من أجل انتخابات رئاسية محايدة

> أحمد عبدربه علوي:

>
أحمد عبدربه علوي
أحمد عبدربه علوي
بدأ العد التنازلي للوصول إلى يوم الاقتراع لانتخاب رئيس الجمهورية اليمنية يوم 20 سبتمبر 2006م، ذلك اليوم المشهود الذي سيتوجه فيه الناخبون في عموم محافظات الوطن اليمني لاختيار رئيس الجمهورية وأعضاء المجالس المحلية (مجالس المديريات) مجسدين كل الآمال التي نعلقها على هذا التحول الديمقراطي نحرص كل الحرص أن لا نكون مع الفريق الذي يمدح ولا ضد الفريق الذي يقدح لأننا في حالة أن سلكنا هذا الطريق فلن نأتي بجديد ولن نقدم لبلادنا وشعبنا ما يفيد. نحن أصحاب رؤية مستقبلية نعي أن الناس لا يعيشون حاضرهم إلا بقدر تدخل ماضيهم فيه. الحاضر يعلم الغائب بأنه قد بدأت بشائر الانتخابات الرئاسية وظهرت اللافتات والدعايات للمرشحين في مناطق كثيرة. ومع ظهور الدعاية سوف يكثر الكلام والحديث والوعود الانتخابية البراقة (الرئاسية والمحلية) ومن هنا تأتي مسؤولية الناخب اليمني في مواجهة مثل هذه الدعايات التي قد تغلفها الأكاذيب والوعود البراقة ولن يتحقق منها الا ما تيسر من عند ربي. فمن خلال التجارب السابقة يمكن لأي إنسان بسيط أن يكتشف زيف ما يقدم إليه من وعود. كما تكفي لكي نكتسب خبرة كبيرة في كشف المستور عما يدور حولنا من وعود وأحلام يستحيل أن تتحقق على أرض الواقع لأسباب ومبررات كثيرة لا داعي لذكرها هنا.

إن ما يجري على الساحة السياسية حالياً في إطار الاستعداد لاختيار رئيس الجمهورية بالانتخاب الحر المباشر أمر مثير لكل المواطنين بلا استثناء بل وللعالم الخارجي أيضاً. والملاحظ بكل أسف أن المرشحين يخوضون لمنصب الرئاسة تجربتهم وهم يعتقدون بأنهم يقودون معركة انتخابية نيابية وهناك فارق كبير بين انتخاب نائب في مجلس النواب وبين انتخاب رئيس للجمهورية فنائب مجلس النواب مهمته الدفاع عن حقوق الشعب اليمني عموماً ومصالح أبناء دائرته على وجه الخصوص وأمامه في ذلك أساليب المراقبة والسؤال واستجواب الحكومة، أما مهمة رئيس الجمهورية فهي تمتد من الدفاع عن تاريخه وإنجازاته التي حققها ثم تقديم رؤى جديدة لإنجازاته القادمة بناءً على المتغيرات السياسية التي تمتلئ بها الساحة الجماهيرية، وبالطبع هو مسؤول كرئيس للهيئة التنفيذية المركزية المسؤولة أمام مجلس النواب وأمام السلطة الرابعة وهي الصحافة ومن هنا نجد أن المرشح لرئاسة الجمهورية مهمته أصعب بكثير من مرشح دائرة من الدوائر النيابية.

45 سنة تقريباً كانت القيادة السياسية لأي مرحلة تنتخب الحكومة والحكومة بعد ذلك تنتخب نفسها تسقط من تريد وتصعد وتحمل من تريد إلى السلطة بدون مقاييس أو مراعاة لوضع الرجل المناسب في المكان المناسب مما أدى بالشعب أن يئس من الانتخابات واعتبرها مهزلة المهازل تضحك وتخدع السذج والمعتوهين من الناس.

أرجو أن يختار الشعب حاكمه وهو يزاول هذا الحق بالانتخابات من دون تردد أو خوف. في الأخير نحن جميعاً نطالب بانتخابات رئاسية نزيهة بعيدة كل البعد عن العنف والابتزاز ومنع تزوير إرادة الناخبين من قبل أي طرف من أطراف العملية الديمقراطية أو استثمار المركز في التأثير على قناعات الناخبين وتوجيهها بأي شكل من الأشكال. والله ولي التوفيق .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى