جندي إسرائيلي: حزب الله مرعب ونقاتل جيشا حقيقيا .. إسرائيل تواجه عدوًا خفيًا في جنوب لبنان

> عواصم «الأيام» وكالات:

>
دبابة إسرائيلية أصيبت في المعارك مع حزب الله تصل إلى الحدود الإسرائيلية اللبنانية أمس
دبابة إسرائيلية أصيبت في المعارك مع حزب الله تصل إلى الحدود الإسرائيلية اللبنانية أمس
يمكن للمرء سماع صدى دوي انطلاق الصواريخ في الجو في جنوب لبنان ولكن عندما ينظر الى الجبال بحثا عن مصدر الصوت لا يرى الا اشجار الزيتون يحركها النسيم فيصدر عنها حفيف ولا يرى اي صواريخ ولا اي مسلحين يجوبون شوارع القرى.

وعمليا فإن اسرائيل تقاتل عدوا خفيا. فمقاتلو حزب الله المدربون تدريبا عاليا والمتواجدون على ارضهم في تلال وكهوف جنوب لبنان يستطيعون اطلاق الصواريخ ثم يختفون عن الانظار.

واسرائيل التي تتفوق على حزب الله بما تملكه من سلاح جوي وتكنولوجيا تحارب قوة شيعية مقاتلة تعتمد على معرفتها بتضاريس المنطقة والارض وتأييد غالبية الشيعة في المنطقة وعلى الكمائن لدى دخول القوات البرية.

وتقصف الطائرات الاسرائيلية الجبال او الطرقات والجسور والقرى المجاورة احيانا بعد ثوان او دقائق من اطلاق صواريخ حزب الله لكن كما اظهر مقتل 54 مدنيا في قانا لا يمكن العثور على الاهداف بسهولة من الجو ومحاولة الوصول اليها برا تكبد الاسرائيليين خسائر في الارواح.

وقال المتحدث السابق باسم قوة حفظ السلام الدولية العاملة في جنوب لبنان تيمور جوكسل "حزب الله يمارس حرب عصابات بطريقة تتسم بالذكاء. هم يعرفون عدم قدرتهم على مواجهة اسرائيل في الساحة المفتوحة مع ما تملكه من قوة جوية لذا فهم ينتظرون ان تتوغل داخل لبنان حيث يعرفون الارض وينصبون الكمائن.

"لهذا لا تتوغل اسرائيل كثيرا داخل الاراضي اللبنانية فلديها القوة لكنها تعرف بالفخاخ المنصوبة لها."

وقال مصدر في حزب الله انه عندما انسحب مقاتلو الجماعة من مارون الرس في الاسبوع الثاني للحرب فخخوا منازلهم في القرية الحدودية الامر الذي ادى الى مقتل اسرائيلي وجرح ثلاثة.

ونصب حزب الله كمينا الاسبوع الماضي قتل فيه ثمانية جنود وجرح 22 في مدينة بنت جبيل المجاورة التي تمكنت اسرائيل من حصارها لكنها لم تتمكن من اخذها على الفور.

وتقاتل اسرائيل حزب الله بقوة تفوق 6000 جندي تساندهم دبابات وغطاء جوي على خمس جبهات في جنوب لبنان. ولكن برغم توغل اسرائيل عبر الحدود في مناطق مختلفة فقد تجنبت حتى الآن القيام بغزو واسع النطاق تعرف من التجربة انه قد يورطها في حرب تستمر سنوات.

وتقول دورية جينز العالمية لشؤون التمرد والارهاب ان حزب الله يعتبر أقوى مجموعة مسلحة غير رسمية في المنطقة حيث زودته ايران بصواريخ غير موجهة بعد الانسحاب الاسرائيلي.

وقالت في تقرير مشيرة الى الجناح العسكري لحزب الله "مقاتلو المقاومة الاسلامية يعتبرون من بين اكثر المقاتلين من نوعهم التزاما وتدريبا وحماسا."

واضافت "الاساليب التي يستخدمها افراد المقاومة الاسلامية والتي تزداد تطورا باطراد تدل على انهم دربوا باستخدام الكتيبات العسكرية الاسرائيلية والامريكية مع التركيز في هذا التدريب على أساليب الاستنزاف وسرعة الحركة وجمع المعلومات والمناورات الليلية."

وقال جوكسل ان حزب الله لديه ما لا يزيد على 700 مقاتل متفرغ حسب تقديراته لكنه يستطيع تعبئة ما يقرب من سبعة آلاف رجل مدرب بسهولة. وقال ان مقاتلي حزب الله يحاربون في وحدات مستقلة كل واحدة تضم قرابة 20 مقاتلا وهذه طريقة يصعب معها على اسرائيل شل قدرة حزب الله.

وقد دمرت اسرائيل المقر القيادي لحزب الله ومنازل القادة والمسؤولين وشركاتهم ومكاتبهم ولكن الصواريخ ما زالت تتساقط على شمال اسرائيل.

وقال جوكسل "استمرار القتال يوما بعد يوم هو بحد ذاته انتصار لحزب الله لان هذه حرب غير متكافئة الى حد بعيد...

"ينبغي لاسرائيل ان تبرهن على انها ضربت اسلحة حزب الله او استولت عليها وقد فشلت في ذلك حتى الآن. حاولوا ان يفعلوا ذلك من الجو ولكن لم يستطيعوا العثور عليها لذلك هم يدخلون الآن برا." جندي "إسرائيلي" عائد من الجنوب: حزب الله مرعب

نشرت صحيفة معاريف تقريرا تضمن مقتطفات من لقاء أجرته مراسلتها مع أحد الجنود العائدين من الحدود مع جنوب لبنان كي تلقي الضوء على قليل مما يمكن لجندي أن يقوله عن تجربته في لبنان.

جنود إسرائيليون يحاولون إصلاح دبابتهم على الحدود الإسرائيلية اللبنانية أمس
جنود إسرائيليون يحاولون إصلاح دبابتهم على الحدود الإسرائيلية اللبنانية أمس
ونقل موقع (عرب 48) عن المراسلة قولها إنها التقت يورا، الذي يخدم في إحدى وحدات الهندسة التي دخلت الحدود مساء السبت وخرجت صباح أمس الأول. قال الجندي الذي منحه الحظ فرصة البقاء، إن النشاطات العسكرية لوحدته تتركز في ساعات الليل ما يشكل صعوبة على مقاتلي حزب الله لرصدهم. وفي محادثة هاتفية مع أخيه يقول له انه لم ينم خلال الليل "أنت تعرف ذلك"، ويجد أذنا صاغية لدى أخيه الذي خدم في الوحدة ذاتها قبل 7 سنوات.

يحاول التخفيف من الخوف ولكنه لا يخجل من الاعتراف بوجوده "أمر مخيف، يطلقون عليك النار من كل الطريق. ويتحدث عن اللحظات الصعبة "اليوم مثلا (أمس) انقلبت دبابة بعد أن أطلقوا عليها قذائف صاروخية". يخاف يورا ورفاقه من المجهول" في كل مكان يمكن أن يختبئ مقاتل حزب الله، في كل قرية يوجد عدد منهم وهذا مرعب". ويقول يورا "بالأمس أصيب صديقي، أطلقوا عليه ثلاث رصاصات وأصابوه، ولكن هذا هو الحال".

مسؤول عسكري اسرائيلي: حزب الله عدو ذكي

قال اللفتنانت كولونيل الاسرائيلي تساحي زيجيف فيما دوت القذائف الاسرائيلية إن "حزب الله يبدو عدوا ذكيا فهو يتعلم أسرع من الفلسطينيين ويمتلك أسلحة لا يمتلكها الفلسطينيون."

وأضاف "الفوز في هذه الحرب سيستغرق وقتا لكنني واثق أن اسرائيل ستنتصر في الحرب لأننا أقوى من حزب الله."

ومهما دار من حديث عن وقف لإطلاق النار في نهاية المطاف فإن الجيش الاسرائيلي يستعد لمعركة أطول ضد مقاتلي حزب الله الذين ثبت أنهم يمثلون تحديا اكبر من الفلسطينيين الذين يخوضون انتفاضة منذ نحو ست سنوات.

وكانت أصداء القتال ما زالت تتردد عبر الحدود من المطلة يوم الاثنين وقد سارع الجنود بالاستعداد للقتال.

وفي الوقت الذي ركز فيه معظم الهجوم الاسرائيلي على القصف الجوي فإن القوات البرية واجهت مقاومة عنيفة على مسافة بضعة كيلومترات داخل جنوب لبنان خلال مهام لمهاجمة مواقع حزب الله ووقف إطلاق الصواريخ.

وكان حزب الله قد قتل 16 جنديا في القتال حول بلدات بنت جبيل ومارون الراس. وقال الجيش إنه قتل عشرات المقاتلين هناك لكن الحزب لم يؤكد هذا.

وقال جندي من كتيبة (رافين) للقوات المظلية مسترخيا وقد ارتدى قميصا وبنطالا قصيرا بعيدا عن الجبهة "القتال كان مخيفا. هذه حرب حقيقية. مقاتلو حزب الله قاتلو جيدا". ولم يسمح للجندي بالكشف عن اسمه.

وأضاف "سنعود وأنا خائف مثل أي أحد آخر لكنني مدرك أن لدينا عملا نؤديه."

ووجد الجنود الاسرائيليون المعركة ضد حزب الله أصعب من المعارك في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة. وكانت هجمات حزب الله قد ساعدت في إخراج القوات الاسرائيلية من جنوب لبنان عام 2000 بعد احتلال دام 22 عاما.

ويتمتع حزب الله بأفضلية الاستعداد لفترة طويلة في المنطقة كما أن اسرائيل لا تستطيع الحصول على معلومات مخابرات في لبنان بالقدر الذي تحصل عليه من مرشدين فلسطينيين.

وحزب الله الذي تدعمه سوريا وايران يملك ترسانة أقوى من تلك التي يمتلكها النشطاء الفلسطينيون تضم صواريخ أكبر بعدة أضعاف من صواريخ "القسام" محلية الصنع التي يطلقها النشطاء من غزة على بلدات اسرائيلية.

وقال مظلي آخر "في (الأراضي الفلسطينية) كنا نتولى زمام الأمور فكنا نعرف المنطقة وكنا متفوقين لكن مع حزب الله نقاتل جيشا حقيقيا."

وقال اللفتنانت كولونيل ماتي الذي لم يسمح له بالكشف عن اسمه بالكامل "نقدر أن الحرب ستستمر لعشرة أو 14 يوما أخرى." وأضاف "سنبذل كل ما بوسعنا لإبعاد حزب الله عن حدودنا".

تقارب في الموقفين الفرنسي والاميركي بشان وقف اطلاق النار في لبنان

اقترب موقفا الولايات المتحدة وفرنسا بشكل ملحوظ بشأن التوصل الى وقف لاطلاق النار في لبنان وقد تقدمان مشروع قرار مشتركا الى مجلس الامن الدولي الاسبوع المقبل، كما اعلن مسؤول اميركي كبير أمس الاربعاء.

وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية شون ماكورماك "ان وجهة نظرنا ووجهة نظر الفرنسيين تتطابقان الى حد اننا بتنا نعمل على مشروع قرار وحيد".

واضاف "اننا متفقون حول كل النقاط الرئيسية. الامر يتعلق الآن بجمع كل هذه العناصر معا وصياغتها بهدف ان نجعل منها نصا لقرار يصدر عن الامم المتحدة".

واوضح ماكورماك ان واشنطن تأمل في وضع اللمسات الاخيرة على اتفاق مع باريس وتقديم نص مشترك في غضون بضعة ايام من الآن وحتى نهاية الاسبوع او مطلع الاسبوع المقبل.

ومن غير المتوقع عقد اي اجتماع على مستوى وزراء الخارجية للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن (الصين والولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا)، كما قال.

ووزعت باريس الاحد مشروع قرار حول لبنان على اعضاء المجلس.

وكانت باريس وواشنطن مختلفتين حتى الآن حول ترتيب اولوية تنفيذ المقترحات: فباريس تأمل في الحصول على اتفاق سياسي لتسوية الخلاف الاسرائيلي اللبناني قبل نشر قوة دولية في حين ترغب واشنطن في رؤية هذه القوة تأخذ مواقعها بأسرع وقت ممكن.

وكان مساعد المتحدث باسم الخارجية الفرنسية ديني سيمونو اعلن الثلاثاء "اننا مختلفون حول الوسائل، لكننا نتقاسم الاهداف نفسها".

واضاف "اننا نجري حوارا مع شركائنا الاميركيين في محاولة لضمهم الى موقفنا الذي يبدو لنا انه منطقي اكثر من ارسال قوة متعددة الجنسيات اعتبارا من الآن لن يكون لها الوسائل لتطبيق ما يطلب منها تطبيقه".

العاهل الاردني: الخيار العسكري سيفرّخ أكثر من حزب الله مستقبلا

أكّد العاهل الاردني عبد الله الثاني أن الخيار العسكري لن يدمر حزب الله وأن إقامة الدولة الفلسطينية تشكل مفتاح أزمات المنطقة وحذّر واشنطن وإسرائيل من "دفع ثمن" موجة التطرف التي حجبت صوت الاعتدال العربي بسبب سياسات إسرائيل المتشددة.

وقال عبد الله في مقابلة تنشرها صحيفتا "الغد" و"الرأي" الاردنيتان اليوم الخميس إن الاردن لن يشارك في قوات حفظ سلام في لبنان نافيا وجود محور سعودي-أردني-مصري ضد حزب الله.

وتحاشى الرد على سؤال حول المطالب الشعبية بسحب السفير الاردني من تل أبيب لكنه أكد أن الاردن يوظّف قنواته الدبلوماسية وعلاقاته مع إسرائيل والولايات المتحدة لنجدة الشعب الفلسطيني.

واعتبر العاهل الاردني أن محاولات إسرائيل تدمير حزب الله لن تفضي إلى نتيجة لافتا إلى أن السلام يكمن حصرا "بإعادة الاراضي المحتلة وإقامة دولة فلسطينية". وحّذّر من محاولات "تهميش الدور العربي".

وتساءل: "طيّب، إذا دمرتم حزب الله.. وبعد سنة.. سنتين، لا يتم إيجاد حل للقضية الفلسطينية أو لبنان أو سوريا.. سيبرز حزب الله جديد في بلد آخر، ربما في الاردن أو سوريا أو مصر أو العراق.. على إسرائيل أن تدرك ذلك".

وقال: "لا حل في الجنوب اللبناني دون اتفاق مع لحكومة اللبنانية" وشدّد على أن "الاولوية الآن هي لوقف إطلاق النار".

جندي إسرائيلي يأخذ قسطاً من الراحة على الحدود الإسرائيلية اللبنانية قبل التوغل في جنوب لبنان أمس
جندي إسرائيلي يأخذ قسطاً من الراحة على الحدود الإسرائيلية اللبنانية قبل التوغل في جنوب لبنان أمس
وحول مشروع الشرق الاوسط الجديد الذي قالت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس أنه في "مخاض الآن" أجاب العاهل الاردني: "أي مشروع لا يستند إلى تطلعات الشعوب وحقها في تقرير مصيرها، ويلبي آمالها في الامن والرخاء لن يرى طريقه إلى النور."

جنبلاط: النزاع بين اسرائيل وحزب الله يوجه "ضربة قاضية" للآمال المعلقة على لبنان مستقل

اعلن الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط في مقابلة مع صحيفة "الفايننشل تايمز" أمس الاربعاء ان النزاع بين اسرائيل وحزب الله الشيعي اللبناني يوجه "ضربة قاضية" للآمال التي يعلقها اللبنانيون على قيام دولة مستقلة وقوية وحرة من النفوذين السوري والايراني.

وقال نائب الشوف ان حزب الله شعر بالنصر. واضاف ان حزب الله "سرق آمال" الشبان اللبنانيين لكن وعلى غرار الكثير من اللبنانيين قال انه يجب دعم حزب الله ضد "العدوان الاسرائيلي الوحشي".

واعتبر جنبلاط انه "بعد 12 يوليو (تاريخ بدء القصف الجوي الاسرائيلي على لبنان) تجذر لبنان وللاسف بقوة في المحور الايراني-السوري". واضاف ان "الامل بلبنان مستقر ومزدهر بإمكانه اجتذاب الاستثمارات قد مات الآن".

واوضح ان لبنان "لن يكون الا دولة ضعيفة الى جانب ميليشيا قوية جدا".

وقال ايضا "ستكون حكومتنا مثل حكومة ابو مازن (الرئيس الفلسطيني محمود عباس) الى جانب حماس او ربما اسوأ ومثل حكومة (رئيس الوزراء العراقي نوري) المالكي في العراق".

وبعد ان اكد ان حزب الله اصبح بطلا في العالم الاسلامي والعربي، ندد الزعيم الدرزي بالسياسة الخارجية التي تنتهجها الولايات المتحدة في المنطقة. وقال "فشلهم في فلسطين وفشلهم في العراق والآن هذا الفشل في لبنان سوف يؤدي الى قيام عالم عربي جديد يكون في صالح العرب المتطرفين".

وختم جنبلاط بالقول "انه الشرق الاوسط الجديد. ليس شرق اوسط (كوندوليزا) رايس" وزيرة الخارجية الاميركية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى