الرئيس الفلسطيني: المقاومة اللبنانية هي عربية شريفة تقاتل بشراسة وأعطت نموذجًا جيدًا للمقاومة

> صنعاء «الأيام» عبدالفتاح حيدرة:

>
الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مؤتمر صحفي في صنعاء
الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مؤتمر صحفي في صنعاء
عقد الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن)، بدار الرئاسة بالعاصمة صنعاء أمس مؤتمرا صحفيا القى خلاله الضوء حول اسباب زيارته التي يقوم بها حاليا للجمهورية اليمنية,وفي بداية المؤتمر ألقى ابو مازن كلمة أشار فيها الى ان زيارته لليمن تستهدف تبادل وجهات النظر وبحث آخر التطورات في منطقة الشرق الأوسط لا سيما في الأراضي الفلسطينية.

وقال ان محادثاته مع الرئيس علي عبدالله صالح تركزت حول اعماق الازمة الفلسطينية اللبنانية وكيفية الخروج منها وايجاد الحلول لها، مثمنا دور الرئيس علي عبدالله صالح، والجمهورية اليمنية فيما يتعلق بدعم الشعب الفلسطيني بكل الاصعدة.

وتطرق الرئيس الفلسطيني في حديثه الى المشروع الأمريكي الفرنسي المقدم لمجلس الامن الدولي فيما يتعلق بالوضع في لبنان وخطف واعتقال رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني من قبل العدو الصهيوني، مشيرا الى ان ما يجري من اعتقالات في الضفة الغربية تطال الوزراء واعضاء المجلس التشريعي واعضاء البلديات وصل الى اكثر من 65 معتقلا.

وادان الرئيس محمود عباس الاعتقالات التي تمارسها اسرائيل ضد ممثلي الشعب الفلسطيني وخاصة رمز الشرعية الفلسطينية رئيس المجلس التشريعي.

وقال :«ان الحكومة الفلسطينية مع الاسف الشديد بين معتقل ومطارد فمنهم في قطاع غزة مطاردون وملاحقون من قبل الطيران الاسرائيلي ومن هم في الضفة الغربية معظمهم معتقلون وهذه هي صورة الوضع».

وفي رده على سؤال يتعلق بمدى استمرار الحصار الاسرائيلي على الحكومة والشعب الفلسطيني، اجاب الرئيس الفلسطيني بقوله: «الحصار مفروض علينا منذ فترة طويلة جدا وهو حصار اقتصادي وسياسي واجتماعي وأهمها الذي لا يعقل في أي بلد في الدنيا ان تكون الحكومة بين معتقل وبين مطارد وهذا نموذج من نماذج الحصار ونحن بحثنا أمورنا فيما بيننا منذ حوالي شهرين وكانت هناك حوارات فلسطينية والتي أثمرت وثيقة الوفاق الوطني او ما يسمى وثيقة الاسرى ومن حسن حظنا ان جميع الفصائل الفلسطينية وافقت عليها ونحن بانتظار الوقت المناسب لأن تهدأ الامور قليلا وتنتهي الاعتداءات على الاراضي الفلسطينية حتى نتمكن من بلورة هذه الوثيقة على الواقع».

وحول الاجتماعات واعلان التضامن مع الشعبين الفلسطيني واللبناني ومدى تأثيره في الواقع العربي والعالمي.. أجاب ابو مازن بقوله:«التضامن العربي يحتاج الى اجتماعات ولقاءات عربية والشعوب العربيه عبرت عن موقفها في كل مكان تأييدا ودعما للشعب اللبناني والشعب الفلسطيني لانهما يتعرضان فعلا لحرب ابادة واليمن وحده يقدم كل ما يستطيع واحيانا فوق ما يستطيع، وتعرفون ان الرئيس علي عبدالله صالح قدم من ذاته ومن مبادراته الوطنية الدعوة الى تجديد عقد قمة عربية, ولكن مع الاسف هذه المبادرة لم تحظ بالاجماع من اجل عقدها الا اننا متفائلون هذه الايام وهذا ما سمعته بالامس انه بعد اجتماع وزراء خارجية الدول العربية الذي سيتم في بيروت غدا (اليوم) بانه ستكون هناك قمة عربية وسيكون هناك مخطط للوصول للامم المتحدة لانعقاد مؤتمر دولي تبحث فيه القضية الفلسطينية من جذورها اما بالنسبة لقضية لبنان فاليوم هناك مشروع معروض على مجلس الامن وسمعتم تعليق الاخوة اللبنانيين عليه ونحن مع أي موقف تقفه الحكومة اللبنانية لانها أدرى بمصالحها ونحن ندعمها ونؤيدها كل التأييد».

وحول توجه السلطة الفلسطينية والحكومة اللبنانية لحل الازمة بفكرة تبادل الاسرى مع اسرائيل.. أجاب الرئيس الفلسطيني بقوله: «كما تعرفون ان لدينا في فلسطين أسيراً اسرائيلياً واحداً ولدى الاخوة اللبنانيين أسيرين ونحن بحثنا هذا الموضوع أكثر من مرة ولكن الى الآن لا يوجد ما يسمى بتبادل الاسرى وفكرة التبادل طرحت الا ان الحكومة الاسرائيلية للآن لم تعط جوابا واضحا محددا حول رفضها او قبولها لمسألة التبادل».

وحول مفهوم الشرق الاوسط الجديد ومدى جديته.. قال: «نحن سمعنا عبارة او جملة اسمها الشرق الاوسط الجديد ولكن لم نسمع عن أي مضمون عن أي مشروع وبالتالي لا نستطيع ان نناقش ما هو في الغيب وعندما يطرح هذا المشروع أتمنى ان يكون هناك موقف عربي واحد موحد من هذا المشروع».

وفيما يتعلق بعملية السلام ومدى تأثير العدوان الإسرائيلي الراهن عليها أوضح الرئيس الفلسطيني بقوله:«لو تفهم العالم وتفهمت اسرائيل نتائج هذه الحرب التي نسميها فعلا الحرب السادسة والحرب الشرسة على الشعبين اللبناني والفلسطيني.. فلو تفهموا نتائج وأسباب هذه الحرب لاستعجلوا في حل مشكلة الشعب الفلسطيني لانها جذر المشاكل ليس في المنطقة وانما في العالم، وأعتقد ان كل عاقل الآن يفكر بانه من الضروري العودة الى طاولة المفاوضات ليس من أجل ما يسمى مسار المفاوضات لان كلمة مسار هذه تأخذ سنوات ولا تصل الى نتيجة، المفروض ان يذهب العالم الى لب الموضوع ويعالجه من أساسه هذا ان فهموا و كانت هذه العبرة قد وصلت الى عقولهم وقلوبهم».

وفيما يتعلق بالاجراءات التي اتخذت من قبل السلطة الفلسطينية ازاء خطف واعتقال رئيس المجلس التشريعي، وكذا بشأن ما أثاره من قضايا خلال جولته الحالية، قال ابو مازن: «رئيس المجلس التشريعي أصبح أحد المعتقلين وبالتالي نحن نرفع صوتنا عاليا سواء في المحافل الاسرائيلية او في المحافل الدولية وبالذات لدى الامريكان واليوم أرسلنا مبعوثا للتحدث مع الوفد الامريكي المتواجد في القدس أولا للاحتجاج ولإدانة هذا الاعتقال المشين الذي تقوم به الحكومة الاسرائيلية بالاضافة الى ما يقارب عشرة آلاف معتقل ونحن ننظر الى الجميع على انهم أبناء الشعب الفلسطيني وقادة للشعب الفلسطيني لابد ان نقف الى جانبهم وندافع عن قضيتهم حتى يحصلوا على الحرية.. أما بالنسبة لهذه الجولة فهي كما سبقت وأوضحت بأنه لابد من حركة عربية والآن هي الحركة العربية المهمة ان نذهب مباشرة مثلا الى مؤتمر دولي لمعالجة القضية من جذورها لإيجاد حل وإيجاد نوع من الهدوء في المنطقة بأكملها».

وحول سؤال يتعلق بالوضع بعد الحرب، هل سيتجه المتحاربون الى السلام أم ماذا ؟ أجاب: «في نتيجة كل حرب بالتاريخ هناك طاولة يجلس عليها المتحاربون والدليل على ذلك ان ستة وعشرين يوما من المحق للشعب اللبناني هناك مشروع، هذا المشروع سواء كان مقبولا او غير مقبول لانه الآن في مراحله الاولى وبالتأكيد سيبحث الجميع حتى يصلوا الى توافق حول هذا المشروع ليجلسوا على الطاولة، اذاً بعد كل حرب لابد ان يكون هناك جلوس على الطاولة من أجل السلام ولذلك أيا كانت النتائج وأيا كانت الحروب التي خضناها على مدى السنين والنتيجة الكل يجلس على الطاولة والكل جلس على الطاولة لذلك موضوع السلام موضوع مهم جدا يجب ان نتمسك ونؤمن به وان نعمل من أجله ولندع الآخرين يرفضونه لأنهم سيكونون هم الخاسرون».

وفي رده على سؤال لـ«الأيام» عن مدى انعكاس ما يحدث في لبنان على الوضع في الأراضي الفلسطينية خصوصا في ظل التوجه الإعلامي نحو ما يجري في لبنان وتجاهل الوضع في الأراضي الفلسطينية أجاب قائلا: «ربما لانه في لبنان الوضع أكثر حرقة وأكثر شمولية وبالتالي تتجه الانظار اليه وهذا لا يزعجنا لان الشعب اللبناني ايضا يهمنا وهو شعب شقيق وشعب ناضل ويناضل من أجل القضية الفلسطينية وشعب بكل المقاييس يستاهل كل الاحترام والتقدير ، ولكن في نفس الوقت ما يجري في الارض الفلسطينية نلاحظ ان بعض محطات وسائل الاعلام تركز عليه وهو وضع لا يقل خطورة ولا يقل صعوبة عن ما يجري في الارض اللبنانية وهناك أيام تمر يسقط فيها ثلاثون شهيدا ومئة جريح في قطاع طوله أربعون كيلومترا وعرضه سبعون كيلومترا وفي قطاع كله بشر كيفما ضربت القوات الاسرائيلية تصيب ناس وتصيب عائلات وهناك عائلات كاملة أبيدت وبالتأكيد نحن نرفع صوتنا دائما بانه لابد من الالتفات نحو القضية الفلسطينية ولابد من ايجاد حل لهذه الاعتداءات الغاشمة التي يتعرض لها شعبنا».

وحول النتائج التي أفرزتها الأحداث الجارية حاليا على الأراضي اللبنانية والفلسطينية ومدى الاتعاظ بها تجاه التعامل مع الكيان الصهيوني.. قال ابو مازن: «ان نتيجة هذه الاحداث التي تجري على الاراضي اللبنانية والاراضي الفلسطينية لابد لأي ذي عقل ان يتعظ وان يأخذ العبرة وان يعرف انه مهما تمكن ومهما كانت لديه من امكانات القتل والابادة لن يصل الى الامن والامان دون ان يأخذ الطرف الآخر حقوقه ، نأمل في هذه الحرب ان يعقل الآخرون ويتعظوا ويفهموا ان السلام أفضل لهم من الحرب».

وفيما يتعلق بالكيفية التي تنظر بها القيادة الفلسطينية للمقاومة اللبنانية.. قال أبو مازن: «بلا أدنى شك ان المقاومة في لبنان هي عربية شريفة وهي تقاتل بشراسة وأعطت نموذجا جيدا للمقاومة ولكن بالنهاية هناك مسارات في اتجاهات مختلفة فهناك مثلا في لبنان هناك مشروع إن أقر سيعالج المسار اللبناني ولا يوجد بالمقابل مشروع لفلسطين وبالتالي ربما يحصل هذا بعد فترة ولكن بالنتيجة الكل يسعى للمصلحة العامة».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى