مسلحون يقتلون اكثر من 50 في غارة على بلدة قرب بغداد

> بغداد «الأيام» ألستير مكدونالد :

>
جانب من الجرحى
جانب من الجرحى
قتل مسلحون اكثر من 50 شخصا في هجوم حول سوق مزدحمة في بلدة يسودها العنف قرب بغداد أمس الإثنين في واحدة من اكثر الهجمات التي شهدها العراق دموية هذا العام,وقال مسؤولون محليون وسكان في المحمودية والجيش الامريكي الذي وصلت قواته الى المكان في وقت لاحق إن عددا كبيرا من المسلحين اقتحموا السوق في البلدة التي ينتمي سكانها الى مذاهب دينية مختلفة بعد سقوط دفعة من قذائف المورتر والقنابل.

وهذا اسلوب نادر لشن هجوم على مدنيين اذ ان استخدام السيارات الملغومة اكثر شيوعا,ورغم نفي جهات اخرى اصرت وزارة الدفاع العراقية على ان سيارتين ملغومتين انفجرتا مما ادى الى مقتل 42 شخصا بينما ذكر مسؤول بوزارة الداخلية ان سيارة ملغومة واحدة انفجرت.

لكن الروايات من موقع الحادث اكدت ان الهجوم الرئيسي شنه مسلحون راجلون القوا قنابل وفتحوا النار على الناس.

وذكر المستشفى المحلي انه استقبل 56 جثة و67 جريحا,وقال سكان ان عددا من المتاجر والمنازل والسيارات اشتعلت فيها النار.

ودعا الرئيس العراقي جلال الطالباني الذي ينتمي الى الطائفة الكردية رجال الدين السنة والشيعة الى ادانة مثل هذا العنف الذي قال انه يهدف الى زعزعة استقرار البلاد وخلق مناخ من عدم الثقة بين المواطنين.

ولم تعرف هوية المهاجمين. وقال رئيس بلدية المحمودية ان المسلحين جاءوا من ضاحية شيعية الى وسط البلدة. ووصفهم رئيس المجلس المحلي بانهم متمردون من السنة وقال انهم هاجموا اسرة شيعية في الضاحية قبل ان ينتشروا في المدينة,وينشط المقاتلون السنة والشيعة في المنطقة التي تعرف باسم "مثلث الموت".

وتزامن هذا الهجوم مع ذكرى انقلاب عام 1968 الذي جاء بحزب البعث الذي قاده فيما بعد الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين الى الحكم. وهيمنت الأقلية السنية على الحزب طوال 35 عاما.

واصبحت اعمال العنف التي ترتكبها ميليشيات شيعية موالية بدرجة او اخرى لفصائل تشارك في حكومة الوحدة الوطنية التي شكلت قبل شهرين تنافس التي يرتكبها متمردون من السنة من بعثيين او اسلاميين يرتبطون بتنظيم القاعدة يقاتلون الحكام الجدد الذين تساندهم الولايات المتحدة في بغداد منذ عام 2003.

وكان السفير الامريكي زالماي خليل زاد قد اقر هذا الاسبوع بان اراقة الدماء التي دفعت العراق نحو حرب اهلية شاملة هي التحدي الرئيسي الذي تصطدم به آمال الولايات المتحدة بالنسبة للعراق. ويخشى مسؤولون عراقيون ودبلوماسيون في بغداد من احتمال ان ان تقترب البلاد اكثر من فوضى شاملة اذا لم يتسن السيطرة على الجماعات المسلحة المختلفة.

وقال علي المسعودي رئيس المجلس المحلي للمحمودية لتلفزيون العراقية ان الهجوم كان مؤامرة "صدامية" مخططة بعناية. واضاف ان المهاجمين احرقوا المتاجر والسوق وقتلوا اشخاصا كانوا يتناولون طعام الافطار في المطاعم والمقاهي وآخرين كانوا في طريقهم الى اعمالهم.

وقال مؤيد فاضل رئيس بلدية المدينة لرويترز ان هجوما وقع بقذائف المورتر ثم جاء مسلحون من الجهة الشرقية للمدينة ودخلوا السوق وفتحوا النار على المتسوقين بطريقة عشوائية,وذكر ان سكان شرق المدينة معظمهم من الشيعة.

وقال سكان في البلدة لرويترز انهم سمعوا سلسلة انفجارات في وقت لاحق تخللتها اصوات اطلاق للنار بكثافة. واغلقت الشرطة مداخل البلدة بالمتاريس في وقت لاحق لفترة من الوقت.

وتردد اسم المحمودية في الانباء في الاونة الاخيرة فيما يتعلق بتحقيق في جرائم قتل واغتصاب متهم فيها جنود امريكيون.

وقال الجيش الامريكي في بيان ان 40 شخصا قتلوا واصيب 90 بجروح,واضاف "اقتحم ارهابيون سوقا بالقرب من مسجد الامين في المحمودية.. و(قال) شهود انه كان هناك عدد كبير من الارهابيين يلقون قنابل."

وقال الجيش الامريكي ان جنودا عراقيين وامريكيين تعرضوا لاطلاق النار وابلغوا عن ثمانية انفجارات على الاقل ذكر خبراء المفرقعات انها ناجمة عن قنابل.

كما ذكر العقيد اياد محمد من الشرطة ان قذائف مورتر سقطت على البلدة قبل ان يشن المسلحون الهجوم. وقال ان 55 شخصا لاقوا حتفهم.

وانسحب أعضاء في البرلمان ينتمون الى الكتلة التي يقودها الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر من جلسة أمس البرلمانية وقالوا ان حادث المحمودية كمين نصب لجنازة شيعية انطلقت من العاصمة متجهة الى مدافن بالنجف,واتهم بعضهم الشرطة بالتقصير في أداء واجبها.

(شاركت في التغطية اسيل كامي وسامي الجميلي وروس كولفين) رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى