زخم الحرب في لبنان لم يضعف في اليوم السادس والعشرين

> بيروت «الأيام» نجيب خزاقة :

>
جانب من القصف الاسرائيلي على الضاحية الجنوبية في لبنان
جانب من القصف الاسرائيلي على الضاحية الجنوبية في لبنان
في اليوم السادس والعشرين من العملية العسكرية ضد لبنان، لم يضعف زخم الحرب بين القوات الاسرائيلية وحزب الله، ففي حين قتل وجرح العشرات في الجانبين، رفضت بيروت مسبقا مشروع القرار الفرنسي الاميركي لوقف المعارك.

ورفض لبنان مشروع القرار الذي وزع أمس الأول السبت في مجلس الامن والذي يدعو الى "وقف كامل للاعمال الحربية" من دون المطالبة بوقف اطلاق النار، وكذلك رفضته دمشق وطهران اللاعبتان الاساسيتان في الشرق الاوسط، في حين اعلنت سوريا استعدادها لمواجهة "حرب اقليمية".

وكانت واشنطن سبق وحذرت من ان تبني قرار في مجلس الامن لن يكون الا "خطوة اولى" باتجاه سلام دائم، ولو ان القرار يهدف الى وقف الاعمال الحربية.

وفي اسرائيل، افادت مصادر طبية وفي الشرطة الاسرائيلية أمس الأحد عن سقوط 12 قتيلا واكثر من عشرين جريحا اصابات بعضهم بالغة في قصف صاروخي مركز لحزب الله الشيعي اللبناني على شمال اسرائيل.

وهي عملية القصف الاكثر دموية التي طاولت اسرائيل منذ اندلاع النزاع في 12 تموز/يوليو.

وسقطت الصواريخ الاحد بفارق زمني ضئيل على مبنى في بلدة كفر جيلادي شمال كريات شمونة في اقصى شمال الجليل. وسقط اكثر من عشرين من الجرحى في حيفا.

وافادت قناة الجزيرة القطرية، ان جميع القتلى عسكريون، الا انه لم يتسن تاكيد الخبر رسميا في اسرائيل.

من جهته، عرض التلفزيون الاسرائيلي صورا لجنود جرحى تم اجلاؤهم بالمروحيات وسيارات الاسعاف.

وميدانيا في لبنان، استمر القصف الاسرائيلي على البقاع في شرق البلاد وعلى الجنوب، حيث قتل اربعة عشرة شخصا، هم 12 مدنيا وجندي لبناني ومقاتل فلسطيني موال لسوريا، وجرح عشرة آخرون.

كما اعلنت المقاومة الاسلامية، الجناح العسكري لحزب الله، أمس الأحد ان ثلاثة مقاتلين في صفوفها قتلوا أمس الأحد، مما يرفع الى 51 عدد المقاتلين الذين اعلن الحزب الشيعي مقتلهم منذ بدء الهجوم الاسرائيلي الواسع على لبنان في 12 تموز/يوليو.

ونعت المقاومة الاسلامية بيان "الشهداء" الثلاثة وذكرت اسماءهم بدون ان تذكر تاريخ سقوطهم او مكانه.

من جهة اخرى، اكد ناطق باسم قوات الطوارىء الدولية في جنوب لبنان ان ثلاثة من جنود الكتيبة الصينية اصيبوا بجروح طفيفة أمس الأحد من جراء قذيفة اطلقها مقاتلو حزب الله وسقطت على موقعهم في الحنية جنوب صور (83 كلم جنوب بيروت).

وفي بيروت، افاد مراسل فرانس برس ان الطيران الاسرائيلي جدد بعد ظهر أمس الاحد قصف ضاحية بيروت الجنوبية، معقل حزب الله.

والقت الطائرات الاسرائيلية خمس صواريخ على حيين من الضاحية التي سبق ان دمر القصف الاسرائيلي احياء بكاملها فيها وخصوصا ما يعرف "بالمربع الامني" الذي يضم مقار ومؤسسات حزب الله.

واسفر الهجوم الذي تشنه اسرائيل منذ 12 تموز/يوليو في اعقاب قيام حزب الله الشيعي اللبناني بخطف جنديين اسرائيليين، عن مقتل حوالى الف شخص في لبنان غالبيتهم الساحقة من المدنيين فيما لا يزال الجيش الاسرائيلي، وهو واحد من اكثر الجيوش تطورا في العالم، عاجزا عن وضع حد لصواريخ حزب الله التي تمطر على شمال اسرائيل.

ويوم أمس الأول السبت، قدمت فرنسا والولايات المتحدة مشروع قرار مشتركا يطالب "بالوقف الكامل للاعمال الحربية في لبنان" الا ان لبنان سارع الى رفضه واعرب عن خشيته من ان يكرس القرار احتلالا اسرائيليا جديدا لجنوب لبنان حيث تشنر الدولة العبرية عشرة الاف عسكري في محاولة لفرض منطقة امنية عازلة.

الى ذلك، قالت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس أمس الأحد ان القرار الدولي حول النزاع في الشرق الاوسط يفترض ان ينهي بسرعة العنف الواسع النطاق في الشرق الاوسط الا انها حذرت من انه ليس سوى "خطوة اولى" باتجاه الحل الدائم.

وقالت "آمل ان تروا في وقت قريب للغاية نهاية لهذا النوع من العنف الواسع النطاق والعمليات العسكرية الواسعة النطاق" بشكل يسمح بنشر قوات دولية في جنوب لبنان.

الا انها لم تستبعد استمرار المناوشات بين حزب الله والجيش الاسرائيلي حتى بعد وقف اطلاق النار وقالت "لا استطيع القول بان بالامكان استبعاد حدوث مناوشات لفترة مقبلة".

واكدت ان الولايات المتحدة لا تريد ان تبقى القوات الاسرائيلية في لبنان "بشكل دائم".

وصرحت رايس للصحافيين اثناء وجود الرئيس الاميركي جورج بوش في مزرعته المجاورة لمكان انعقاد المؤتمر الصحافي "لا احد يرغب في بقاء اسرائيل في لبنان بشكل دائم".

الى ذلك، اعتبر وزير الخارجية السوري وليد المعلم أمس الأحد ان مشروع القرار الاميركي-الفرنسي المطروح في مجلس الامن لحل النزاع ليس سوى "وصفة لاستمرار الحرب" وذلك اثر اجتماعه مع رئيس الجمهورية اللبنانية اميل لحود.

وقال المعلم للصحافيين ردا على سؤال "القرار ليس عادلا وهو وصفة لاستمرار الحرب ولنشوب حرب اهلية لا تثير اهتمام احدا باستثناء اسرائيل".

وردا على سؤال عن موقف بلاده من خطة النقاط السبع التي طرحتها الحكومة اللبنانية لحل النزاع اكد المعلم ان سوريا "تدعم التوافق اللبناني. واذا كانت (الخطة) تحظى بالفعل بالتوافق كما قيل لنا فنعم".

واوضح ان التوافق "يعني توافق كل الفئات الفاعلة وخصوصا حزب الله الذي يقود المعركة على الارض" والذي يحظى بدعم سوريا وحليفتها ايران.

وفي وقت سابق، اكد المعلم من مدينة طرابلس الشمالية استعداد بلاده الكامل للدخول في مواجهة مع اسرائيل في حال هوجمت من قبلها مؤكدا "اهلا وسهلا بالحرب الاقليمية".

اما اسرائيل، فقد ردت ايجابيا على مشروع القرار الفرنسي الاميركي الا انها اكدت انها لن تنسحب من جنوب لبنان الا عندما تاتي قوة دولية للحلول مكانها، في حين يؤكد حزب الله انه لن يوقف العمليات ما دام "جندي واحد" على الارض اللبنانية. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى