عضو مجلس النواب عن دائرة القبيطة في حوار مع «الأيام»:أدعو إلى تبني فكرة إحياء صندوق متابعة المشاريع على مستوى مراكز المديرية

> «الأيام» أنيس منصور:

> القبيطة مديرية نائية بعيدة عن عيون السلطة وقريبة عن عيون الإهمال، تجمعت فيها مآسٍ وأنات متشابكة.. فقر مدقع، وطبيعية قاسية، ومشاريع متعثرة. تلك ثلاثة عوامل تشكل محور المأساة على امتداد سلسلة جبلية مترامية الأطراف تجسد المعاناة حيث الجبال والسهول والطرق الوعرة في بلاد المجهول، عزل معزولة بالألم، ومحاصرة بالهموم، وأخرى غارقة في الظلام تبحث عن حياة الإنسانية المتساوية. «الأيام» وضعت تلك القواسم والهموم على شكل أسئلة حوارية للنائب البرلماني عبدالجليل جازم عبدالملك ممثل الدائرة (69) القبيطة وعزلتي اليوسفين والهجر.. فإلى نص الحوار:

< مأساة شحة المياه أرقت الاهالي وأسقطت ضحايا.. إلى متى سيظل هذا الحال وهل من معالجات؟

- الحديث عن المياه ذو شجون وما نعانيه نحن تعاني منه 90% من أراضي الجمهورية. ولكن معاناتنا نحن من نوع ليس له مثيل، فقلة نزول الأمطار وشبه انعدامها في العقود الماضية، أدت إلى نضوب المياه السطحية وجفاف العيون التي كان بعتمد عليها أبناء المديرية. إضافة إلى الفقر المدقع الذي يعاني منه المواطنون، ولم يستطيعوا الاتجاه في وقت مبكر إلى بناء خزانات تجميع المياه (السقايات) ومع ازدياد عدد سكان المديرية الذي تجاوز حالياً المائة ألف ساكن مقيم، تفجرت المأساة في السنوات الماضية بشكل لم يسبق له مثيل أدى إلى نزوح الآلاف إلى المدن، ومع عدم وجود الإمكانيات المالية يمكنك أن تتصور المآسي الاجتماعية التي سوف تجرها أمثال هذه الهجرات غير المرتبة، ومع البيروقراطية العلنية التي نعانيها عجزنا عن تشغيل مشروع مياه اليوسفين القبيطة والذي كان مخططاً له أن يسد احتياجات 60 ألف نسمة. ومن عام 1994م إلى عام 2006م والمشروع مجلك سر بالرغم من المتابعة الحثيثة والمستمرة من يوم نجاحي في انتخابات مجلس النواب، ولكن إن شاء الله بالنسبة لهذا المشروع قرب الفرج الآن وفي خلال شهرين إلى ثلاثة أشهر سوف يتم تشغيل المرحلة الأولى منه وهي الضخ إلى خزانات التجميع الرئيسية في جبل الجاح وجالس الكعبين. وفي نهاية عام 2003 تم نزولي والأخ رئيس الهيئة العامة لمياه الريف لزيارة كافة مناطق المديرية وتم إنجاز واعتماد التالي:

حفر عدة آبار يدوية يتراوح عمقها من 30 إلى 50 مترا في (وادي حدابة والحنكة وسوق الخميس)، والحمد لله كلها كانت ناجحة، اعادة تفعيل وصيانة مشروع مياه (الحيدين) والذي للأسف مضخته محجوزة في فرع مياه الريف بلحج منذ 10 أشهر لأسباب واهية ولكن بإذن الله تعالى سوف تنزل وحدة تصفية من فرع تعز لتنظيف البئر في الأيام القادمة وتعمل على تركيب المضخة وإعادة تشغيلها، هناك عدة خزانات مفتوحة ومغلقة سوف ينفذها مشروع الأشغال العامة في هذا العام والعالم القادم، هناك توجيهات من قبل الوالد علي محمد سعيد رئيس مجلس إدارة مجموعة هائل سعيد أنعم أطال الله في عمره ببناء عدة خزانات وسقايات متفرقة في المديرية لتخفيف المعاناة، وننتظر نزول فريق الدراسات للمجموعة خلال هذا الشهر أو الشهر القادم، وهناك توجيهات ومتابعات حثيثة لدى وزارة الزراعة وسوف تنزل قريباً مناقصة لإكمال واستيفاء سد (وادي ظمران) إضافة إلى إدراج المديرية في خطة الوزارة لإنزال فريق دراسة لرفع ما تحتاجه المديرية من سدود وحواجز وسوف ينزل بإذن الله تعالى قبل نهاية هذا العام.

أما ما يحز في النفس فعلاً فهي المآسي التي ترافق شحة المياه والتي تهز حتى الحجر الصوان، نذكر بعضا منها: قيام فتاة برمي نفسها من أعلى الجبل لأن (دبة الماء البلاستيك) سقطت من رأسها، وجود فتاة ميتة وبجانبها دبة الماء البلاستكية سعة 15 لترا في مشهد يبكي الصخر، موت ثلاث فتيات شقيقات قبل أيام في منطقة الهجر وهن ذاهبات لجلب الماء.

والإيضاحات التي ذكرتها آنفاً هي جزء من المعالجات، ولكن المعالجة الحقيقية والفعلية هي بيد أبناء المديرية فقط متى ما وعوا هذه المسألة.

< مشاريع مياه وطرق وكهرباء متعثرة في المديرية ما هي جهودكم لإنقاذ مثل هذه المشاريع؟

- بالنسبة للمياه فالإجابة كانت في السؤال السابق أما الكهرباء والطرق فلله الحمد تم التوقيع في بداية يونيو 2006 على العقود الخاصة بطريق (الراهدة المغنية القبيطة) و(الراهدة ظمران القبيطة) وبفرع الربط بين (ظمران ورأس المغنية) وبطريق فرعي إلى (وادي قرض) وقد بدأ العمل وبشكل حثيث خلال الأسبوعين الماضيين بفرقتي عمل. وكما اتفقنا أنا والأخ مدير عام الأشغال العسكرية العميد محمد علي سعد، على تجهيز أربع فرق عمل إضافية تعمل في فريق المغنية والطرق الفرعية، لذا فالطريق أعتبرها أنا شخصياً أمر مفروغ منه وبإذن الله تعالى لن يأتي نهاية عام 2008م إلا وهي مكتملة وأقصد بهذا الطرق الرئيسية.

وبالنسبة للكهرباء قريباً جداً سوف يتم إنزال مواد (قرى الحريم والصدر) إلى المواقع والقيام بتركيبها بمجرد وصولها إلى ميناء الحديدة. وكذا مواد عدة قرى في منطقة (وريزان وايفوع القبيض ووادي البير) وإن شاء الله خلال شهر أغسطس 2006م سوف يتم ايصال التيار الكهربائي لأكثر من خمسمائة منزل في قرى (الفراع السمالة، الحنجرة، القبالي، الأكروب وقرى الكعبين) وتم وعدنا من قبل الجهات المختصة بتوفير مواد خلال هذا العام والعام القادم لإيصال التيار إلى أكثر من أربعة آلاف منزل في المديرية، إضافة إلى إدراج كهرباء (الشريجة كرش) ضمن خطة الوزارة للعام 2007 والتنفيذ السريع، وإن شاء الله يتم الوفاء بالوعود.

< يعتبر قرار عاصمة المديرية باعتبارها (ثوجان) قرارا مجحفا من ناحية عدم وجود المقومات والبعد هل من مراجعة لهذا القرار؟

- كان هذا القرار في عام1999 وليس لي أي خلفية عنه وما هي الايجابيات التي استند عليها، بالرغم من علم كل الجهات بترامي واتساع رقعة المديرية، وبأن الموقع الذي تم اختياره مرهق، جائر على المديرية وأبنائها فلا بقعة متسعة ولا طريق تربط المركز ببقية المديرية ولا مياه ولا كهرباء ولا بنية أساسية. وبالرغم من مرور 7 سنوات على هذا القرار، فلا يوجد إدارة أو حتى موظف في مركز المديريةلأنه ببساطة لا يوجد حتى كشك يأوي.

أما مراجعة هذا القرار فبيد المجلس المحلي للمديرية وبتعاوننا جميعاً نستطيع تعديل هذا الموقع بحسب الأولوية والأهمية. فليس من المعقول أن تظل وزارة الإدارة المحلية تسمع هذه المطالب بأذن صماء وهي ترى الأجهزة التنفيذية مشتتة بعضها يمارس عمله في الراهدة وبعضها في الشريجة وفي كرش.

< ما هو موضوع المعهد العلمي في الهجر بالقبيطة؟ ومتى سيتم تحويله إلى كلية مجتمع؟

- هذا الصرح الذي أخرج الآلاف من حملة الدبلوم في كافة التخصصات أصبح اليوم خرابة تعشش فيها خيوط العنكبوت بالرغم من جمال وضخامة المبنى وتميز موقعه. وقد طالبنا نحن وغيرنا أكثر من مرة بتحويله إلى كلية مجتمع، فهو يمتلك كافة المقومات ولا ينقصه سوى التأثيث ونفقات التشغيل وليس بحاجة حتى إلى إضافات كبيرة، بمعنى أن المبنى موجود وهو بحاجة فقط للتأثيث، ولكن يظهر أن هناك مستفيدين لا يريدون لهذا المبنى أن يتحول إلى كلية مجتمع تستفيد من مخرجاتها المهنية ثلاث محافظات (لحج والضالع وتعز) لأن الاستفادة والسمسرة من قيام مبنى آخر سوف تنعدم. وعبر هذه الصحيفة أناشد الأخ وزير التعليم الفني والتدريب المهني أن يدرج هذا المبنى ضمن خطة الوزارة لهذا العام وبحسب الأوامر والتوجيهات التي بين يديه وبحسب الوعد الصادر بإخراجه ضمن خطة هذا العام .

< كيف هي العلاقة بينك وبين أبناء الدائرة والمجلس المحلي؟

- العلاقة بيني وبين أبناء القبيطة وليس الدائرة فقط علاقة احترام وتقدير وحب، فلا أذكر أنني في يوم من الأيام توانيت أو تقاعست عن خدمة أي فرد فيها سواءً كنت قادرا عليها أو لم يوفقني الله فيها، وأحاول وبقدر استطاعتي، وكل جهودي العملية والميدانية تنصب في الأخير لخدمة أبناء المديرية أولاً ودائرتي ثانياً.

ثانيا: علاقتي بالمجلس المحلي رسمياً تحت الصفر، أما شخصياً فتربطني علاقة احترام ومودة مع كثير من أعضائه، ولكن كل تعبي وإرهاقي سببه أنني أقوم بكثير من الأعمال والمتابعات والتي مفروض أن يقوم بها المجلس المحلي.

< هنالك جهود خيرة بذلتها في مشاريع المديرية فأين دور السلطة المحلية؟

- أي جهد خيري بذلته في أي مشروع أو موضوع عام أو شخصي هو حق واجب علي بلا منّ لكل أبناء دائرتي ومديريتي سواءً لمن تحمل المشاق والتعب وأعطاني صوته أو لمن امتنع وصوت ضدي لأي سبب كان، وأتمنى من الله أن أكون ذا فائدة لهم في بقية هذه الفترة الزمنية، وأما دور السلطة المحلية فكما قلت سابقاً معي بالذات دورها دور المتفرج متناسين أن يد الله مع الجماعة وأن شد أزري هو شد أزر المديرية كاملة وليس دائرة. وكلمة حق يجب أن تقال هو أن ما أعانيه وما ابذله يعانيه ويبذله زميلاي العضوان الآخران في الدائرتين 70 و75 .

< ما رأيك بالوضع الصحي المتردي في عزل المديرية؟

- لدينا 7 مراكز صحية في المديرية، ممكن تحويل بعضها إلى مستشفيات ريفية مصغرة ولا أذكر الآن كم وحدات صحية ولكن أعتقد أنها تتجاوز الـ15 وحدة صحية قادرة على توفير الخدمات الصحية الأولية والرعاية السريعة لكل أبناء المديرية، ولكن نقص التجهيزات والكوادر الطبية يجعلها شبه مشلولة، وما يبشر بالخير أن هناك ورقة عمل تقدم بها الأخ وزير الصحة العامة والسكان، أ.د.عبدالكريم راصع، أتمنى أن تلقى الدعم الكامل من أعضاء كتلة المؤتمر في المجالس وتنفذ وسوف تحل كثيرا من المشاكل الصحية وبأسرع وقت ممكن، ليس في مديرية القبيطة فقط بل في كل انحاء الجمهورية. وكلي ثقة بأن الحكومة برئاسة الأستاذ عبدالقادر باجمال سوف تتبناها وتوافق على توفير الاعتماد الكامل لها وبرعاية فخامة الأخ علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية الذي يتفاعل دائماً وباستمرار ليوفر الرعاية الصحية لأبنائه وشعبه.

< كلمة توجيهية لأبناء الدائرة (69) وأبناء المديرية.

- أقول لهم بكافة انتماءاتهم السياسية (تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسراً وإذا افترقن تكسرت آحادا). إن من لم يساعد نفسه فلا ينتظر مساعدة الغير، فأي مشروع في أي مجال خدمي لا يأتي من ذات نفسه أبدا ،وإذا ظللتم منتظرين أن تأتي من ذات نفسها فانتظروا 100 عام. خذوا بيد الناس التي تبذل جهدها لتحقيق مصلحة المديرية وأبنائها ومدوا يد العوان حتى لا يسقطوا من التعب.

أناشد كل من يقرأ المقابلة أن يتبنى فكرة إحياء (صندوق متابعة المشاريع) على مستوى كل مركز في المديرية، وتتبرع كل واحد منا بقيمة قات يوم في الشهر أكان تأجراً أو موظفاً أو عاملاً في المديرية أو في أي مدينة. فقط بهذه الوسيلة نستطيع توفير ما تحتاجه المديرية من مشاريع خدمية كاملة. وكل من يتابع يخسر مئات الآلاف وملايين حتى يخرجها إلى حيز الوجود فإذا كنت بحاجة إلى مشروع قيمته مائة مليون ريال يجب أن تعرف أنك لا بد أن تخسر خمسة ملايين ريال اعتبرها مساهمتك في هذا المشروع وفي الأخير أنت الرابح. انبذوا الخلاف والمكايدة وضعوا نصب أعينكم مصلحة المديرية.

< وصلت الينا شكاوى من تلاعب في حالات الضمان الاجتماعي في المديرية أين يكمن دوركم كنائب برلماني؟

يجب أن تعرف أن هذه الخدمة الوحيدة التي يبذل المجلس المحلي جل طاقته في سبيلها كما أعلم. وحالات الضمان إذا لم تسلم لمستحقيها وللأكثر احتياجاً، فهي لعنة يتحملها من يتلاعب فيها. فمستوى المديرية تحت خط الفقر. ومهما حاولت لا بد أن تقع بالخطأ وتنصب عليك دعوات المظلوم ليلاً ونهاراً. ولا أذكر أني تدخلت يوما من الأيام فيها (فأهل مكة أدرى بشعابها) وكل واحد يتولى مسؤوليته ويعرف احتياج أبناء قريته أو مركزه أكثر مني.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى