جدل بين الحكومة العراقية والقوات الاميركية حول سبب انفجارات الزعفرانية

> بغداد «الأيام» جي دشموك :

>
طفل عراقي اصيب في الانفجار وسط الزعفرانية
طفل عراقي اصيب في الانفجار وسط الزعفرانية
اندلع أمس الإثنين جدل بين القوات الاميركية والحكومة العراقية حول سبب التفجيرات التي ضربت حي الزعفرانية في جنوب شرق بغداد مساء أمس الأول الأحد والذي اسفرت عن 57 قتيلا على الاقل و150 جريحا.

ففي الوقت الذي اعلن فيه الجيش الاميركي ان سبب الكارثة نجم عن انفجار قارورات للغاز، تصر السلطات العراقية على توجيه اللوم الى المتمردين الذين اتهمتهم بقصف هذا الحي بالصواريخ وتفجير عبوتين ناسفتين على الاقل وسيارة مفخخة.

ومهما كان سبب هذه التفجيرات، فانها ساهمت في تصعيد التوتر السياسي في العاصمة العراقية التي تعاني اصلا اعمال عنف يومية تخلف العشرات من القتلى.

واعلن الجيش الاميركي أمس الإثنين ان الانفجارات التي هزت مساء أمس الأول الأحد سوق الزعفرانية جنوب بغداد والتي اسفرت عن قتل العشرات وانهيار عدد من المباني، نجمت عن انفجار عرضي لقوارير غاز.

وقال الميجور جنرال وليام كالدويل المتحدث باسم قوات التحالف في العراق للصحافيين ان "خبراء المتفجرات الاميركيين يعتقدون ان السبب الرئيسي للانفجارات (أمس الأول الأحد) هو انفجار لقوارير غاز".

واضاف ان "خبراء المتفجرات اعلمونا اليوم انه من الواضح جدا ان سبب الانفجار ناجم عن قوارير غاز في الطابق الاول من بناية".

وتابع ان "الانفجارات الثانوية كانت ناجمة عنه ايضا" مؤكدا ان "كل شيء يشير الى انه حادث انفجار غاز داخلي ولد سلسلة من الانفجارات"وجاء هذا الموقف الاميركي مختلفا تماما عن موقف الحكومة العراقية.

وقال مسؤول مكتب العلاقات في مكتب رئيس الوزراء نوري المالكي ان "المعلومات التي اعلن عنها المكتب الاعلامي كانت بناء على تقارير وزارة الداخلية والتحقيقات المتعلقة بالتفجيرات".

واتهم رئيس الوزراء نوري المالكي "التكفيريين" بالقيام بهذه التفجيرات في محاولة منهم لاشعال الفتنة الطائفية.

وقال المالكي في بيان "لقد خطط الارهابيون لهذه الجريمة البشعة بحيث توقع اكبر عدد من الضحايا في صفوف المدنيين الابرياء وهذه دلالة على حقدهم المتأصل على العراق ومحاولاتهم لاثارة الفتنة والاقتتال الطائفي بين ابناء الشعب العراقي".

واضاف "نستنكر وندين بشدة سلسلة الإعتداءات الارهابية التي نفذها عتاة الارهاب والتكفيريون يوم أمس الأول الأحد في منطقة الزعفرانية".

واكد المالكي ان "اجهزتنا الامنية ستلاحق هؤلاء القتلة وستقدمهم الى العدالة لينالوا العقاب الذي يستحقونه".

وكانت السلطات العراقية اعلنت ان عبوة ناسفة انفجرت قرب مبنى سكني في حي تجاري وسط الزعفرانية اسفرت عن انهيار جزء كبير من المبنى، تلاها هجوم انتحاري بدراجة نارية استهدف مدنيين بعد تجمعهم قرب المبنى.

وحسب رواية السلطات العراقية سبق ذلك سقوط قذيفة كاتيوشا على مبنى سكني في سوق +الكبيسي+ وسط الزعفرانية ما ادى الى انهيار المبنى المكون من خمس طبقات بالكامل، تلاه انفجار سيارة مفخخة في سوق +مريم+ على بعد مئة متر لدى تجمع مواطنين.

كذلك جرح ثلاثة من عناصر الشرطة في انفجار عبوة ناسفة استهدفت دورية للشرطة لدى توجهها الى الزعفرانية.

وتعتبر هذه الانفجارات الاسوأ منذ الاول من تموز/يوليو حيث ادى انفجار شاحنة مفخخة في سوق في مدينة الصدر ذات الغالبية الشيعية الى مقتل 66 مدنيا واصابة اكثر من 200 اخرين.

ودفعت هذه التفجيرات مؤيدي التيار الصدري الذي يتزعمه رجل الدين الشاب مقتدى الصدر احد اكبر المناهضين للوجود الاميركي، الى تفعيل دور اللجان الشعبية المناطقية لحماية احياء الشيعة.

وقال صاحب العامري الامين العام لمؤسسة شهيد الله التابعة للتيار الصدري مستنكرا الهجمات "نطالب الحكومة تفعيل دور اللجان الشعبية (...) وتنقية الاجهزة الامنية من العناصر المشبوهة التي تستغل الصفة الحكومية لتنفيذ اعمال اجرامية".

واضاف "نحن على ثقة ان هذه المطالب لم ينفذ منها اي شيء (...) لان الحكومة مع شديد الاسف قد خضعت لاوامر الاحتلال الذي يخطط لاشعال حرب طائفية ويتعاون مع القوى التكفيرية".

ومنذ تفجير ضريح شيعي في سامراء في شباط/فبراير الماضي اندلعت حملة اغتيالات متبادلة بين جماعات متشددة من الشيعة والسنة وتركزت في العاصمة بغداد.

واطلقت عملية "معا الى الامام" التي يشارك بها اكثر من خمسين الف جندي وشرطي عراقي واكثر من عشرة الاف جندي اميركي من اجل وقف العنف الذي يخلف خمسين قتيلا يوميا على الاقل.

واعلنت قوات التحالف أمس الإثنين انها ستوسع عملياتها التي بدأت الاسبوع الماضي في حي الدورة في جنوب بغداد الى منطقتي الشعلة والعامرية اللتين تعتبران من المناطق الساخنة. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى