قصة قصيرة بعنوان (سكة سفر)

> «الأيام» محمد حسين بيحاني

> خمس عشرة دقيقة مرت والصياح والصراخ والصفير والهتاف يتعالى من المذياع والمغنية تغني:دق القاع دقه لا تسأل ولا.الجمهور يهتف..شق البحر شقه ما دامك حلا,الجمهور يصيح..

- وادانه لدانا.. وادانه لدان.

الجمهور يصفر ويصرخ.

رفع عينيه عن كوب الشاي، الابتسامة نفسها كانت تغمر وجهه، والمغنية تغني.. أسند ذراعه على يد المقعد ووضع ساقاً فوق الاخرى، الابتسامة نفسها كانت تغمر وجهه عندما يمر أحد منهم فيدعوه إلى فنجان شاي بل ويلح عليه أن يستجيب.

يتحسس مفتاح المذياع جيداً من أجل صفاء الموجة وللمرة المئة بعين زائغة وذلك من أجل أن يصل إلى مسامعه صوت المغنية وهي تغني، وتعالى الصياح والصراخ والصغير والهتاف.

فجأة صرخ كمستمع ذي ذوق رفيع ولكن بالذكاء الفني اللماح قائلاً:

-من المؤكد أنه تم تسجيل أغنية هذه المغنية من حفل، أداء رائع.. نغم أصيل.. والمعايشة صادقة لا تلبث أن يمحوها الزمن.

انتهت الأغنية، فجأة انتفض من مقعده على صوت مباشر من المذياع يقول:

- عزيزي المستمع.. أمامك سكة سفر.

(فاصل موسيقي مخيف)

- عزيزي المستمع.. تعال اقرأ لك كفك .

(فاصل إيقاعي، كتعبير الصواعق)

وبحركة سريعة أغلق المذياع.. جفف حبات العرق التي بدأت تسيل على جبهته، وانقطع حبل خواطره.

أفاق من غفوته، يجلس مرة أخرى ويلتقط أنفاسه وبعمق ومزاج يعود إلى تأمل كفي.

ثم يقطب حاجبيه بحركة هستيرية ويقول:

أمامك سكة سفر..!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى