> من خلال متابعة الملايين في كل أرجاء المعمورة للمباراة النهائية لمونديال ألمانيا 2006م تبدى للمشاهدين كيف أن النجم الاسطوري زين الدين زيدان كان الأكثر امتاعا والاكثر حضورا من خلال عروضه السحرية ومهاراته الكروية الابداعية الفائقة الروعة، الأمر الذي جعل من زيدان بموهبته الكروية الفذة حلاوة كل مباراة يشارك فيها بل وحلاوة المونديال كله بدليل اختياره من قبل الفيفا احسن لاعب في المونديال رغم حالة الطرد.. وزيدان ذو التاريخ الكروي الاروع جعل بعض النقاد الرياضيين يقولون: فرنسا من غير زيدان لا تساوي شيئا فهو الذي قاد بلاده الى هزيمة البرازيل وفي المباراة النهائية بكأس العالم 98م بهدفين من أصل ثلاثة هما الأروع، وكذلك ما فعله في كأس الامم الاوروبية حين تقابلت فرنسا مع انجلترا وطوال 88 دقيقة كانت انجلترا سيدة الموقف ويومها قلب زيدان الهزيمة الى نصر ثمين وغال 2/1 خلال دقيقتين فقط من النهاية، على أن العالم لن ينسى أبداً ضربة الجزاء التي نفذها في نهائي المونديال، ناهيك عن كونه القائد الميداني الذي أوصل فرنسا إلى النهائي. لسنا بصدد استعراض ألمعية ونجومية النجم زيدان فهو النجم الذي حفر اسمه في ذاكرة الزمن بقوة ، ومهما كانت العواصف وعوامل التعرية فهي لن تسلب زيدان كل هذا.

وقد يعيب البعض سوء تصرف زيدان في مباراة الكأس لنهائي المونديال لكن الشيء الجدير بالتدقيق أن نجما ساطعا كزيدان محاط بالاضواء والشهرة وفي الوقت ذاته رأيناه قائدا لفريق بلاده أمتع وأبدع وبحجم ضخامة المسؤولية المناطة بهذا الساحر الظافر جعلت ربما من منافسيه الطليان يحاولون معرفة ادق ادق التفاصيل عن زيدان فيما يغضبه أو يستفزه وهو لا محالة أمر وارد، جعلوا من الايطالي مكلفا بذات المهمة التي تتطلب التأثير على اداء ونفسية الصانع الماهر والقائد في ميدان المباراة النهائية على كأس عالمية هي الاشهر التي يتوق اليها المشاهير وقلوب وافئدة ملايين البشر، وعلى كل حال رأينا كيف أن كل عشاق الرياضة وكرة القدم ومشاهير السياسة وجدوا تبريرا لنطحة زيدان بدافع الحب والإعجاب والتقدير الى أن صارت نطحة زيدان أكثر درامية وإثارة وضجيجا من كأس العالم نفسه ، وليس صحيحا أن فرنسا من غير زيدان لا تساوي شيئاً بل إن المونديال 2006 من غير زيدان لا يساوي شيئاً ولهذا ليس معيبا لو قيل مونديال زيدان.