إسرائيل تصعد الحرب وسوريا ترفع جاهزية الجيش

> عواصم «الأيام» وكالات:

>
لبنانيون يغطون أنوفهم من روائح جثث القتلى تحت انقاض 5 منازل دمرت بالقصف الاسرائيلي يوم أمس في قرية صريفا بجنوب لبنان وقد تعدت الجثث الذي عثر عليها الخمسين
لبنانيون يغطون أنوفهم من روائح جثث القتلى تحت انقاض 5 منازل دمرت بالقصف الاسرائيلي يوم أمس في قرية صريفا بجنوب لبنان وقد تعدت الجثث الذي عثر عليها الخمسين
طلب الرئيس السوري بشار الاسد من الجيش السوري ان يرفع جاهزيته بسبب "الظروف الدولية والتحديات الاقليمية" واكد وقوف سوريا الى جانب "المقاومة الوطنية البطلة" في لبنان، وذلك في كلمة نشرت أمس الاثنين بمناسبة عيد الجيش.

وقال الاسد في كلمة نشرتها مجلة "جيش الشعب" ان على مقاتلي الجيش "تكثيف الجهود في ساحات التدريب والعمل والمواظبة على المزيد من الاستعداد ورفع الجاهزية (..) في ظل ظروف دولية وتحديات اقليمية تستدعي الحذر واليقظة وتتطلب الاستعداد ورفع الجاهزية".

واعتبر الاسد ان "حرب الابادة الهمجية التي يشنها العدو الاسرائيلي على شعبنا العربي في لبنان وفلسطين تزداد شراسة"، معتبرا ان النزاع في لبنان "يضرب بعرض الحائط كل القوانين والشرائع الدولية".

واكد الاسد ان بلاده تقف "الى جانب المقاومة الوطنية البطلة التي ضربت العدو في صميمه" في اشارة الى حزب الله الشيعي اللبناني الذي يخوض مواجهات عنيفة مع اسرائيل منذ عشرين يوما.

الحكومة الاسرائيلية توافق على توسيع الهجوم البري في لبنان

وافقت الحكومة الامنية الاسرائيلية برئاسة ايهود اولمرت ليل الاثنين الثلاثاء على توسيع العملية البرية التي ينفذها الجيش الاسرائيلي في جنوب

لبنان، كما اكد مسؤول حكومي.

وقال هذا المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس ان "الحكومة وافقت على توسيع العملية البرية في لبنان".

ونقلت صحيفة "هآراتس" على موقعها على شبكة الانترنت عن مصدر حكومي قوله ان هدف الجيش هو الانتهاء قبل الخميس من تدمير مواقع ميليشيا حزب الله الشيعي اللبناني على طول الحدود.

ورفضت اسرائيل أمس الاثنين اي وقف لاطلاق النار "في الايام المقبلة" في هجومها على لبنان بعدما وافقت تحت الضغط الاميركي على تعليق جزئي وموقت لغاراتها

الجوية على الاراضي اللبنانية اثر مجزرة قانا,وفي حين تتواصل المواجهات في جنوب لبنان، اكد رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت مجددا انه "لن يكون هناك وقف لاطلاق النار في الايام المقبلة".

وقال اولمرت خلال اجتماع مع رؤساء البلديات في تل ابيب انه لن يكون هناك وقف لاطلاق النار "خلال الايام المقبلة" في لبنان، مضيفا "سنواصل القتال"واضاف ان الحرب ستنتهي عندما "لا تعود اسرائيل مهددة".

تزايد الضغوط الدولية لوقف إطلاق النار في لبنان

تزايدت أمس الاثنين الضغوط الدولية من أجل وقف سريع لإطلاق النار في لبنان حيث قالت فرنسا والمانيا إن تعليق اسرائيل للقصف الجوي ليس كافيا ودعت روسيا الى وقف فوري للقتال.

ووافقت اسرائيل على وقف القصف الجوي لمدة 48 ساعة إذا لم تشعر أنها مهددة بعد هجوم شنته أمس الأول قتلت خلاله 54 على الأقل في قرية لبنانية لكنها قالت إنها ستصعد من حملتها ضد مقاتلي حزب الله الى أن يتم نشر قوة دولية في جنوب لبنان.

واستطاعت كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية إقناع اسرائيل بتعليق القصف الجوي بعد انتشار الغضب على نطاق واسع بسبب هذه الغارة التي تعد الاكبر من حيث عدد القتلى خلال الهجوم الذي تشنه اسرائيل منذ ثلاثة أسابيع.

وقالت روسيا التي تتمتع مثل فرنسا والولايات المتحدة بالعضوية الدائمة لمجلس الأمن الدولي ولها حق النقض (الفيتو) ان مأساة امس الأول تظهر أن الوقت قد حان لوقف القتال.

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان "من المستحيل القبول بمنطق وحجج الذين يسوفون في (إعلان) وقف إطلاق النار تحت ذرائع مختلفة لا سيما ان المجتمع الدولي يتجه لإجماع على إطار لحل الصراع اللبناني الإسرائيلي."

وأشادت فرنسا والمانيا بالوقف المؤقت للغارات الجوية من جانب اسرائيل ولكنهما قالتا ان الأمر يتطلب القيام بالمزيد. وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير ان هذا الاجراء "خطوة أولى مهمة تحتاج على نحو عاجل أن تتبعها خطوات أخرى."

ولكن رئيس الوزراء الفرنسي دومينيك دو فيلبان قال ان نشر قوة دولية لبسط الاستقرار في جنوب لبنان لن يكون ممكنا الا بعد وقف اطلاق النار والاتفاق على خريطة طريق سياسية واضحة. وتجلت الصعوبات عندما تأجل الى أجل غير مسمى اجتماع مهم للأمم المتحدة كان من المقرر عقده بعد ظهر أمس لبحث تشكيل قوة لحفظ السلام.

وقال دو فيلبان "الهدف ليس نصب شرك لأنفسنا بحيث تصبح مأساة حقيقية للمجتمع الدولي. سنفسد العملية الدولية التي نحاول تفعيلها."

وتوزع فرنسا التي يقول دبلوماسيون انها ستكون على الأرجح القائد المحتمل لقوة دولية مقترحة مشروع قرار بالأمم المتحدة بشأن وقف إطلاق النار ومن المقرر ان يجتمع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اليوم الثلاثاء لبحث شكل القوة المقترحة الى لبنان. ويتوقع دبلوماسيون ان تنتظر الدول الأعضاء لحين الاتفاق على تفويض بالأمم المتحدة قبل ان تتعهد بإرسال قوات.

وقال مسؤول بالاتحاد الأوروبي "نريد الاسراع بتبني قرار من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وارسال اشارة مفادها اننا نريد وقفا فوريا لاطلاق النار." وتابع المسؤول "هجوم قانا قد يغير المواقف. لا يمكن الا أن يعزز الدعوات لوقف سريع لاطلاق النار".

وكان الرئيس الفرنسي جاك شيراك قد قال إن فرنسا قد تبحث لعب دور كبير في أي قوة تنشر في مستعمرتها السابقة.

ويقول بعض الخبراء ان فرنسا قد تسهم بنحو خمسة آلاف رجل غير أن باريس لم تقل إن كانت مستعدة لقيادة القوة او تكشف عن عدد الجنود الذين ستسهم بهم.

وقال دو فيلبان إن عدم التوصل الى وقف لإطلاق النار وغياب اتفاق سياسي هما السبب في عدم إقدام الدول التي قد تسهم بقوات وهو ما كررته وزيرة الدفاع النرويجية ان جريت سترويم ايريتشسين.

وقالت في بيان "كبداية.. النرويج منفتحة تجاه هذه القوة شريطة أن تمنح تفويضا وأن تنفذ مهمتها بشكل فعال."

خبير في شؤون المنطقة: الخطة الاميركية لنشر قوة في لبنان "لن تفلح"

قال تيمور غوكسل الخبير في شؤون المنطقة والمستشار السابق للامم المتحدة في لبنان ان الخطط التي تدعمها الولايات المتحدة لنشر قوة ارساء سلام في جنوب لبنان ليست سوى "ضمادة" لمعالجة النزاع بين حزب الله واسرائيل.

وقال غوكسل الذي عمل مع الامم المتحدة 24 عاما، في حديث مع وكالة فرانس برس ان "دبلوماسية خلاقة" هي وحدها الكفيلة بإنهاء النزاع الذي كلف حياة مئات المدنيين في لبنان منذ بدء العمليات العسكرية الاسرائيلية ضد ذلك البلد في 12 يوليو.

واوضح غوكسل الذي عمل متحدثا باسم قوات الطوارئ الدولية (يونيفيل) من 1979 الى 2003 ان "الفكرة في وضعها الحالي لن تفلح وافضل ما يمكن ان تحققه هو شراء الوقت وتهدئة الخواطر".

واضاف غوكسل الذي يعرف جنوب لبنان اكثر من اي شخص آخر باستثناء حزب الله ربما، ان نشر مثل تلك القوة "ضمادة وليست حلا". ورأى غوكسل انه يمكن تعزيز قوة الطوارئ الدولية في جنوب لبنان لتصبح قوة حفظ سلام مقبولة من قبل كافة الاطراف اللبنانية، مضيفا ان حزب الله الشيعي اللبناني "يمكن ان يقبل ذلك. لكن اسرائيل تريد قوة قتالية".

وحذر من ان قوة ردع حسب المفهوم الاميركي والبريطاني، تقوم بنزع سلاح حزب الله وتمنعه من اعادة التزود بالاسلحة من الجهات التي تدعمه في سوريا وايران، ستكون "قوة احتلال".

ورأى غوكسل ان طريق السلام يمر من دمشق. وقال "اذا كان احد يعتقد ان قوة فعالة ستنتج عن ذلك دون كلمة ودية من دمشق، فإنه لا يعرف الشرق الاوسط"، مضيفا "اذا اردت معروفا من سوريا، فعليك ان تدفع مقابله". وضرب مثلا على ذلك الدبلوماسية الغربية التي شملت فرنسا كذلك التي اوقفت عملية "عناقيد الغضب" العسكرية التي شنتها اسرائيل على جنوب لبنان عام 1996.

وقال "بعد زيارات متعددة الى دمشق قام بها وزير الخارجية الاميركية السابق وارن كريستوفر، تم انشاء مجموعة مراقبة من دول غربية واطراف النزاع بهدف حماية ارواح المدنيين واثبتت تلك المجموعة فعاليتها". وقال غوكسل ان اي قوة جديدة لاحلال السلام في المنطقة تحتاج الى "صلاحيات واضحة وغير ملتبسة، والتزام جدي من كافة الاطراف".

واضاف غوكسل وهو من اصل تركي، "يجب على اللبنانيين ان يتخذوا قرارا حول نشر جيشهم على الحدود مع اسرائيل. اللبنانيون اذكياء دعوهم يحلون هذه المسألة بينهم"، مشيرا الى ان الحوار بين اللبنانيين جرى على مدى اشهر قبل النزاع.

واكد غوكسل (63 عاما) ان فرص السلام تحسنت الآن بعد ان خفضت اسرائيل من هدفها الاصلي المعلن وهو القضاء على حزب الله "ولكنهم لا يرغبون في رؤية الاعلام الصفراء على حدودهم مرة اخرى".

أم لبنانية تحمل رضيعها وممسكة بطفلتها لدى خروجها من بنت جبيل سيرا على الأقدام أمس
أم لبنانية تحمل رضيعها وممسكة بطفلتها لدى خروجها من بنت جبيل سيرا على الأقدام أمس
وقال انه بخطف جنديين اسرائيليين "غير حزب الله قوانين اللعبة. لقد اخطأ الحساب. كان ذلك في غاية الاذلال للجيش الاسرائيلي ولا يوجد اي جيش يقبل بذلك".

من جهة اخرى حذر خبراء عسكريون من ان تعزيز قوات الجيش اللبناني المعروف بحياديته وسط التنوع الطائفي في لبنان، يمكن ان يكون مليئا بالاخطار، اذ ان 65 بالمئة من الجنود هم من الشيعة ومن غير المرجح ان يدخلوا في مواجهة مع ابناء ملتهم من عناصر حزب الله الشيعي.

وكان غوكسل استقال من الامم المتحدة الا انه بقي في لبنان للتدريس في الجامعة الاميركية في بيروت. وقال غوكسل انه غير متفائل، موضحا "لقد تم انتهاك العديد من المحرمات خلال السنوات العشر الماضية. وسيزيد هذا النزاع من الانقسامات، وهذا امر يخيفني"، في اشارة الى الانقسام المحتمل في لبنان بين الشيعة من جانب والسنة والمسيحيين من جانب آخر.

الصحافة البريطانية: قصف قانا لا يخدم قضية اسرائيل

اجمعت الصحف البريطانية أمس الاثنين على ان القصف الذي اسفر عن مقتل اكثر من خمسين مدنيا لبنانيا الاحد في قانا يسيء بشدة الى قضية اسرائيل مشيرة الى ارتكاب "جرائم حرب".

وربطت كافة التعليقات بين قصف قانا وما تعرضت له البلدة نفسها عام 1996.

واعتبرت صحيفة "الغارديان" (وسط يسار) و"ديلي تلغراف" (وسط يمين) ان في الحالتين تبدو الحجج الاسرائليية "واهية". وكتبت "الغارديان" ان الجيش الاسرائيلي بقصفه مدنيين لم يتمكنوا من الفرار جعل "هذه الحصيلة حتمية" في حين استنتجت "التايمز" (وسط يمين) ان الجيش "ليس لديه الاستخبارات الجيدة الضرورية لشن غارات خطيرة الى هذا الحد".

وتابعت الصحيفة ان على اسرائيل ان "تغير استراتيجيتها العسكرية". واكدت "الغارديان" و"الاندبندنت" (وسط يسار) ان كل ما نجم عن الاستراتيجية الحالية هو حشد الدعم لحزب الله. وفي خطوة نادرة خصصت الصحف الشعبية اولى صفحاتها لهذا الحدث الخارجي ودعت بالخصوص "دايلي ميرور" على صفحتها الاولى اسرائيل الى "التوقف حالا".

واعتبر رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ان واقعة قانا جاءت "لتزيد الطين بلة في وضع هو اصلا متفاقم". ويبدو ان بلير المعزول حتى بين اعضاء حكومته بعد تعرضه ل"اهانة" من الرئيس الاميركي جورج بوش خلال قمة مجموعة الثماني في سان بطرسبرغ، "اصبح على الهامش تماما" في احداث الشرق الاوسط.

اردوغان يدين "ثقافة العنف الجديدة" في الشرق الاوسط

ادان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الذي تشكل بلاده احدى الدول القليلة الصديقة لاسرائيل في العالم الاسلامي، أمس الاثنين مقتل المدنيين في لبنان، متحدثا عن "ثقافة العنف الجديدة" التي ستغذي العنف والارهاب في المنطقة.

وقال اردوغان في خطابه التلفزيوني الشهري الى الامة "لا يمكن تبرير عقلية تقتل الابرياء وتدمر المدن وتبرر العنف"، مضيفا "لا يعقل ان نبقى صامتين ازاء هذا المفهوم الجديد للسلطة، هذه الثقافة الجديدة للعنف التي تقضي على معنى العدالة".

وفي اشارة الى دعم واشنطن لاسرائيل، اعتبر اردوغان ان العذاب الذي تعانيه شعوب الشرق الاوسط يعود "بشكل كبير الى الكيل بكيالين الذي يمارسه اولئك الذين يتمتعون بالسلطة حين يتعلق الامر بمشاكل المنطقة". وقال ان "الخسارة لا تنحصر فقط في ارواح الابرياء او الاملاك او مستقبل المدن، بل ايضا في جميع القيم الانسانية التي تشكل اساس السلام العالمي".

واضاف اردوغان "على الجميع اخذ ذلك بعين الاعتبار قبل فوات الاوان لان هذه الحرب تغذي العنف (...) والارهاب".

وقال اردوغان "قلنا (للاسرائيليين) ان عليهم ان يثقوا بنا والاعتماد علينا في حال كانت المشكلة تنحصر بإطلاق سراح الجنود الثلاثة، ووعدناهم باننا سنتوصل الى وسيلة لتأمين عودتهم". وتابع قائلا "للاسف، لم نتمكن من التوصل الى وقف لاطلاق النار واصبحت المشكلة اكبر على مر الايام".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى