تدريب المنتخب المحلي لملاقاة الموردة السوداني.. هل استوفى غرضه؟

> «الأيام الرياضي» رياضة زمان:

> قبل مجيء الفريق السوداني (الموردة) إلى عدن بمدة قامت الجمعية الرياضية العدنية بإختيار مدرب انجليزي هو المستر (فيليس) لتدريب لاعبي المنتخب المحلي الذي سينازل الفريق السوداني، وبالرغم من أن التدريب الذي أخذ لاعبوه يمارسونه لم يكن كافياً البتة، إلا أنه استمر لأيام معدودات حتى وصول الفريق السوداني إلى عدن، وعندها توقف.. وكنا نتابع باهتمام كبير هذه التدريبات باعتبار أنها خطوة طيبة من قبل الجمعية الرياضية العدنية تستهدف تحقيق نوع من التقدم للاعبينا يمكنهم من الوقوف بثبات أمام الفريق السوداني الذي أخذ قسطاً وافراً من التدريب أهله لأن يحتل مكانة رياضية بارزة في السودان.

ولعب منتخبنا المحلي مباراتين مع الفريق السوداني (الموردة) ولم يستطع الوقوف معه في المباراة الأولى موقف الند للند، وظهر واضحاً أن عوامل نفسية قد انتابت لاعبي منتخبنا، وكانت أحد الأسباب المهمة التي أدت إلى الهزيمة، أما المباراة الثانية فقد استطاع فيها منتخبنا المحلي أن يثبت وجوده في الملعب، بل وأن يقف هذه المرة موقف الند للند، وكان تفادي العوامل التي أدت إلى الهزيمة في المباراة الأولى هو السبب الرئيسي في ثبات منتخبنا أمام الفريق السوداني وإحرازه نتيجة مشرفة.

والحقيقة أن التدريب الذي حصل عليه لاعبو منتخبنا المحلي قد ساهم بعض الشيء في إظهار منتخبنا المحلي بمظهر مشرف أبهر إخوتنا السودانيين، قبل أن يبهر جماهيرنا المتفرجة، بيد أن الكثيرين قد خاب ظنهم لدى مشاهدتهم للمنتخب المحلي، فقد لاحظوا أن التدريبات التي حصل عليها لاعبونا لم تستوف غرضها، وبالتالي فهي لم تكن كافية، حتى أن نتائجها لم تظهر كثيراً في لعب منتخبنا، بل إن بعض لاعبي منتخبنا لعبوا وكأنهم يجهلون أبسط فكرة عن قواعد التدريب.. على كل ربما أن ذلك مرده إلى أن الفترة التي قضاها لاعبونا في التدريب لم تكن كافية، أو حافلة بكل مستلزمات التدريب، كما أن المدرب الانكليزي الذي قام بتدريب لاعبي منتخبنا لم يكن مدرباً بالمعنى الصحيح، فقد علمنا من أكثر من مصدر أنه ليس بمدرب كرة قدم أكثر من كونه مدرباً في التمارين الرياضية، وهذا في اعتقادي ساعد كثيرا على سير التدريب سيراً بطيئاً وربما بدون فائدة أحياناً.

لقد أوقفت الجمعية الرياضية العدنية تدريب لاعبي منتخبنا المحلي بعد انتهاء زيارة الفريق السوداني الموردة لعدن، وكأن التدريب قد استوفى غرضه.. وانتهى، وكأن التدريب لا يكون الا عند زيارة فريق من الخارج لعدن.. إني أتساءل: ترى ما هو السبب أو الأسباب التي حدت بالجمعية الرياضية إلى إيقاف التدريب؟ فإن الضرورة كانت تحتم مواصلة تدريب لاعبي منتخبنا بدون توقف، حتى يكون لبلادنا منتخب مدرب تمام التدريب، قادر على الوقوف بجدارة وكفاءة إزاء الفرق الأجنبية.. أما بالنسبة للمدرب الإنكليزي، فقد شاءت الصدف أن يكون الآن على وشك مغادرة عدن، والفرصة مواتية الآن لأن تبحث الجمعية الرياضية عن مدرب كرة مؤهل كل التأهيل لمواصلة تدريب لاعبي منتخبنا.

والآن.. أنا أدرك أن الجمعية الرياضية العدنية مهتمة كثيراً برفع مستوانا الرياضي وتطويره. وهي لن تألو جهداً في سبيل توفير كافة الوسائل الممكنة لإعداد منتخب محلي مدرب أحسن تدريب، وهذا ما يجعلني أكثر تفاؤلاً بمواصلة التدريب.

«الايام» العدد 1283 في 20 مارس 1963م

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى