البدء بتشغيل محطة اتصالات جيشان المتسعة لـ 240 خطاً قابلة للتوسع إلى 960 خطاً

> «الأيام» أحمد يسلم صالح:

>
محافظ أبين يلقي كلمة في جموع المواطنين بمديرية جيشان أمس الأول
محافظ أبين يلقي كلمة في جموع المواطنين بمديرية جيشان أمس الأول
انطلقنا فجر يوم أمس الأول الثلاثاء 5/9 سبتمبر في رحلة استكشافية إلى مديرية جيشان وتكونت مجموعتنا التي يقودها م. فريد مجور، محافظ أبين من م. صالح الصبري، مدير عام الاتصالات بالمحافظة وم. شهاب ناصر ابو ناصر، مدير عام مياه الريف والعقيد جغمان الجنيدي، وزملاء إعلاميين وآخرين، فكان علينا بعد مضي أكثر من ساعتين ونصف الساعة من زنجبار إلى أسفل عقبة (امحلحل) أن نواصل سيرنا في طريق هي الأصعب بل هي من الرعب والخوف ما يجعلك تحبس أنفاسك مع كل لفة واستدارة في طريق لولبي حلزوني وفي قمة ذلك الجبل تتقارب (اللفات) ومعها تتصاعد الزفرات ومع ان المحافظ كان يقود سيارته بمفرده لكن ما هدأ روعنا كون زميلنا أحمد مجور، سائق السيارة الأخرى قد استحضر كل مهاراته وخبرته في قيادة السيارة المقلة لنا وكنا جميعاً نحمد الله مراراً وندعوه باللطف وحين اجتزنا تلك العقبة الشرسة هدأت خواطرنا إلى حين وحين بلغنا شرعان قدمان، التي تتبع مديرية لودر كما عرفت وهي تكتسي بنضارة واخضرار تزينها سنابل الذرة والدخن ومحاصيل أخرى وخلال ثلاث ساعات أخرى في طريق(مكسرة) ووعرة كان علينا ان نمر في امشطبة ، امصلح وعطفة آل سليمان، ثم إلى مرحوم وقرى أخرى عبر وادي ضراء الذي يصب في محافظة شبوة، وصولاً إلى ما يعرف بعاصمة المديرية التي وصلناها في الواحدة والنصف بعد الظهر وهناك كانت جموع من الأهالي في استقبال الاخ المحافظ ومرافقيه، وفي كلمة له رحب مدير عام المديرية الأخ حسين حيدرة بالوفد الزائر وتطرق في كلمته إلى أهم مطالب المديرية من الطرقات ومشاريع الصحة والتربية ومياه الشرب ودفاعات عن التربة والاراضي الزراعية معتبراً إنجاز مشروع مركز الاتصالات أحد أهم المشاريع التي كسرت حاجز العزلة عن جيشان وربطتها بالعالم الخارجي.

ثم ألقى الأخ المحافظ كلمته في جموع الحاضرين قائلاً: «باسمي وزملائي في الوفد نشكر لكم حضوركم ونسأل الله ان يوفقنا في خدمة ورعاية كافة أبناء محافظة أبين ومنها مديرية جيشان وفي زيارتنا هذه نؤكد لكم حرصنا على الاطلاع على همومكم والتي هي همومنا في نفس الوقت وهذا يجعلنا نحس ونلامس عن قرب احتياجاتكم ومعاناتكم منها ما يتعلق بالطرق المؤدية إلى المديرية ومنها امصومعة - جيشان، امحلحل - جيشان، الطلح - جيشان، وكذا مشاريع الحفاظ والدفاع عن الاراضي الزراعية والكهرباء والمياه واليوم جئنا لافتتاح سنترال اتصالات جيشان الذي يربط هذه المديرية بالعالم الخارجي، وعلى ذلك أدعوكم الحفاظ على كل ما أنجز فالدولة مهمتها أن توجد المشاريع ومهمتكم ايضاً الحفاظ عليها وصيانتها، باعتبار ذلك ملكاً لكم جميعا». واضاف الاخ المحافظ:«أدعوكم إلى التفاعل الإيجابي مع العرس الديمقراطي يوم 20 سبتمبر المتمثل في الانتخابات الرئاسية وانتخابات المجالس المحلية، بانتخاب من رأيتموه يحسن تمثيلكم ويتبنى همومكم».

وعقب اختتام الحفل الخطابي كان علينا أن نتوجه إلى محطة الاتصالات على قمة جبل (مروحة) عبر أحد الشعاب حين تركت السيارات وإلى قمة التلة صعدنا مع الأخ المحافظ والمهندس صالح الصبري سيراً على الأقدام، معها أدركنا الصعوبة في انشاء هذه المحطة التي تم جلب مواد البناء وبعض الأجهزة لها على ظهور الرجال والجمال معاً حيث أزاح الأخ المحافظ والمهندس الصبري الستار ايذانا بتشغيل محطة اتصالات جيشان التي تتسع لـ 240 خطا هاتفيا قابلة للتوسع إلى 960 خطاً بتكلفة 36 مليون ريال من المؤسسة العامة للاتصالات، ودشن الأخ المحافظ المحطة باتصال إلى نائب رئيس الجمهورية. وأوضح الاخ م. صالح الصبري، مدير فرع أبين لـ «الأيام» موضحاً «أنه بافتتاح وتشغيل محطة جيشان نكون قد أتممنا تغطية كافة مديريات محافظة أبين الـ 11 بشبكة ومحطات الاتصالات البالغ مجموعها 20 ألف خط والجاهزة للاستخدام 50 ألف خط» مشيراً إلى «أنه ورغم التكلفة الباهظة في إنشاء بعض محطات الاتصالات ومنها محطة جيشان إلا أن المؤسسة تنطلق من ضرورة تسهيل خدمات المواطنين وربط المديريات بالمحافظة والعالم الخارجي ايضاً، وهذا يأتي مواكباً للتطورات المتسارعة في عالم الاتصالات من ناحية ومن ناحية أخرى خدمة للمواطنين الذين لا شك سيعرفون ومنهم إخواننا بجيشان مدى أهمية الاتصالات وما توفره من وقت وجهد ومال».

طريق عقبة امحلل ذو المنعطفات الحلزونية
طريق عقبة امحلل ذو المنعطفات الحلزونية
وعقب ذلك عدنا وبعد تأدية صلاة الظهر تناولنا الغداء وبعد استرحة كان لا بد من العودة وإن صعب السفر، حين قررنا المغادرة في الثالثة إلا رُبعاً وعبر منعطفات وادي ضراء الرهيبة تبين لنا مدى ما ألحقته السيول الجارفة التي توالت على مناطق جيشان من أضرار جسيمة بالاراضي الزراعية خلال هذا العام والأعوام الماضية مما يستدعى أمانة ان تضع الحكومة والسلطة المحلية تصوراتها ومعالجاتها السريعة للحفاظ على التربة والأراضي الزراعية ليس في جيشان وحسب ولكن في بقية الأودية والمناطق في محافظة أبين التي تتميز بكونها محافظة زراعية من الدرجة الاولى بما تحويه من تنوع مناخي وزراعي يجعلها قادرة على إنتاج محاصيل زراعية متنوعة وذات قيمة خصوصاً في السنوات التي يمن الله بها بالأمطار.

وهنا من وجهة نظري أجدها مناسبة لدعوة الحكومة لعقد اجتماع استثنائي وعلى وجه السرعة لمناقشة جملة من المتطلبات والمشاريع الهامة في محافظة أبين ووضع الحلول لها كما فعلت وعقدت اجتماعات خاصة تم خلالها اتخاذ قرارات ومعالجات لمحافظات أخرى ومنها على ما أذكر حضرموت، عمران، ريمة، ذلك ان أبين كمحافظة لديها الكثير من الامكانيات والقدرات الاقتصادية غير المستغلة والواعدة في مجالات الزراعة في دلتا أبين ويرامس وأحور وكذا مودية ولودر والوضيع إلى مناطق زراعة البن في مديريات يافع الثلاث عن طريق بناء ودراسة العديد من المنشآت والقنوات التي من أهمها سد حسان - بنا، الذي لم نعد نسمع عنه حالياً.

وفي الجانب الصناعي تقف أبين كواحدة من أهم مناطق إنتاج وصناعة مادة الاسمنت في حبيل برق وأحور الأمر الذي يجعل الناس يتساءلون عن سبب عدم تسريع الأعمال الإنشائية في مصنع أسمنت باتيس الذي كان مقرراً البدء في دورة الانتاج فيه في أغسطس 2007م و ما لم يتم كما يلاحظ، اضافة إلى مشاريع هامة ورئيسية تتطلب استشعار المسؤولية والتسريع بالبدء فيها ومنها الطريق الرئيس باتيس -رصد (76كم) ومشروع المياه والصرف الصحي لمدينتي جعار وزنجبار، والربط الكهربائي جعار- لودر، ومشاريع أخرى نعتقد ان الاخ المحافظ فريد مجور قد بذل جهوداً يشكر عليها حين اعتبر تلك المشاريع برنامج اهتماماته وتطلعاته التي هي تطلعات واهتمامات كافة أبناء المحافظة كونها محافظة كما أسلفنا وذكرنا في مقالات سابقة تعاني من حرمان وظلم شديدين في نصيبها من المشاريع ذات الأهمية الاقتصادية والاجتماعية. وختاماً نقول ليس علينا الا أن نذكر لعل الذكرى تنفع.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى