مع الأيــام .. مناضل من زمن نادر

> فاروق ناصر علي:

>
فاروق ناصر علي
فاروق ناصر علي
«كان وحده/ شاعرا يرهبُ حد السيف حده/ وتخاف النار برده/ ويخاف الخوف عنده/ لم تقيده قيود القهر/ لكن هو من قيد قيده/ ورمى الرعب بقلب الجند/ لما أضحت الاحرف جنده/ وبحرف أعزل كسّر سيف الأنظمة/ لم يكن معجزة/ لكن صدق الكلمة/ يطعن السيف بورده». أحمد مطر

> في يوم السادس عشر من هذا الشهر تأتي ذكرى رحيل الفقيد المناضل (عبدالله باذيب) وهي الذكرى الثلاثون منذ رحيل هذا المناضل، المثقف، الأبرز على مدى تاريخ النضال الوطني في البلاد.. كان الراحل العزيز من السباقين في استنهاض الهمم الوطنية في الصحافة المحلية وله الكثير من المقالات التي تشهد دوره الفاعل في هذا المجال.. وهي كلها مجتمعة تشكل بصدق مرجعية مهمة لتاريخ الحركة الوطنية اليمنية المعاصرة.

> لا يخفى على أحد أن هذا العملاق الراحل لم يتطلع يوما إلى المناصب والمكاسب والكراسي وهو الذي لعب دورا بارزا عبر صحيفة «الأمل» ومن خلال حزبه (اتحاد الشعب) الذي كان الأمين العام له.. وكانت مساهمته الفعالة المتميزة لها الدور المهم في توحيد فصائل العمل الوطني في إطار (التنظيم السياسي الموحد) الذي تشكل منه (الحزب الاشتراكي) لاحقاً وكان أحد أعضاء المكتب السياسي حتى وفاته.

> لا يمكن الحديث عن كل مناقب هذا (المفكر، المثقف، الهادئ، الصبور، الشجاع، والنزيه)، الذي تحمل بكل صبر العقول (المتشنجة، والمزايدة، والانتهازية) حين كان في المكتب السياسي أو حين شغل (وزارة التربية والتعليم) و(وزارة الثقافة والسياحة).. لم يغره المنصب ولم يرتح للكرسي، وهو الذي ناضل بكل صلابة وبعقل ومنطق ودخل المحاكمة إبان الاحتلال البريطاني.

> كان يتطلع إلى وطن يحميه سياج العقل والفكر والإخلاص لا إلى وطن تحميه عقول طفولية متشنجة ومزايدات تحرق المراحل ويشيب من هولها الولدان (رحمة الله عليه لم يبق ليرى إلى أين انتهت تلك المزايدات من سوق المزايدة إلى مصنع السمسرة) وحين تعب القلب الكبير بعد طول عناء رحل المناضل لكن مآثره ستبقى كما بقيت خالدة خلود الزمن.

> اليوم في الوقت الذي نرى فيه أسماء تطلق على الشوارع والمدارس والأزقة في مدينة (عدن) لم يعرف أصحابها عدن، ولم تعرفهم هذه المدينة الصابرة على الباطل، تم شطب اسم الراحل العملاق من (مكتبة باذيب، معهد باذيب) وكأن الوطنية والنضال والفكر المتحضر والنوايا الصادقة أصحبت حكراً عليهم وحدهم.

> أقول.. من المعيب على (النظام) أن يرضى بمحو اسم هذا الراحل العملاق في زمن ازدحمت دوربه اليوم بالأقزام والسماسرة.. من المعيب أن لا يكرم هذا الفقيد المتميز الذي علم الكثيرين معنى (الوحدة، والنضال، والبناء) على ميدان في (عدن) أو شارع أو على أقل تقدير تصحيح الخطأ وإعادة اسمه - حتى - على المكتبة أو نقول لا كرامة لرجل عملاق في وطن يندر فيه الرجال؟! رحم الله (عبدالله باذيب) وكل الرجال الذين صنعوا المجد ورحلوا خالي الوفاض!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى