ميكايل شوماخر: بدء حصد ثمار «الشراكة الاسطورية»

> نيقوسيا «الأيام الرياضي» أ.ف.ب:

>
ميكايل شوماخر وفرحة الانتصار
ميكايل شوماخر وفرحة الانتصار
انتهى طول انتظار "التيفوزي" الايطاليين المتعطشين الى عودة "الحصان الجامح" فيراري الى ساحة الالقاب بعد ان كانت قريبة منها في الاعوام الاولى لشراكة الفريق الايطالي مع السائق الالماني ميكايل شوماخر الذي قاد "سكوديريا" وبمساهمة كبيرة من السائق الثاني الايرلندي ايدي ايرفاين الى لقب الصانعين عام 1999.

وبدأت فيراري التي تخلت عن ايرفاين وتعاقدت مع البرازيلي روبنز باريكيللو، تحصد ثمار شراكتها مع شوماخر اعتبارا من عام 2000، اذ سيطر البارون الاحمر على منافسات ذلك الموسم منذ الجولة الافتتاحية في استراليا على حلبة ملبورن، ثم كرر الفوز في السباقين التاليين في البرازيل على حلبة انترلاغوس وسان مارينو على حلبة ايمولا.

ثم واصل الالماني تألقه حاصدا سبعة القاب اخرى لينهي البطولة بتسعة انتصارات معادلا الرقم القياسي لعدد الانتصارات المحققة خلال موسم واحد والمسجل بإسمه ايضا مشاركة مع البريطاني نايجل مانسيل.

وكان بامكان الالماني ان يحطم هذا الرقم لولا تعرضه لحادثين عند خط انطلاق سباقي المانيا والنمسا فيما تعطلت سيارته في سباقي موناكو وفرنسا عندما كان خلالهما في المركز الاول على خط الانطلاق، لينهي موسم 2000 برصيد 108 نقاط، فيما كان اقرب منافسيه الفنلندي ميكا هاكينن سائق ماكلارين برصيد 89 نقطة، ليهدي "البارون الاحمر" فيراري اولى القابها في بطولة السائقين منذ عام 1979 كما حافظ الفريق الايطالي على لقب الصانعين ايضا.

وكانت اللحظات الاجمل بالنسبة لشوماخر وفيراري خلال عام 2000 الفوز بسباق ايطاليا على حلبة مونزا التي منحت الفريق الايطالي على ارضه وبين جماهيره فرصة حقيقية للفوز باللقب بعد ان تمكن هاكينن من تضييق الخناق على شوماخر في السباقات الماضية بسبب انسحاب الالماني من اربعة منها.

وكانت البداية مميزة بين "التيفوزي" اذ تمكن الثنائي شوماخر واريفاين من وضع "الحصان الجامح" في المركزين الاول والثاني على خط الانطلاق.

وجاء تصريح رئيس فيراري لوكا دي مونتيزيميلو ليؤكد اهمية تواجد فيراري في مقدمة خط الانطلاق امام جماهيرها الغفيرة: "انه يوم كبير بالنسبة لفريقنا. كنت آمل ان يكون اليوم هو الاحد (يوم السباق) لنحتفل جميعا".

وكان لمونتيزيميلو ما اراده يوم الاحد اذ فرض شوماخر سيطرته المطلقة على الحلبة الايطالية ولم يمنح منافسه هاكينن اي فرصة لمنافسته فاكتفى بالمركز الثاني.

وعلق الجنوب افريقي جودي شيكتر، آخر من حمل لقب السائقين مع فيراري عام 1979، على اداء شوماخر خلال ذلك السباق: "ميكايل سيكون بطل العالم، لا يوجد لدي ادنى شك حول ذلك بعد الاداء الذي رأيته أمس".

وكان شيكتر توج بلقب عام 1979 بعد فوزه على حلبة مونزا بالذات، وهو يتذكر تلك اللحظة: "لقد توجه الي مدير الفريق حينها ماركو بيتشينيني بعد انتهاء السباق وقال لي لقد تم استبعادك عن السباق بسبب مخالفة متعلقة بالجناح الخلفي للسيارة. اعتبر في حينها ان ما قاله كان دعابة، لكني لم اضحك لان الضغط كان يتآكلني، لذلك اتفهم ردة فعل شوماخر بعد السباق".

وكان شوماخر قد بكى بشدة بعد فوزه في مونزا ولم يتمكن من مواصلة حديثه الصحافي بعد السباق من شدة تأثره بهذا الفوز امام "التيفوزي".

وكان سباق مونزا بمثابة تحول كبير في مجريات البطولة اذ فرض شوماخر بعده سيطرته المطلقة على البطولة، محققا المركز الاول بالاضافة الى الانطلاق من المركز الاول في سباقات انديانابوليس الاميركي وسوزوكا الياباني وسيبانغ الماليزي.

وكان موسم 2001 مشابها الى حد كبير للموسم الذي سبقه، رغم الشائعات التي سبقت انطلاقه والتي تحدثت عن امكانية رحيل براون ومدير الفريق الفرنسي جون تود ومهندسي الفريق باولو مارتينيلي وروري بيرن، الا ان الاربعة لازموا الفيراري وشوماخر لموسم جديد حافظت خلاله الاولى على لقب الصانعين للعام الثالث على التوالي، فيما توج الثاني بلقب السائقين للمرة الرابعة في مسيرته.

واظهرت فيراري "اف 2001" تفوقها على جميع منافساتها اعتبارا من السباق الاول في استراليا ثم في السباق الذي تلاه في ماليزيا، ثم في اسبانيا وموناكو ونوربرغرينغ وفرنسا والمجر وبلجيكا (المرحلة الثالثة عشرة) الذي شهد تتويج شوماخر باللقب قبل 4 مراحل على انتهاء البطولة.

وعلق شوماخر على الفوز الغالي في "هنغارورينغ" قائلا "انه شعور رائع ان تحقق هذه الانجازات مع فريق مميز، ان هؤلاء الرجال (طاقم الفريق) رائعون وفريدون من نوعهم. انه امر لا يصدق ان تعمل مع فريق كهذا. هذا الامر يعني لي الكثير".

وجاءت احداث 11 سبتمبر التي حصلت في الولايات المتحدة لتلقي بظلالها على اداء شوماخر الذي سمع الخبر عندما كان في مطار فرانكفورت في طريقه الى ايطاليا لخوض سباق مونزا بعد 5 ايام، فأصيب الالماني بصدمة كبيرة دفعت اداريي فيراري الى السماح له بعدم المشاركة في سباق مونزا، الا ان الالماني رفض ذلك لان "التيفوزي" الايطاليين حضروا بكثرة لمشاهدة بطلهم، لكن الاخير خيب آمالهم ولم يتمكن حتى من الصعود الى منصة التتويج كما رفض التحدث الى رجال الصحافة طيلة نهاية ذلك الاسبوع.

وتكرر الامر في السباق التالي في الولايات المتحدة بالذات على حلبة انديانابوليس، لكن هذه المرة ليس بسبب الصدمة بل لان الالماني اختار الاطارات غير المناسبة في ذلك السباق ما دفعه للاكتفاء بالمركز الثاني خلف هاكينن.

ثم استعاد "شومي" زمام المبادرة في المرحلة الاخيرة في اليابان عندما احتل المركز الاول على خط الانطلاق ثم حافظ على مركزه حتى نهاية السباق ليحقق فوزه التاسع خلال ذلك الموسم كما كان الحال في 2000.

وتمكن شوماخر خلال 2001 من تخطي رقم الفرنسي الن بروست من حيث عدد الانتصارات بالاضافة الى عدد النقاط التي حصدها خلال مسيرته التي بدأت عام 1991.

وكان عام 2002 "احمر" بكل ما للكلمة من معنى اذ سيطرت فيراري على البطولة بشكل مطلق فحصدت لقب 15 سباقا منها 11 لشوماخر الذي توج بلقبه الخامس خلال سباق فرنسا على حلبة مانيي كور قبل 6 مراحل على انتهاء البطولة التي كان خلالها المركز الثاني من نصيب باريكيللو.

وتمكن شوماخر الذي بدأ الموسم بسيارة عام 2001، بفوزه بلقبه الخامس من معادلة الرقم القياسي من حيث عدد الالقاب والمسجل باسم الارجنتيني خوان مانويل فانجيو الفائز باللقب اعوام 1951 و1954 و1955 و1956 و1957.

كما حطم الرقم القياسي من حيث عدد الانتصارات خلال موسم واحد والمسجل بإسمه مشاركة مع مانسيل (9) لينهي البطولة برصيد 144 نقطة بعد احتلاله المركز الثاني 5 مرات ايضا والثالث مرة واحدة، متقدما على باريكيللو صاحب 77 نقطة، ليكون الفارق بين الاول والثاني الاكبر في تاريخ البطولة.

ولعب التعاون بين فيراري واطارات بريدجستون اليابانية دورا كبيرا في سيطرة فيراري على اجواء البطولة بهذه الطريقة، اذ قام مهندسو الشركة اليابانية بتجارب مكثفة مع فيراري قبل انطلاق موسم 2001.

ولم يخل موسم 2001 من الشوائب اذ وجهت انتقادات كثيرة لفيراري وشوماخر بعد ان طلبت الاولى من سائقها الثاني باريكيللو التخلي عن الصدارة لمصلحة الالماني خلال جائزة النمسا على حلبة "اي وان" التي شكلت حينها المرحلة السادسة من البطولة، لان شوماخر كان قد فاز في 4 مراحل سابقة من اصل 5، وهو ينافس على اللقب.

وهاجمت الصحافة المحلية والعالمية شوماخر وفيراري على حد سواء ما دفع الاتحاد الدولي "فيا" الى اصدار قانون جديد يحرم استعمال اوامر من الحظيرة تطلب من احد سائقي الفريق بالسماح لزميله بتجاوزه، الا ان ذلك لم يمنع شوماخر من رد الجميل لباريكيللو خلال سباق انديانابوليس المرحلة قبل الاخيرة، اذ تعمد الالماني الذي كان في الصدارة حينها، في تحقيق لفة اخيرة بطيئة ما سمح لباريكيللو بتجاوزه قبل خط النهاية دون ان يشكل ذلك "مخالفة" للقانون.

وفي 2003 اعتقد الجميع ان شوماخر سيواصل سيطرته المطلقة على البطولة كما فعل في الاعوام الثلاثة الماضية، الا ان ماكلارين مرسيدس وسائقها الفنلندي كيمي رايكونن الى جانب زميله الاسكتلندي ديفيد كولتهارد كان لهم كلمة اخرى.

فلم يتمكن شوماخر من حسم لقبه السادس الا في المرحلة الاخيرة وليس بفوزه في تلك المرحلة على حلبة سوزوكا اليابانية، بل بحلول رايكونن في المركز الثاني خلف باريكيللو، ليظفر "شومي" باللقب برصيد 93 نقطة متقدما بفارق نقطتين فقط على رايكونن.

وفاجأت ماكلارين مرسيدس الجميع في بداية ذلك الموسم باحتلالها المركز الاول في المراحل الثلاث الاولى، فكان الفوز من نصيب كولتارد في استراليا، فيما حقق رايكونن المركز الاول في ماليزيا والبرازيل، قبل ان يرد شوماخر على ثنائي ماكلارين بفوزه في 3 سباقات على التوالي.

ولم تبق المنافسة ثنائية بين رايكونن وشوماخر لفترة طويلة، اذ دخل سائق وليامس مونتويا على الخط بعد فوزه في سباقين واحتلاله المركز الثاني في 3 سباقات، ليصبح الصراع ثلاثيا. ودخل السائقون الثلاثة الى سباق ايطاليا على حلبة مونزا ويفصل بين الواحد والاخر نقطة واحدة، اذ كان شوماخر في الصدارة قبل 3 مراحل على انتهاء البطولة برصيد 72 نقطة بفارق نقطة واحدة عن مونتويا ونقطتين عن رايكونن، فيما كانت صدارة الصانعين لمصلحة وليامس التي تقدمت على فيراري بعد انسحاب باريكيللو من سباق المجر الذي اكتفى فيه شوماخر بنقطة واحدة. وتمكن شوماخر من حسم المواجهة على ارض فيراري وبين جماهيرها باحتلاله المركز الاول، الا انه لم يستطع الابتعاد كثيرا عن مونتويا الذي حل ثانيا، فيما كان المركز الرابع من رصيد رايكونن.

واضاف شوماخر لقب سباق انديانابوليس المرحلة قبل الاخيرة الى رصيده لكن دون ان يتمكن من الابتعاد عن رايكونن الذي حل ثانيا هذه المرة في حين اكتفى مونتويا بالمركز السادس.

ودخل رايكونن الى المرحلة الاخيرة وهو بحاجة الى الفوز وان يكون شوماخر خارج النقاط لكي يفوز الفنلندي باللقب، الا ان زميل شوماخر باريكيللو لعب دورا كبيرا في حرمان الفنلندي من تحقيق مبتغاه اذ انطلق البرازيلي من المركز الاول، فيما انطلق رايكونن من المركز الثامن وشوماخر من المركز الرابع عشر.

وحافظ باريكيللو على صدارته امام ضغط رايكونن الذي اصبح ثانيا، وكان بحاجة الى تجاوز البرازيلي لكي يتوج باللقب لاول مرة خصوصا ان شوماخر كان ثامنا، لكن البرازيلي تشبث بمركزه مانحا زميله اللقب السادس وفيراري لقبها الخامس على التوالي.

وتكرر سيناريو عام 2002 في 2004، اذ سيطر شوماخر على مجريات البطولة بشكل قل نظيره في تاريخ رياضة الفئة الاولى اذ ظفر الالماني بالمركز الاول في 13 سباقا من اصل 18، محطما الرقم القياسي المسجل باسمه، فيما كان المركز الثاني من نصيب زميله باريكيللو الذي فاز بسباقين.

وكانت بداية شوماخر في 2004 على متن "اف 2004" نارية اذ فاز في 5 سباقات على التوالي، قبل ان يكسر الايطالي يارنو تروللي سائق رينو حينها احتكار الالماني بفوزه بسباق موناكو بعد انسحاب "البارون الاحمر" بسبب عطل ميكانيكي.

ثم حقق شوماخر 7 انتصارات على التوالي كانت كفيلة بمنحه اللقب السابع خلال سباق بلجيكا الذي احتل فيه المركز الثاني خلف رايكونن، وذلك قبل 4 مراحل على انتهاء البطولة التي انهاها برصيد 148 نقطة، فيما ظفرت فيراري بلقبها السادس على التوالي والرابع عشر (للصانعين والسائقين ايضا).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى