رفض استقبال رايس يظهر غضب اللبنانيين تجاه أمريكا

> بيروت «الأيام» نديم لادقي:

>
وزيرة الخارجية الامريكية تطلع الرئيس بوش على نتائج زيارتها للشرق الاوسط بعد ان وبخها لبنان وانتقدها الحلفاء و(شرشحتها) الصحافة في نهاية زيارتها التي استكملت والحرب مشتعلة
وزيرة الخارجية الامريكية تطلع الرئيس بوش على نتائج زيارتها للشرق الاوسط بعد ان وبخها لبنان وانتقدها الحلفاء و(شرشحتها) الصحافة في نهاية زيارتها التي استكملت والحرب مشتعلة
عندما استجمع فؤاد السنيورة رئيس وزراء لبنان المدعوم من الولايات المتحدة الشجاعة لرفض استقبال وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس بدا واضحا أن الغضب إزاء التأييد الأمريكي للهجوم الإسرائيلي قد بلغ أوجه في بيروت.

والسنيورة سياسي موال للغرب وصل للسلطة عقب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري العام الماضي ويقود ائتلافا تأمل الولايات المتحدة أن يسحب لبنان خارج فلك سوريا ليدور في فلكها.

غير أن رئيس الوزراء السني أبلغ وزيرة الخارجية الأمريكية بأنها غير مرحب بها في بيروت إلا إذا جاءت ومعها وقف فوري لإطلاق النار وذلك بعد الغارة الجوية الإسرائيلية التي أسفرت عن مقتل 54 مدنيا بينهم 37 طفلا في قرية قانا بجنوب لبنان.

وعلى نحو لافت وجه السنيورة في وقت لاحق الشكر لحزب الله الذي مثل منذ فترة طويلة شوكة سياسية في جانبه على تضحياته من أجل حماية لبنان.

وقال جورج جوفي المحاضر بمركز كيمبريدج للدراسات الدولية إن قرار السنيورة عدم لقاء رايس يمثل نقطة تحول في الصراع وفي لبنان.

واوضح قائلا "أن يستدير الآن لهؤلاء (الأمريكيين) الذين هم بالفعل الضامنون له في مواجهة السوريين ويقول إنه لن يتحدث إليهم قبل أن يوافقوا على وقف فوري لإطلاق النار فهذا يشير فيما يبدو إلى نتيجة مفزعة بخصوص التغير في الرأي في لبنان."

واضاف "بالنسبة للبنانيين.. سواء أكانوا مسيحيين أم سنة أم شيعة.. فهذا تغير كبير في الأحداث." وعقب اغتيال الحريري دفعت الاحتجاجات اللبنانية والضغوط التي قادتها الولايات المتحدة سوريا إلى انهاء وجودها العسكري بلبنان الذي دام 29 عاما في ابريل 2005. والخطوة الثانية في برنامج واشنطن من أجل "الحرية والديمقراطية" في لبنان هي نزع سلاح حزب الله.

وفي الوقت الحالي حيث تضرب عاصفة من الدمار لبنان تصر الولايات المتحدة على عدم جدوى وقف الهجوم الإسرائيلي إذا لم يتم إبعاد مقاتلي حزب الله المدعوم من سوريا وإيران عن الحدود ومنعهم من تهديد إسرائيل.

وأثار نهج واشنطن ورفضها التحدث إلى خصوم إسرائيل غضبا في لبنان وفي أنحاء العالم العربي.

وكتب رامي خوري بصحيفة ديلي ستار التي تصدر في بيروت قائلا "تشعر واشنطن بعواقب ضعفها الدبلوماسي الذي تسببت فيه وذلك نتيجة لانحيازها الشديد إلى جانب إسرائيل."

ويدعو السنيورة لوقف إطلاق النار أولا ثم التفاوض بعد ذلك منذ اندلع الصراع بعد أن أسر حزب الله جنديين إسرائيليين في هجوم عبر الحدود في 12 يوليو.

وكثير من اللبنانيين ومن بينهم رئيس الوزراء شعروا بالغضب إزاء عملية حزب الله التي أدخلت لبنان في حرب غير مرغوب فيها.

وتسبب القصف الإسرائيلي في مقتل قرابة 750 شخصا في لبنان ونزوح 750 ألفا آخرين وتدمير عدد لا حصر له من الطرق والجسور والتجهيزات الأخرى. وأدى ذلك إلى وحدة غير معتادة بين السياسيين الذين تسببت النزاعات فيما بينهم في إصابة الحكومة اللبنانية بالشلل على مدى شهور. وقتل أيضا 51 إسرائيليا في الحرب.

وفي الوقت الحالي على الأقل غطى الغضب إزاء ما تعتبره بيروت تشجيعا أمريكيا للهجوم الإسرائيلي على الانقسامات بين شركاء السنيورة المناهضين لسوريا والحلفاء اللبنانيين لدمشق الذين عارضوا بشدة التحركات التي ترمي لنزع سلاح حزب الله. كما عززت الحرب شوكة الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وحولت حليفه الشيعي رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى نقطة اتصال محورية مع السنيورة.

وقال السنيورة يوم الأحد "موقعنا قوي وانا اشكر سماحة السيد (حسن نصر الله) على جهوده واشكر ايضا جميع الذين يضحون بحياتهم من اجل استقلال وسيادة لبنان." وحرصا منه على اسكات الانتقادات الداخلية له سعى نصر الله لطمأنة اللبنانيين بأن "النصر" في أرض المعركة ضد إسرائيل لن يغير من الموازين الهشة للقوى في لبنان.

وقال إن "النصر" سيكون للبنان بكل طوائفه الدينية ومناطقه وحركاته ولكل العرب والمسلمين والمسيحيين الذين قاوموا الهجوم الإسرائيلي.

وساهم حزب الله أيضا في شعور الوحدة بسماحه لمجلس الوزراء الذي يشارك فيه بوزيرين بدعم مقترحات السنيورة لوقف إطلاق النار ونشر قوة دولية في جنوب لبنان معقل الشيعة.

وحزب الله هو الفصيل الوحيد الذي احتفظ بسلاحه عقب الحرب الأهلية التي استمرت بين عامي 1976 و1990 بدعوى أنه يحتاج إليه لمحاربة الاحتلال الإسرائيلي. وتعهد الحزب بالاحتفاظ بسلاحه.

وفي ظل أجواء العداء الحالي للسياسات الأمريكية الإسرائيلية ومع وجود القوات الإسرائيلية مرة أخرى على أرض لبنانية فإن قلة من اللبنانيين هي التي ستطالب حزب الله بالتخلي عن الصواريخ التي لا يزال يطلقها عبر الحدود رغم 21 يوما من القصف الإسرائيلي.

ولا يمكن لذلك أن يتغير إلا في إطار اتفاق يلزم إسرائيل بالانسحاب من منطقة مزارع شبعا الحدودية وإطلاق سراح معتقلين لبنانيين واحترام المجال الجوي والمياه الإقليمية للبنان. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى