> نشرت جماعة مرتبطة بتنظيم القاعدة في العراق شريط فيديو يتضمن لقطات لجثتين قالت إنهما لجنديين امريكيين قتلا في يونيو حزيران وأهدت الفيديو إلى فتاة عراقية اغتصبت ثم قتلت بالرصاص على ايدي القوات الأمريكية,وأدان القادة الأمريكيون الفيديو ووصفوه بأنه "همجي".

وأظهر الفيديو الذي أصدره مجلس شورى المجاهدين في العراق وبثه موقع إسلامي على شبكة الإنترنت أمس الثلاثاء جثتي رجلين لهما ملامح غربية ويرتديان ملابس مموهة,ولم يتضح من الشريط ما إذا كانا جنديين أمريكيين.

وكانت إحدى الجثتين مقطوعة الرأس. وكانتا كلاهما مخضبتان بالدماء بينما انتزعت من مناطق بهما قطع من اللحم وأظهرت عدة لقطات رجالا مجهولي الهوية يدوسون الجثتين بالأقدام.

وقال مجلس شورى المجاهدين في بيان مرفق بالفيديو "هذا إصدار عن بقايا جثتي الجنديين الأمريكيين اللذين تم اختطافهما قرب اليوسفيّة نقدمه ثأرا لأختنا التي قام أحد جنود الكتيبة التي ينتمي لها هذان الجنديان بانتهاك عرضها."

وقالت الجماعة انها خطفت الجنديين بعد ان علمت بحادث الاغتصاب لكنها لم تذكر الحادث في بياناتها السابقة حول الامريكيين بما في ذلك البيان الخاص بادعاء الخطف.

وقال البيان "ما ان سمع ليوث التوحيد (حينها) بالخبر كتموا الاهات والزفرات في قلوبهم وما احبوا ان يشيع الخبر وعزموا على الثار لعرض اختهم وقد مكنهم الله من اسر جنديين من نفس الكتيبة التي ينتمي اليها الصليبي القذر."

وكانت جماعات المسلحين بما في ذلك القاعدة في العراق تسارع لاصدار بيانات لالقاء الضوء على اية اساءة للمعاملة ترتكبها قوات بقيادة الولايات المتحدة او الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة.

والجنديان الأمريكيان كريستيان مينتشاكا وتوماس تاكر اللذان خطفا وقتلا في العراق ينتميان إلى نفس الوحدة التي ينتمي إليها خمسة أمريكيين متهمون حاليا باغتصاب وقتل فتاة عراقية وقتل ثلاثة من أسرتها داخل منزلهم في مارس اذار.

وقال الضباط الأمريكيون إنه ليست لديهم ادلة على أي صلة بين واقعة اغتصاب الفتاة وقتلها وقتل أسرتها من جهة ومقتل تاكر ومينتشاكا اللذين خطفا عندما هاجم المسلحون موقعهما ومقتل جندي ثالث في 16 يونيو حزيران من جهة أخرى.

وكثير من سكان المنطقة لم يعلموا بحادث الاغتصاب والقتل عندما ظهرت انباء التحقيق الامريكي في نهاية الشهر الماضي وكان اخرون يعتقدون ان القتل من عمل المسلحين.

وبدأ شريط الفيديو بتصريح لأسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة كما أمكن سماع صوت نائبه السابق في العراق أبو مصعب الزرقاوي الذي قتل في غارة أمريكية الشهر الماضي.

وأصدر الجيش الأمريكي بيانا في بغداد يقول "(الجيش الأمريكي) يدين بأشد العبارات نشر شريط الفيديو... إنه يظهر الطبيعة الهمجية والوحشية للإرهابيين وتجاهلهم الكامل للحياة البشرية."

وقال الجندي السابق ستيفن جرين انه غير مذنب أمام محكمة اتحادية أمريكية فيما يتعلق بالاغتصاب وأربع تهم بالقتل. ويواجه أربعة جنود يعملون في نفس الوحدة وهي الكتيبة 502 مشاة نفس الاتهامات.

غير ان التحقيق الذي بدأه الجيش بشأن مقتل الأسرة قرب بلدة المحمودية لم يبدأ إلا بعد أن تحدث عنه جندي خلال علاجه من التوتر في أعقاب الخسائر التي منيت بها الوحدة في يونيو حزيران.

واثار الاغتصاب المزعوم للفتاة عبير الجنابي (14 عاما) قضايا الشرف والمحرمات في المجتمع العراقي التي يبدو انها حدت من الاشارة العلنية لحادث قتلها وقتل والداها وشقيقتها التي كانت تبلغ من العمر ستة اعوام في منزلهم يوم 12 مارس آذار تقريبا.

ومنذ اعلن الجيش عن تحقيقاته اعرب العراقيون وحكومتهم عن غضب متصاعد ازاء القضية التي اعقبت عددا من التحقيقات في جرائم القتل التي تورط فيها جنود امريكيون. ويشكو كثير من العراقيين من ان الجنود يمكن ان يقتلوا وهم يتمتعون بالحصانة.

وطالب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي باعادة النظر في الحصانة الممنوحة للجنود الامريكيين التي تمنعهم من المحاكمة بموجب القانون العراقي وقالت وزيرة حقوق الانسان ان اقتراحا لمجلس الامن الدولي بتغيير تفويضهم الممنوح من الامم المتحدة سيكون جاهزا لطرحه في الشهر القادم. رويترز