتخطيط لعملية خطف الجندي "ان الشعب الفلسطيني موحد كما لم يتوحد من قبل (...) موحد على الصمود والمقاومة والدفاع عن نفسه والاصرار على التبادل بين الجندي المأسور والاسرى والاسيرات في السجون الاسرائيلية".

واوضح ان "الحل ببساطة هو التبادل"، مضيفا "هذا هو موقف الشعب الفلسطيني وفصائله الوطنية وعليه شبه اجماع وطني" مؤكدا ان الفلسطينيين يقولون "لا نسلم الجندي الا مقابل الاسرى".

ونددت واشنطن بهذه التصريحات وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية "اتساءل كيف ان خالد مشعل الذي يعيش في دمشق يستطيع ان يعرف بالتحديد ما يريده الفلسطينيون".

واضاف شون ماكورماك في مؤتمره الصحافي اليومي "من السهل عليه ان يملي من دمشق على الفلسطينيين ما يجب ان يقوموا به والتحدث باسمهم".

وتابع "الا ان الشعب الفلسطيني هو الذي يعاني من كون خالد مشعل وحماس باتا يترأسان اليوم سلطة فلسطينية لم تعد شريكا في مفاوضات مع اسرائيل ولا مع بقية العالم".

وفي الضفة الغربية اوقف الجيش الاسرائيلي 17 فلسطينيا يشتبه بانتمائهم الى حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي اعلن جناحها المسلح مع مجموعتين فلسطينيتين اخرين مسؤوليته عن خطف الجندي الاسرائيلي.

رجال الاطفاء يعملون على اخماد احد المباني المحترقة ..اثر غارة اسرائيلية
رجال الاطفاء يعملون على اخماد احد المباني المحترقة ..اثر غارة اسرائيلية
واصيب ثلاثة فلسطينيين اخرين في نابلس برصاص القوات الاسرائيلية التي جاءت لاعتقال ناشط في كتائب شهداء الاقصى عثر في منزله على 15 كلغ من المتفجرات وفقا للجيش.

وقال شهود عيان أن قائمة القتلى تضم ثلاثة فتية مدنيين إثر سقوط صاروخ إسرائيلي عليهم بعد اقترابهم من قاذف للصواريخ يستخدمه نشطاء فلسطينيون قبل دقائق فقط من إطلاق صاروخ على بلدة سديروت الاسرائيلية.

وأضاف الشهود أن الفتية اثنان منهم /17 عاما/ والثالث /18 عاما/ كانوا يلعبون كرة القدم في ملعب بكلية الزراعة في بيت حانون ويبعد 600 متر فقط عن الحدود مع إسرائيل ثم اقتربوا من قاذف الصواريخ بدافع الفضول.

كما قالت مصادر طبية إن صبيا /13 عاما/ كان برفقة المجموعة التي احتشدت لمراقبة الموقف أصيب بإصابات بالغة.

وبذلك يرتفع عدد القتلى الفلسطينيين في العملية العسكرية الاسرائيلية الموسعة التي بدأت قبل أسبوعين إلى 57 شخصا بينهم 13 مدنيا تقريبا,كما قتل جندي إسرائيلي واحد.

وكانت إسرائيل بدأت عملية اجتياح غزة لضمان إطلاق سراح جندي إسرائيلي اختطف في غزة ولوقف إطلاق صواريخ القسام التي تطلق بصورة شبه يومية انطلاقا من أراضي غزة على البلدات والمدن الاسرائيلية.

ومن ناحية أخرى ذكرت إذاعة إسرائيل أن رئيس الوزراء الاسرائيلي إيهود أولمرت ووزير دفاعه عمير بيريتس وافقا الليلة الماضية على دخول المزيد من القوات البرية إلى قطاع غزة.

والغرض من تلك التعزيزات العسكرية مساعدة القوات المتواجدة بالفعل في قطاع غزة على وقف إطلاق صواريخ قسام على إسرائيل. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى