مرشح الرئاسة المجيدي لـ «الأيام» : لم أتشـاور مع قيادة الاشتراكي لأنهم حسموا موقفهم لبن شملان

> «الأيام» علي الجبولي:

> بداية لمن يُرجع المرشح المستقل المجيدي الفضل بتزكيته للحكم أم المعارضة؟أرجع الفضل لكل الطبيين الذين منحوني أصواتهم لتزكيتي سواءً أكانوا من المستقلين أم من كتل أحزاب المعارضة أو من كتلة الحزب الحاكم الذي يمتلك الأغلبية في البرلمان ومجلس الشورى.

< هل كانت التزكية عملاً بالقول المأثور: من كان لديه فضل ظهر فليعطه من لا ظهر له، أم مغازلة سياسية لها أبعادها؟

- لا أستطيع ان أتحدث عن نوايا الناس وعن بواطن الأمور، فكل ما أستطيع ان أتحدث عنه هو الظاهر من المواقف وقد كان موقفهم ينطلق من حسابات وطنية وحرص على التجربة الديمقراطية وتأصيلها. وعن نفسي أستطيع القول انني تقدمت للترشح استناداً على رغبتي وقراري الشخصي المستقل وأقول لمن يحملون الشك في نفوسهم: كفوا عن هذا التفكير غير السياسي إن كنتم تحترمون السياسة كوسيلة للبناء الوطني وإلا سيكون في نظرهم كل مرشح لمنصب الرئاسة أو حتى لمجلس النواب أو المجالس المحلية إن لم يكن معهم فهو مشوش عليهم، أي ان كل مواطني يمارس حقه الدستوري والديمقراطي هو مشوش من وجهة نظرهم، أعتقد ان هذه النظرة قاصرة ولا تليق بقيادات سياسية .

< هل يمكن ان نقرأ الخطوط البارزة في برنامج الانتخابي؟

- محاربة الفساد المستشري في كل أجهزة ومفاصل الدولة.. هذه الظاهرة التي شوهت وجه اليمن داخلياً وخارجياً وتعاني منها مختلف قطاعات الشعب. ايضاً معالجة آثار حرب 1994م التي سببت كثيراً من التشوهات في مسار الوحدة وتركت كثيراً من الأضرار النفسية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية في حياة المواطنين وفي المقدمة المحافظات الجنوبية والشرقية دون ان نغفل معاناة المواطنين في كل محافظات الجمهورية. كذلك بناء دولة المؤسسات دولة النظام والقانون، ومعالجة أوضاع القطاعات الواسعة من المجتمع ممن يواجهون اليوم ضنك العيش ولاسيما قطاعات الشباب والمرأة وفئات المهمشين الذين لم يحظوا بالاهتمام والرعاية الكافية من قبل النظام السياسي الحالي، ومعالجة مشكلة البطالة وتوفير فرص عمل للخريجين، واصلاح أوضاع المؤسستين العسكرية والأمنية وكذلك اصلاح اوضاع السلك الدبلوماسي والسياسة الخارجية.

< لا إعلام لديك ولا مال لمنافسة مرشح المشترك وخلفه خمسة أحزاب مع صحفهم وصحف مناصريهم، وكذلك منافسة مرشح المؤتمر رئيس الجمهورية وتحت تصرفه المال والإعلام الرسمي والوظيفة العامة والصحف الحزبية والرسمية الموالية. فعلى أي الأوراق تعول في هذه المنافسة غير المتكافئة؟

- ورقتي كل جماهير الشعب اليمني وكل المخلصين من أبناء هذا الشعب من المستقلين -وهم الأغلبية الصامتة- وكل المخلصين والخيرين في كل الأحزاب السياسية اليمنية.

< شخصية معارضة بحجم أحمد المجيدي ذات مكانة في الحزب.. والترشح مستقلاً من البديهي ان يثير تساؤلات وأقاويل كثيرة كيف ترد؟

- ليس هناك ما يعيب اطلاقا، قبل كل شيء أنا مواطن يمني له حقوق دستورية وعليه ايضاً واجبات، فإذا شعرت بأنني لا أستطيع الحصول على حقوقي أو تأدية واجباتي في اطار الحزب الذي أنتمي إليه فمن حقي ان أناضل في سبيل الحصول على حقوقي وتأدية واجباتي تجاه وطني وأبنائه كمستقل يكفل له الدستور ذلك.

< لم يعد المواطن اليوم يثق بوعود الحاكم ويرى صعوبة في تحقيق وعود المشترك .. فهل جاء ترشحك انتهازا للفرصة؟

- يمتلك المواطن كل الحق في هذه النظرة بسبب معاناته في مختلف مناحي الحياة، إذ لا ننكر أن هناك إنجازات تحققت ولكنها لا تصل الى المستوى الذي يطمح إليه الانسان اليمني بل وفائدتها له ضئيلة فما فائدة بناء مستشفى أو مركز صحي إذا لم يحصل منه المواطن على الدواء. وما فائدة المدرسة أو الجامعة تبنى ولا يستطيع المواطن أن يدرس فيها أبناءه؟ وما فائدة أن تصل كهرباء أو مياه لا يستطيع المواطن تسديد تسعيرتها؟

الناس في فقر مدقع إذ بلغ متوسط دخل الفرد اليمني أدنى مستويات الدخل على مستوى العالم، أما المعارضة فالحديث عنها ذو شجون، ما يمكن إيجازه انها ابتعدت كثيراً عن معاناة المواطن ولم تلامس جوهر هذه المعاناة حينما ابتعدت نوعا ما عن أهدافها كمعارضة سياسية، كل هذا أدى بالمواطن إلى الشعور أن السلطة والمعارضة وجهان لعملة واحدة في غالب الأحيان.

< المشترك قدم منذ أشهر رؤيته للإصلاح الشامل الذي أعد برنامجه للانتخابات الرئاسية د. ياسين سعيد نعمان أمين عام الاشتراكي قال (لو تبنى علي عبدالله صالح برنامج المشترك لأجمعنا عليه) هل كنت ستجمع مع المجمعين؟

- نعم كنت سأقف مع هذا الإجماع ولكن من المتعارف أن هذا البرنامج برنامج المشترك ومسؤولية تنفيذه تقع على عاتقه وليس على شخص أو حزب آخر من خارجه.

< فلم عارضت ترشيح بن شملان وقد تبنى برنامج المشترك هل لأنه مستقل أم لشخصه؟

- معارضتي كانت على مبدأ الترشيح، إذ إنه من المفروض أن تدرس هذه المسألة دراسة معمقة لاختيار مرشح المشترك للرئاسة من قيادة الحزب الاشتراكي خاصة وأن الحزب يمتلك الخبرات والقيادات الكفؤة والمؤهلة لخوض غمار التنافس.

< معارضتك لترشيح بن شملان ثم ترشحك، مواقف تعارضت مع مواقف قيادات حزبك. يقول د. ياسين عن مرشح المشترك (راض عنه كل الرضى) ويرد محسن على ترشحك (كان أولى به ان يأتي للهيئات ويناقش المسألة) فهل طرحت ترشحك ولم يقبل فكان ترشحك رد فعل؟

- اعتراضي ليس على ترشيح بن شملان أو حتى شخصه اذ إن اسمه لم يطرح على اجتماع اللجنة المركزية في دورتها الأخيرة ولكن ما نوقش هو مبدأ الترشيح وكان اعتراضي على أساس المبدأ وليس على الشخص ذاته. أما الأخ د. ياسين فمن حقه ان يقول رأيه بالموافقة أو الاعتراض على أي مرشح، وبالنسبة لحديث الأخ محمد سعيد عبدالله (محسن) حول عدم تشاوري مع الهيئات فهذا صحيح أنا لم أتشاور بعد ان حسم الإخوة في قيادة الحزب موقفهم لصالح مرشح المشترك فاتخذت قراري الذي اقتنعت به بمحض ارادتي وتقدمت مرشحاً مستقلاً استنادا لحق من حقوقي كمواطن.

< يفهم من حديثك افتراق ما مع رفاقك في الحزب.. أين تلتقي مع تيار (اصلاح مسار الوحدة) في هذا الحزب؟

- لا أعرف من أين أتيت بهذا الاستنتاج للافتراق.. أؤكد ان ليس هناك افتراق بيني وبين حزبي وسأظل متمسكاً بتاريخي النضالي الذي أعتز به في اطار هذا الحزب الذي أتشرف بدوري الكفاحي في صفوفه الى جانب طابور طويل من أعضائه المناضلين المجربين، أما تيار اصلاح مسار الوحدة فإنني ألتقي معهم في تحقيق هذا الشعار الذي عقد في ظله المؤتمر العام الرابع (مؤتمر الشهيد جار الله عمر، في يوليو 2005م) وهو اصلاح مسار الوحدة باعتبارها مهمة وطنية ينبغي ان يضطلع بها كل مناظل شريف سواءً أكان في الحزب الاشتراكي أم في الحزب الحاكم أم في بقية أحزاب المعارضة.. وإننا نشعر ان مسار الوحدة قد رافقته كثير من التشوهات وأبرزها حرب 94م وما نتج عنها من تشوهات عانى منها ومازال يعاني أبناء الوطن وعلى وجه الخصوص في المحافظات الجنوبية والشرقية، وقد أختلف مع هذا التيار في بعض الرؤى الخاصة بآليات تحقيق هذا الهدف (اصلاح مسار الوحدة) .

< «الحزب رقم صعب لا يستطيع أحد ان يقزمه أو يعزله عن الحياة السياسية» ماذا نقرأ في عبارتك هذه؟

- الحزب رقم صعب لأنه بني وتأسس من كل فئات الشعب في شماله وجنوبه وفي ظروف نضالية صعبة فكان له باع طويل في النضال ضد الاستعمار البريطاني وفي الدفاع عن ثورة سبتمبر فهو يمتلك تجربة وتاريخاً كفاحياً مجيداً واجتاز جملة من الصعوبات باقتدار رغم المآسي التي تجرعها أعضاؤه وقياداته جراء الصراعات الدموية التي رافقت بعض مراحل مسيرته، تلك الصراعات التي مازلنا نتألم من مرارتها حتى اليوم.

< أمام الذاهب الى قصر الرئاسة ملفات حبلى بالقضايا تنتظر من يحلها: الفساد، الفقر، مطالب المانحين، الحريات.. الخ لو قدر لك الوصول الى القصر فبأي الملفات ستبدأ؟

- بملف تعزيز الوحدة باعتبارها من أعظم وأسمى الأهداف التي حققها الشعب اليمني عبر مسيرته النضالية، وبملف تعزيز الديمقراطية والسلم الاجتماعي وبناء دولة النظام والقانون ومن خلالها نضمن معالجة بقية الملفات التي يأتي في صدارتها ملف التنمية الاقتصادية والاجتماعية بمجملها.

< ظواهر خطيرة وغير مألوفة برزت في المحافظات الجنوبية: الثأر، السطو على الأراضي، نهب المال العام.. ما الأولويات التي تحملها أجندة المرشح احمد المجيدي؟

- كل هذه القضايا تضمنها برنامجنا الانتخابي باعتبارها ظواهر شوهت مسار الوحدة والديمقراطية وأضرت بالتنمية التي كان يطمح لها شعبنا اليمني، ولكن للأسف لم تتحقق حتى اليوم.

< كيف ترى حاضر الأمة العربية اليوم؟

- ما يحدث للأمة العربية في غير مكان شيء مؤلم، وما حدث في لبنان مؤخراً من تدمير منظم من قبل دولة اسرائيل العنصرية ومن يدعمها دليل على حالة الهوان التي أصابت الأنظمة العربية، والتي لا يكون الخروج منها الا بمواقف عربية موحدة تتصدى للعدوان والإذلال، ونسجل هنا اعتزازنا بموقف بلادنا من العدوان الإسرائيلي الصهيوني على لبنان الشقيق مؤخراً رغم ظروف بلادنا الا ان موقفها السياسي كان صريحاً ودعمها الإنساني الأخوي كان حاضراً.. ونأمل ان يتحقق للعرب بعد هذه الأزمة مواقف تضامنية في وجه الغطرسة الصهيونية التي انكسرت ومرغت في أوحال جنوب لبنان بفضل المقاومة الباسلة.

أحمد عبدالله المجيدي: غني عن التعريف، تبوأ مناصب عديدة في محافظة لحج ومختلف محافظات الجمهورية، الا ان شخصية الرجل ظلت على سجيتها تتسم بالكياسة والهدوء وعدم حب الظهور. وفي مختلف المراحل ظلت علاقاته القبلية والشعبية أكثر حضوراً من المكانة الحزبية أو الرسمية، قريباً من كل فئات وشرائح المجتمع مما أكسبه مكانة اجتماعية مرموقة لم يحددها الموقع الرسمي الذي يحتله ويتبوأه بمقدار ما حددها سلوك التواضع الذي جبل عليه.

عقب الاستقلال الوطني في جنوب الوطن عام 1967م، الذي كان المجيدي أحد فدائييه والمشاركين في تحقيقه، تنقل في مناصب كثيرة في مناطق مختلفة بالمحافظات وخاصة لحج سواءً بالسلطة المحلية أو قيادة الحزب، مما عزز من خبراته ومعارفه، فقد عين محافظاً لمحافظة المهرة، فحضرموت، ثم محافظاً لمحافظة إب قبل ان تجبره الحرب الأهلية عام 1994م على النزوح الى خارج الوطن. وبعد عودته من النزوح القسري الذي دام 8 سنوات برز اسم المجيدي على السطح حين فاجأ الجميع بترشحه مستقلاً لخوض المنافسة على كرسي الرئاسة متجاوزاً رؤية وموقف حزبه- الحزب الاشتراكي اليمني- مما أثار التأويلات والأقاويل التي طالته بعضها بسهام الغمز واللمز غير ان أرصنها آثر التروي.

كل هذا حفز «الأيام» لمحاورته وقراءة أفكاره والتعرف على خفايا قضايا نعتقد أن القارئ يتشوق للاطلاع عليها بشفافية كاملة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى