علّهم يتقون الله

> «الأيام» عفاف سالم يحيى/أبين

> الساكت عن الحق شيطان اخرس، مثل قيل منذ زمن بعيد ومازلنا نستدعيه كثيراً وفي مناسبات عديدة فنحن قد صرنا في زمن تسرح فيه الشياطين وتمرح بلا حسيب او رقيب إنها شياطين آدمية تأبى ان ترى النور يملأ الارجاء، وتستلذ بنصرة الظالم على المظلوم والباطل على الحق والغني على الفقير، وتهوى التلذذ بمآسي الآخرين وجراحهم، ربما لأن ضمائرهم إن وجدت قد أخذت إجازة لتغط في سبات عميق متعمد أو أنها قد ماتت فعلاً يوم أن أعلنت الولاء للشيطان في صفقة ظنوها رابحة، ويوم أن اعمت عيونهم ملذات الحياة وبريقها الزائف فراحوا يلهثون وراء الكماليات بلا أدنى تمهل ودون اهتمام بالأسباب وانصرفوا في تيارات الرشوة والتزوير والنهب، واستحوذت الكراسي الدوارة على جل اهتمامهم وعن طريقها مارسوا الابتزاز وامتصوا دماء المراجعين وأكلوا عرق المضطرين وحللوا لأنفسهم ما حرم الله من المكاسب والارباح، وازدادوا تشبثاً بهذه الكراسي التي حققت لهم الكثير في وقت قصير وظنوها تدوم وباعوا انفسهم من أجل الحفاظ عليها، بل إنهم وفي احيان كثيرة يسددون ثمن هذه الكراسي بشيكات من الارباح والفوائد، ويقدمون ويضمون ويصرون ولا يتخيلون انهم سيقصون عنها بل إنهم على يقين تام أنها قد صارت ملكاً لهم وحقاً من حقوقهم، ومن ثم يسخرون كل طاقاتهم ويجندونها للدفاع عنها. وبما أنهم قد داسوا وطغوا وبغوا وما علموا أن عيون المقهورين والمغلوبين على أمرهم لا تنام وأن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب وأن الله سبحانه وتعالى يمهل ولا يهمل وسيحاسبهم على كل مظلمة أو اهمال متحمد لا لشيء إلا لأنهم لم يتسلموا الثمن مقدماً ومن هنا فاننا نذكرهم ونحاول أن نرفع الغشاوة عن أعينهم علهم يتقون الله قبل فوات الأوان وقبل أن تزل الاقدام بعد ثبوتها وليعلموا يقيناً أنها لو دامت لغيرهم ما وصلت اليهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى