> يقول محللون إن وقوع هجمات على قطارات على غرار هجمات مومباي لا مفر منه خاصة في اسيا وافريقيا حيث تستهدف الجماعات الإرهابية شبكات السكك الحديدية المعرضة للهجوم بسبب الإجراءت الأمنية المشددة التي تخضع لها المطارات.

وعزز الأمن في المطارات منذ هجمات 11 سبتمبر ايلول بطائرات مخطوفة على الولايات المتحدة عام 2001 ويخضع الركاب حاليا لمسح عشوائي بحثا عن بقايا أشياء تستخدم في صنع قنابل ويواجهون فحوصا اكثر صرامة للهوية.

وفي المقابل لم تطرأ سوى تعزيزات طفيفة على الإجراءات الأمنية لشبكات السكك الحديدية مثل تركيب كاميرات للمراقبة وإزالة سلال القمامة وحملات للتوعية الجماهيرية.

ويقول محللون امنيون إن من المستحيل أن تصبح شبكات السكك الحديدية القديمة وهي أنظمة نقل مفتوحة لها مداخل ومخارج متعددة آمنة تماما.

وكانت سبع قنابل قد انفجرت في قطارات وعلى أرصفة محطات للسكك الحديدية في مومباي العاصمة المالية للهند في 11 يوليو تموز الجاري مما أسفر عن مقتل 181 وإصابة المئات,وهذا هو ثالث هجوم كبير على شبكة للقطارات خلال عامين بعد انفجارات مدريد ولندن.

وقال نيل فيرجوس الذي كان مسؤول المخابرات في دورة الألعاب الاولمبية التي أقيمت بسيدني عام 2000 ويرأس حاليا مؤسسة (انتليجنت ريسك) في سيدني "القطارات بالطبع هي الهدف المفضل الجديد للإرهاببين بسبب الأمن في المطارات."

وأضاف "شبكة السكك الحديدية في الهند معقدة وكبيرة للغاية. فكرة تطبيق الأمن الصناعي هناك تثير الضحك."

وتابع قائلا "من المرجح أن نجد مزيدا من الهجمات في الهند واندونيسيا ومحيط شمال افريقيا."

وكانت تفجيرات قنابل متزامنة في قطارات مزدحمة ساعة الذروة في ثلاث محطات بمدريد عام 2004 قد قتلت 191 وأصابت اكثر من 1800. وقتل 52 وأصيب 700 في أربعة تفجيرات انتحارية بقطارات أنفاق وحافلة في لندن عام 2005.

ويقول الرئيس السابق لوحدة تحليل مكافحة الإرهاب في وكالة المخابرات الخارجية الهندية إن شبكات السكك الحديدية قد تستهدف مجددا لأن الإرهابيين يعتقدون أن مثل هذه الهجمات حققت نجاحا سياسيا.

وقال بي. رامان الذي يشغل حاليا منصب مدير معهد دراسات الأحداث الجارية في شيناي "الإرهابيون أقنعوا أنفسهم بأن هجماتهم الناجحة على القطارات بمدريد هي التي أجبرت الدولة (اسبانيا) على سحب قواتها من العراق."

وأضاف "مومباي كانت نسخة مقلدة من مدريد. قد تصبح هناك نسخ في أماكن أخرى."

وعززت سلطات السكك الحديدية في شتى أنحاء العالم الإجراءات الأمنية حيث ركبت مزيدا من الدوائر التلفزيونية المغلقة وأزالت سلال القمامة من المحطات وأطلقت برامج للتوعية تطلب من مستخدمي القطارات الحذر من أي طرود مريبة,لكن ايا منها لم يطبق نظاما لفحص الركاب خشية التسبب في فوضى وغضب بين مستخدمي القطارات.

وقال كلايف وليامز المحلل المتخصص في شؤون الإرهاب بالجامعة الوطنية باستراليا "كي يكون نظام للنقل الجماعي فعالا يجب أن يستقله الناس وينزلوا منه بسهولة ولا توجد تكنولوجيا لفحص الناس جماعيا."

وأضاف "(السكك الحديدية) من الواضح أنها هدف سهل كما يسهل التسبب في عدد كبير من الخسائر البشرية من خلاله خاصة لو حدث الاستهداف في ساعة ذروة. أعتقد أننا سنشهد استمرارا لهذه التكتيكات."

ويقول وليامز إن أنظمة السكك الحديدية في الغرب ستظل ايضا أهدافا سهلة مستشهدا بقطارات الأنفاق في لندن ونيويورك وسيدني.

وتابع أنها "أنشئت دون أن يكون التهديد الأمني حاضرا في الأذهان,إنها عرضة للهجوم بشدة. الحقيقة أنه سيكون من الصعوبة الشديدة بمكان منع هذا النوع من الهجمات."

ووجد تقرير أمني أخير بشأن شبكة السكك الحديدية في استراليا إنها ما زالت عرضة لهجوم بالرغم من تخصيص 50 مليون دولار استرالي (37.6 مليون دولار امريكي) لتحديث نظام المراقبة بكاميرات الفيديو وإزالة سلال القمامة من محطات قطارات الأنفاق بسيدني.

وقال بيتر تشوك المحلل بمؤسسة (راند كوربوريشن) إنه فضلا عن تشديد الإجراءات الأمنية في شبكات السكك الحديدية فإن على السلطات الاسترالية تغيير تصميم القطارات للحد من القتلى والمصابين.

وكتب تشوك في تقرير نشرته خدمة (جينز) للاستشارات الاستراتيجية في يونيو حزيران "تصاميم كثير من القطارات لها ملامح قد تضخم من الآثار التدميرية للعبوات الناسفة."

وقال تشوك إن العربات بحاجة الى اسطح ونوافذ لها القدرة على تحويل قوة انفجار الى خارج العربة ومنعها من الارتداد الى الداخل باتجاه الركاب.

ولكن في الوقت الذي ستستخدم فيه المدن المتقدمة مثل سيدني ولندن ومدريد أحدث تكنولوجيا أمنية لإحباط الهجمات يقول محللون أمنيون إن شبكات السكك الحديدية القديمة في الدول النامية ستضطر الى الاعتماد على عمل الشرطة القديم العادي.

وقال رامان مدير معهد دراسات الأحداث الجارية في شيناي "الإجراءات الأمنية الوقائية تستلزم إنفاقا كبيرا والدول في اسيا وافريقيا ربما لن تستطيع القيام بمثل هذا الاستثمار ومن ثم تصبح اكثر عرضة للهجوم عن الدول الغربية." رويترز