الاقتصاد العالمي يدفع ثمن العنف في لبنان

> برلين «الأيام» أندرو ماكاثي:

>
العنف في لبنان
العنف في لبنان
جاء تصاعد العنف بين إسرائيل ولبنان أو مقاتلي حزب الله على وجه التحديد في توقيت حرج للغاية بالنسبة للاقتصاد العالمي الذي يمر بمرحلة حساسة في ظل تنامي مشاعر القلق تجاه آفاق هذا الاقتصاد. فقبل اشتعال الموقف في لبنان على نحو يهدد الاستقرار الاقليمي في واحدة من أهم المناطق بالنسبة للاقتصاد العالمي كان المعنيون بالاقتصاد العالمي يتابعون بقلق اتجاه الاقتصاد الامريكي وهو أكبر اقتصاد في العالم نحو التباطؤ واتجاه البنوك المركزية الرئيسية من الولايات المتحدة إلى اليابان ومنطقة اليورو نحو زيادة أسعار الفائدة وما يعنيه ذلك من انكماش متوقع في الانفاق سواء الاستهلاكي أو الاستثماري نتيجة لارتفاع أسعار النفط.

وبالطبع فالهجوم الاسرائيلي على لبنان والمستمر منذ نحو أسبوع يشكل خطرا داهما على أسواق النفط العالمية التي تعتمد على إمدادات النفط من الشرق الاوسط لتلبية ما يقرب من ثلثي احتياجاتها. وتقول باربرا لامبريخت الخبيرة في شئون اقتصاديات الطاقة بمصرف كوميرتس بنك الالماني إنها لا تستبعد وصول سعر برميل النفط قريبا إلى مستوى قياسي جديد قدره 80 دولارا في ظل المخاطر الجيوسياسية القائمة في العالم. وما يثير قلق المحللين هو قدرة البنوك المركزية على تحقيق التوازن بين زيادة أسعار الفائدة من أجل كبح جماح التضخم والحفاظ على وتيرة النمو الاقتصادي التي تتأثر سلبيا بأي زيادة في أسعار الفائدة. ومما يزيد من خطورة الاحداث الملتهبة في لبنان تزامنها مع سلسلة من الازمات الدولية الخطيرة مثل التجارب الصاروخية التي نفذتها كوريا الشمالية وأثارت أزمة إقليمية شديدة في منطقة آسيا وكذلك البرنامج النووي الايراني الذي يقف أمام مجموعة من الاحتمالات المفتوحة التي تبدأ من فرض عقوبات اقتصادية وسياسية على إيران عبر مجلس الامن وتنتهي عند قيام الولايات المتحدة أو إسرائيل باستخدام القوة العسكرية من أجل تدمير البرنامج النووي. وكذلك استمرار مسلسل العنف الدامي في العراق. ورغم أن الاقتصاد العالمي نجح خلال السنوات الماضية في امتصاص تداعيات العديد من الازمات مثل تفشي وباء الالتهاب الرئوي اللانمطي (سارس) وأنفلونزا الطيور وارتفاع أسعار النفط، فإن هناك حالة من القلق بسبب تعدد الازمات الدولية وتواليها.

وقد دفع هذا الوضع السياسي المتفجر مع المستقبل الهش للاقتصاد العالمي الكثير من المحللين إلى تقليص توقعاتهم بشأن نمو الاقتصاد العالمي وبخاصة الاقتصاد الامريكي واقتصاد الاتحاد الاوروبي واليابان صاحبة ثاني أكبر اقتصاد في العالم. ومع استمرار التوتر في الشرق الاوسط واحتمال حدوث قفزة مفاجئة وكبيرة في أسعار النفط العالمية فإن بعض المحللين بدأوا يشعرون بالقلق من إمكانية حدوث تراجع حاد للاقتصاد الامريكي وليس تراجعا تدريجيا كما كانوا يتوقعون من قبل. وقد اتضح التأثير السلبي لاحداث الشرق الاوسط على الاقتصاد العالمي من خلال أداء أسواق المال العالمية. حيث تراجعت أغلب هذه الاسواق بما في ذلك سندات الخزانة الامريكية التي يبلغ مداها 10 سنوات. ويقول توبين جوري خبير اقتصاديات الطاقة في مصرف أستراليان كومنولث بنك الاسترالي إن الصراع الدائر حول إسرائيل لم يؤثر على أسواق النفط بشكل مباشر ولكنه أثر على المزاج العام في هذه السوق المهمة. وفي الوقت نفسه أدت أزمات الشرق الاوسط إلى استمرار الضغط على أسعار الذهب التي بلغت أعلى مستوى لها خلال شهرين وقدره 5.675 دولار للاونصة.

ورغم أن الدولار يستفيد عادة من مثل هذه الازمات حيث يتجه إليه المستثمرون باعتباره الملاذ الآمن فإن هناك مخاوف من أن يؤدي ارتفاع أسعار النفط إلى زيادة التضخم في أمريكا مما يضعف الدولار أمام اليورو. ومن الواضح أن العالم كله ربما يجد نفسه مضطرا بصورة أو بأخرى لدفع جزء من فاتورة الحرب الدامية الدائرة في لبنان حاليا. د. ب. أ

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى