قراءة سريعة في الخروج المبكر للأخضر الصغير .. التزمنا بالأعمار فكان من الطبيعي أن يصعد الكبار في المجموعة الحديدية

> «الأيام الرياضي» عبدالله مهيم:

>
الاخضر الصغير
الاخضر الصغير
خرج منتخبنا الوطني للناشئين من الدورالتمهيدي للنهائيات الآسيوية التي استضافتها سنغافورة منذ الـ 3 من سبتمبر الجاري وتختتم مساء غد الاحد بعد أن ظفر بنقطة وحيدة فقط جاءت من تعادل أمام المنتخب العراقي الشقيق، في حين خسر من منتخبي إيران وطاجكستان.

كنا قريبين ولكن..!
الحقيقه أن كل الجماهير متألمة لخروج الأخضر الصغير من الدور الأول وضياع فرصة تحقيق إنجاز آخر للكرة اليمنية بالصعود الى كأس العالم وتكرار إنجاز منتخب الامل عام 2002م وما زاد من الألم هو أن الاخضر الصغير كان قريبا على الأقل من التأهل الى الدور الثاني، حيث كان على بعد (45) دقيقة هي زمن الشوط الثاني من مباراته الأخيرة أمام طاجكستان والتي انقلبت فيها الأمور وخسرنا بالأربعة بعد أن كنا متقدمين بهدفين في الشوط الأول.. ولكن هناك أمورا قد يجهلها الكثيرون وهي قد تكون أسبابا اساسية في ضياع تحقيق الحلم اليمني.

صغارنا واجهوا كباراً
من وجهة نظر شخصية وبما أنني كنت قريبا من هذا المنتخب خلال مراحل إعداده الأولية في صنعاء قبل تأهله عن مجموعته، وكذا بعد التأهل وفي معسكره الأخير في ماليزيا وخلال البطولة، فإن هناك أسبابا اساسية كانت وراء عدم التأهل رغم أن المنتخب قد قدم أداء جيدا ومشرفا وأشاد به الخصوم قبل الاصدقاء، ووصفه كل من تابعه بأنه منتخب المستقبل للكرة اليمنية.

لعل الجميع يعرف أن الاتحاد الآسيوي قد أصدر بحقنا عقوبة بعد تأهلنا الى مونديال 2002 بتوقيف أربعة من لاعبينا وهم جمال العولقي ورياض النزيلي وهيثم الاصبحي وحافظ ناجي الى جانب حرماننا من المشاركة في البطولة القادمة (بطولة 2004) تحت مبرر أننا قد قمنا بالتزوير في الاعمار خلال مشاركتنا في بطولة 2002م. هذه الحقيقة المعروفة جعلت الاتحاد الجديد عندما عمل على تشكيل منتخب جديد للناشئين للمشاركة في بطولة 2006م يشدد على مسألة الأعمار، وقد تم محاصرة الجهاز الفني في الاختيار وظلت عليه الرقابة حتى بعد ان تأهلنا من قطر تحت ذريعة أن الاتحاد الآسيوي واضع عينه على منتخبنا، لذلك فقد ذهبنا إلى النهائيات بمجموعة أطفال إن صح التعبير ومن فريق هم أسماء لا يعرفها أحد، وأعتقد أن هذه حقيقة لا ينكرها إلا جاحد، وأن الفارق واضح بين المنتخب الحالي ومنتخب الأمل الذي تأهل إلى العالمية.. وعندما بدأت البطولة قابل منتخبنا منتخبات تفوقه في العمر والجسم، وكان الفارق واضحا وجليا، ولعل النقل التلفزيوني كان شاهدا على ذلك، وهذا الأمر كان من أهم الأسباب التي أبعدت منتخبنا حيث أثرت الخبرة على منتخبنا ولم يستطع ان يصمد خلال المباريات مع منتخبات خبرتها طويلة وتجاوزت 17 سنة بكثير، بل إنها استفادت من كثرة المباريات التي خاضتها أكان ذلك في دوريها المحلي أو في فترة إعدادها.

كنا على باب التأهل من خلال مواجهة طاجكستان لولا قلة الخبرة
كنا على باب التأهل من خلال مواجهة طاجكستان لولا قلة الخبرة
الخبرة والمباريات التجريبية
عدم خوض منتخبنا لمباريات تجريبية كافية وخصوصا مع منتخبات مماثلة كان سببا من أسباب ضياع الحلم، فقد غرتنا نتائج معسكر القاهرة مع فرق مصرية، في حين لم يستطع الاتحاد أن يوفر للجهاز الفني مباريات مع منتخبات، ولولا الجهود الذاتية لرئيس البعثة الكابتن أحمد علي بن علي ما خاض المنتخب مباراتيه أمام النيبال وماليزيا.

وهاتان المباراتان اللتان سبقتا البطولة بعشرة أيام كشفتا كثيراً من الاخطاء للجهاز الفني، كما أنني استغربت من انتقاد بعض الزملاء دون علم للجهاز الفني لرفضه اللعب أمام السعودية، رغم أن الجهاز الفني كان الاكثر غضبا من إلغاء المباراة دون علمه واسألوا الاتحاد العام من كان السبب في عدم اقامة المباراة التي تكفل الاتحاد السعودي بكافة تكاليفها .. الجميع يعرف إمكانياتنا والجهاز الفني وضع في برنامجه العديد من المباريات التجريبية الدولية، لكن الاتحاد حسب إمكانياته وفر الموجود ولذلك عندما دخلنا معمعة المنافسة كان الارتباك واضحا على لاعبينا، علما أننا قابلنا منتخبات اقل منتخب فيها خاض (10) مباريات دولية ومن بينها منتخب العراق الذي يعيش أوضاعا مأساوية.

مجموعة حديدية
وجودنا في مجموعة حديدية كان من أسباب خروجنا المبكر، حيث إن منتخبات المجموعة الرابعة هي الأقوى دون أدنى شك، ولو أننا جئنا في المجموعة الاولى مثلا الى جانب سنغافورة والنيبال أو المجموعة الثالثة إلى جانب منيمار أو في المجموعة الرابعة إلى جانب بنجلادش، لكنا قد صعدنا إلى الدور الثاني دون أي صعوبة ورغم كل ذلك كنا ندا للمنتخبات، ولولا أن لاعبينا قد خانتهم خبرة المباريات وكيفية التعامل معها لما خسرنا في المباراة الاخيرة ولتأهلنا، وعموما هذه كرة القدم ومنتخبنا رغم ضياع الحلم لم يكن فريسة سهلة للخصوم فقد قدم اداء مشرفا رفع به اسم اليمن ويكفي اننا خرجنا من البطولة وخرجت معنا منتخبات استعدت لأربع سنوات ولعبت أكثر من 24 مباراة دولية ولديها أجهزة فنية أجنبية وإمكانيات هائلة، ولعل منتخب السعودية أكبر دليل على ذلك، حيث ودع البطولة من الدور الثاني ولكن دون أن يصل إلى هدف العالمية.

منتخب الأمل مشكلتنا
مشكلتنا أننا مغرمون بمنتخب الامل ورفاق الادريسي، وما زلنا نقيس أداء المنتخبات الأخرى بذلك المنتخب الذي كان بمثابة الطفرة فقط، والدليل أنه انتهى بسرعة وكانت فرحتنا به مؤقتة، والحقيقة التي لا بد أن نفهمها أننا ما زلنا بعيدين عن العالم وما يعتمل به فالتخطيط عندنا غائب ونريد بطولات سريعة وإنجازات بسرعة الصاروخ، دون أن ننظر الى واقعنا الرياضي وبنيتنا التحتية ومسابقاتنا المحلية.. بالله عليكم كيف نريد من منتخب اسمه ناشئين أن يتأهل الى العالمية وليس لدينا بطولة للناشئين؟ ثم كيف نريد من منتخب أن يتأهل وليس لدينا ملعب بمعنى الكلمة يزاول تمارينه فيه؟ وكيف نريد ناشئين يكونون أمل الكرة اليمنية ونحن نأتي بهم من الحواري ثم ندخلهم مرحلة إعداد قصيرة ونشارك بهم في بطولات رسمية؟.. الأوضاع الكروية لا تسر ولا تنبئ بخير، وإذا كنا نريد ان نذهب وننافس وبثقة فعلينا أولا تهيئة الأمر وإصلاح أوضاعنا الداخلية، أما اذا استمرينا على موالنا الماضي فعلينا الانتظار لطفرة أخرى نفرح بها بعض الوقت.

لنا وقفة قادمة
هذه قراءة سريعة لأهم الأسباب التي كانت وراء خروجنا المبكر من النهائيات الآسيوية، وإن شاء الله لنا وقفة مفصلة في الأعداد القادمة لمناقشة مشوار الاخضر الصغير في نهائيات سنغافورة.

منتخب واعد يمتلك الموهبة حظه كان اللعب مع فرق كبيرة
منتخب واعد يمتلك الموهبة حظه كان اللعب مع فرق كبيرة
منتخبنا للناشئين لماذا لم يتأهل وكيف نحافظ عليه؟نتائج مشاركة المنتخب الوطني للناشئين في نهائيات آسيا في سنغافورة مقبولة مع التسليم بأن منتخبنا كان يستحق التعادل أمام ايران والفوز على العراق، لأنه قدم عروضا جميلة وأهدر فرصا عديدة، ودخلت مرماه أهداف لا يمكن أن تدخل أوضحت فارق الخبرة والسن والبنية البدنية بين لاعبينا ولاعبي الدول المشاركة، حيث كان البناء الجسماني لا يؤهل لاعبينا لاستخلاص الكرة بسهولة والتسديد على المرمى، مع انهم كانوا أفضل في تناقل الكرات وتقديم جمل تكتيكية لم نشاهدها في منتخبنا الوطني الأول، وأظهروا مهارات فردية جيدة باستثناء ضعف الحراسة التي سهلت مهام الخصوم بالخسارة امام ايران صفر/1 والتعادل مع العراق 1/1 والخسارة أمام طاجكستان 3/4، وتحمل الحراسة حارس جديد لكنه لم يستطع الحفاظ على تقدم اليمن 2/صفر، الذي تحول الى خسارة بأهداف ليست صعبة على الحارس.

إن البعض كان يطمح بالتأهل وهناك من وعد وبالغ بالوعد دون أن يعرف أن منتخب الناشئين كان بحاجة إلى لعب مباريات مع منتخبات وطنية في مستواه أو تنظيم بطولة ودية لفرق آسيوية ليست في مجموعته. لقد مر أكثر من عام على تأهل الناشئين متجاوزا منتخبات خليجية أفضل منه إمكانيات، وقوبل المنتخب بالإهمال حتى تم استدعاؤه من قبل المدرب المقتدر عبدالله فضيل في مايو هذا العام لبداية المعسكر الاعدادي في صنعاء والقاهرة، ولعب مباريات مع أندية وهو قمة الاعداد، وفي الحقيقة هو قصور واضح.

إن ما حققه ناشئو اليمن لكرة القدم في سنغافورة هو إنجاز يحسب لهم ولجهازهم الفني بقيادة الكابتن عبدالله فضيل، وهو إعلان ميلاد منتخب وطني لكرة القدم للناشئين يضم بين صفوفه عناصر موهوبة تبشر بمستقبل أفضل لبناء منتخب وطني قادر على المنافسة خليجيا وعربيا وقاريا إذا ما تم الاهتمام به وإعداده وفق أسس علمية على مدى ثلاث سنوات بانتظام.

نتمنى أن لا يتكرر سيناريو إهمال منتخب الامل للناشئين الذي سبق له إحراز المركز الثاني آسيويا والمشاركة في كأس العالم للناشئين بفنلندا وانتهى الاهتمام بانتهاء المشاركة.. في الوقت الذي هناك دول اخرى تملك الاموال لكنها لا تملك مواهب ناشئينا.

خالد صالح حسين

مدير عام النشاط الرياضي

وزارة الشباب والرياضة

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى