مرشح المؤتمر الشعبي العام علي عبدالله صالح في حوار مع «الأيام»:سنعمل مع الشرفاء والمخلصين على وضع المداميك القوية لدولة النظام والقانون ولن نسمح بأية تجاوزات

> صنعاء «الأيام» خاص

>
الزميل رئيس التحرير اثناء حديث ودي مع الرئيس علي عبدالله صالح وبجانبهما المحافظ الكحلاني في مهرجان مرشح المؤتمر بعدن
الزميل رئيس التحرير اثناء حديث ودي مع الرئيس علي عبدالله صالح وبجانبهما المحافظ الكحلاني في مهرجان مرشح المؤتمر بعدن
أجرى رئيس التحرير الأستاذ هشام باشراحيل حواراً مع فخامة الأخ علي عبدالله صالح، مرشح المؤتمر الشعبي العام إلى الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها غداً الأربعاء 20 سبتمبر.. وتناول الحوار الاستحقاق الديمقراطي المرتقب وتقييمه للعملية الانتخابية وهل سيقبل بنتائج الصندوق؟ وكذا رؤيته ليمن ما بعد الانتخابات والتغيير الذي يتطلع إليه.. وتالياً إجابات فخامته على أسئلة «الأيام»:

< فخامة الأخ علي عبدالله صالح.. كيف تقيمون العملية الانتخابية حتى الآن؟

- حقيقة ما نشهده اليوم من تفاعل جماهيري واسع مع الحملات الدعائية والانتخابية للمرشحين سواء للانتخابات الرئاسية أو انتخابات المجالس المحلية.. يؤكد من جديد بأن الشعب اليمني عريق في ممارسته للشورى والديمقراطية، وأن ما يحدث اليوم من تنافس انتخابي على المنصب الأول في الدولة وهو رئاسة الجمهورية يجسد تلك الحقيقة، وكما قلت في حديث سابق فإنني، بحق، أعتز لما يحدث اليوم من حراك ديمقراطي وهو ثمار عرس ديمقراطي كبير قلما يحدث في المنطقة، وهذا لم يأت صدفة أو بضربة حظ، إنما كان نتاجاً لسنوات من الجهد والمثابرة والعمل المخلص والمتفاني الذي بذلناه خلال الفترة الماضية منذ إعادة تحقيق الوحدة وإقرار التعددية السياسية كنهج اخترناه، وأكدنا وما نزال، بانه لا تراجع عنه مهما كانت العثرات، لأننا نؤمن بأن الديمقراطية هي خيار الشعوب الحية وشعبنا- والحمد لله - من الشعوب الحية والذي يسجل له التاريخ تفرده وصنعه للأحداث العظيمة طوال مسيرته النضالية من أجل الحرية والديمقراطية ابتداءً من تفجير ثورته المباركة على حكم الإمامة والتخلف في شمال الوطن وإجباره الاحتلال على الرحيل من أرضه في جنوب الوطن سابقاً.. ولذلك ليس غريباً القول بأن ما نشهده اليوم هو استمرار لتلك النضالات ووفاء لدماء الشهداء الذين سقطوا في الدفاع عن الثورة والوحدة والديمقراطية.

كما أن الديمقراطية في بلادنا ليست منقطعة الصلة عن تاريخ شعبنا العريق الذي مارس الشورى والديمقراطية منذ أقدم العصور وجسد بها حقيقة امتلاكه لإرادته الحرة والقرآن الكريم خير شاهد على ذلك فما رواه عن قصة الملكة بلقيس: {قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْراً حَتَّى تَشْهَدُونِ } صدق الله العظيم

< يقول منافسوكم في الانتخابات أنكم خلال فترة الـ28 سنة الماضية لم تحققوا شيئاً أو أنكم لم تنفذوا كل الوعود التي قطعتموها للشعب؟

- كما أشرت إلى ذلك في كثير من المهرجانات الانتخابية فمن يقول ذلك ليس إلا جاحد أو أعمى بصيرة ويضع على عينيه نظارات سوداء معتمة لا يرى الأشياء إلا من خلالها أو أنه يتعمد نكران كل شيء مهما كان وهو يعتقد بذلك أن بإمكانه أن يزيف الحقيقة ويشوه الصورة التي انطبعت في وجدان الناس تجاه الرئيس وتجاه ما حققه من منجزات تقف اليوم شاهدة وشامخة في كل ربوع الوطن لتدلل على ثراء تلك الفترة التي انقضت وما تحقق فيها من منجزات على كل الأصعدة التنموية والاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية وغيرها..

ولعلك من خلال الحشود الجماهيرية الغفيرة التي شاركت في المهرجانات الانتخابية التي أقمناها حتى الآن تلمس مدى تجاوب المواطنين مع حملتنا الانتخابية وما لمسوه من حقيقة الإنجازات التي عاشوها في حياتهم حقيقة واقعة.. ودحضهم لتلك الافتراءات والأكاذيب التي يروج لها الآخرون.

فالمواطن هو صاحب المصلحة الحقيقية وليس الأحزاب وقياداتها وكل مواطن في أي منطقة من مناطق الجمهورية يعرف ما تحقق له سواء على مستوى منطقته أو على مستوى مديريته أو حتى على مستوى قريته، ولذلك فقد كان المواطنون يتدافعون بعشرات ومئات الآلاف في كل المناطق ليعبروا عن تقديرهم لما تحقق في مشهد عظيم من الوفاء والعرفان وهو حقيقة ما يجعلنا نشعر بعظمة المسؤولية في الفترة القادمة لمبادلة هذا الوفاء بمزيد من الوفاء.. وبمزيد من العمل وبمزيد من الإنجاز من أجل هذا الشعب العظيم .

< في حالة فوزكم في الانتخابات.. بماذا تعدون جماهير الشعب، وكيف ستعملون على تهيئة الملعب لخلفكم خاصة وأن الفترة القادمة هي الأخيرة بالنسبة لفخامتكم؟

- بداية، فإننا سنعمل، بإذن الله، على تنفيذ ما جاء في البرنامج الانتخابي الذي أعلناه، وهذا يرتكز على بناء مستقبل أفضل للوطن.. يرتكز على ما تم تحقيقه من إنجازات خلال الفترة الماضية وتجنب أي سلبيات أو ثغرات تكون قد حدثت لأنه ما من شك أن أي عمل عظيم ترافقه بعض السلبيات ونحن لا ننكر وجود بعض السلبيات وهناك مهام ستحظى بالأولوية خلال الفترة القادمة أهمها، كما قلت، التصدي لظاهرة الفساد والفاسدين والمتنفذين مهما كانوا والتطبيق الحرفي لقانون الذمة المالية دون استثناء أحد من ذلك، مهما كان موقعه، وتحجيم المتنفذين.

الأمر الثاني: سنعمل، بإذن الله تعالى، على إنهاء البطالة وتشغيل العاطلين ومحو الأمية ومكافحة الفقر وتحسين أحوال الناس المعيشية.

وأؤكد لكم بأن المرحلة القادمة ستشتمل على حزمة واسعة من الإصلاحات السياسية والديمقراطية والإدارية والتشريعية والقضائية وغيرها وإعطاء فرصة أكبر أمام الكفاءات الوطنية الشابة والمؤهلة لتحمل مسئوليتها في إدارة شؤون الدولة وبحيث يتم إيجاد الإنسان المناسب في المكان المناسب. لن يكون هناك مجال للتهاون مع من يثرون على حساب الشعب أو يستغلون نفوذهم أو وجاهتهم الاجتماعية لتحقيق مكاسب لأنفسهم، وسنعمل مع كل الشرفاء والمخلصين، سواء في المؤتمر الشعبي العام أو في غيره، على وضع المداميك القوية والمتينة لدولة النظام والقانون، ولن نسمح بأية تجاوزات.. وسنلزم كل المسؤولين على تحمل مسؤولياتهم بأمانة واخلاص وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب.. فمن أحسن عمله جزاه الله خيراً وسنضعه فوق رؤوسنا، ومن أساء فإنما يسيء لنفسه ولن يجد له مكاناً في إدارة شؤون الدولة أو تنظيمنا السياسي المؤتمر الشعبي العام.

إلى جانب ذلك، وكما سبق أن ذكرت، سنولي الشباب المزيد من الاهتمام باعتبارهم حاضر هذا الوطن ومستقبله.

< كيف تنظرون فخامة الرئيس إلى الحادثتين اللتين وقعتا قبل أيام واستهدفتا المنشآت النفطية في حضرموت ومأرب؟

- عمل إرهابي جبان ومشين ولا شك أن هذه الأعمال كغيرها من الأعمال الإرهابية التي حدثت من قبل تسيء إلى شعبنا وتضر بالاقتصاد الوطني وبمصالح اليمن واليمنيين، ونحن نعتبرها في هذه الفترة بالذات التي يعيش شعبنا فيها عرسه الديمقراطي الفريد، محاولة فاشلة لتعكير هذه الأجواء وتشويه صورة اليمن والشعب اليمني.. وبث الرعب في نفوس الناس وتخويفهم لكي لا يمارسوا استحقاقهم الديمقراطي في العشرين من سبتمبر.

لكنني أجدها فرصة لأطمئن أبناء شعبنا العظيم في كل ربوع الوطن وأقول لهم بأن الأمور بخير، ولا ينزعجوا من هذه الأعمال الصبيانية، في ذات الوقت أشد على أيدي قوات الأمن والجيش التي أدت واجبها على أكمل وجه في التصدي للإرهابيين بشجاعة وأفشلت مخططهم الشيطاني المدمر الذي لو كان قد نفذ لأحدث كارثة كبيرة في الوطن.. وأهدر ثروته وثروة أجياله القادمة المتمثلة بالنفط والغاز إلى جانب ما كانت ستحدثه من كارثة إنسانية وبيئية كبيرة.

وبطبيعة الحال، فإن عملاً كهذا لا يقدم عليه إلا الظلاميون أعداء الوطن وأعداء الشعب، الذين اعتادوا على إشعال الفتن والحرائق وتدمير الوطن واقتصاده.

وما أود التأكيد عليه هو أن هذه الأعمال الإرهابية لن تثنينا عن مواصلة جهودنا في مكافحة الإرهاب والتصدي الحازم للإرهابيين ولن نتهاون ولن نسمح بالتفريط في مصالح البلد ومكتسبات الشعب مهما كلفنا ذلك وسنتصدى بكل قوة لمثل هذه الأعمال الارهابية الجبانة والتي نعتبرها نتيجة للأفكار الظلامية السوداء وللتطرف الذي طالما حذرنا منه ومهما كان يسارياً أو يمينياً فهو لن يجلب غير الكوارث والمصائب للناس والوطن.

وفي تقديري أن من قاموا بتنفيذ هاتين العمليتين مدفوعون من جهات أرادت تشويه صورة اليمن أمام العالم وبالذات في هذه الأيام الديمقراطية التي نعيشها، وستكشف التحقيقات ذلك في حينه وسنعلنه على الملأ.

< اسمح لي فخامة الأخ علي عبدالله صالح أن أعود إلى موضوع الانتخابات.. ماذا ستقول إن لم تفز في الانتخابات؟

- سبق أن قلت إنني سأقبل بنتائج الانتخابات مهما كانت، ويكفيني فخراً واعتزازاً أنني أسست لهذه التجربة الديمقراطية المتفردة والرائعة في هذه المنطقة من العالم، ولذلك لا يهمني من سيفوز في الانتخابات.. فالأهم هو أن يفوز اليمن والشعب اليمني وأن نثبت للعالم في يوم الاقتراع بأننا شعب حضاري وقادر على التعبير عن رأيه واختيار مرشحه بدون تشنج وبلا عنف وبدون استخدام السلاح في ذلك اليوم الذي أعلناه يوماً بلا سلاح.

وفي النهاية سيكون الحكم للشعب ولصندوق الاقتراع، وهو الذي سيحدد من هو الأصلح للفوز، وأعتقد أن الشعب اليمني وبما بلغه من وعي يستطيع التمييز بين الغث والسمين.

< كنتم قد أعلنتم في مهرجانكم الانتخابي بمدينة عدن أن عدن سوف تشهد خلال عامي 2007 و2008 تغييرات كبيرة.. هل لنا أن نسأل عن طبيعة تلك التغييرات؟

- دعني بداية أوضح لك وأنت واحد من الذين ولدوا في عدن، أن المحافظات الجنوبية والشرقية عانت خلال الحكم الشمولي، قبل إعادة تحقيق الوحدة المباركة الأمرين، وأن عجلة التنمية فيها كانت متوقفة تماماً خلال هذه الفترة، وكان حال أبناء هذه المحافظات قبل ذلك التاريخ لا يسر صديقاً ولا عدواً ولذلك فقد كانوا أكثر المطالبين بالوحدة لإنقاذهم.. من ذلك الحال البائس. ولذلك، فإننا منذ اليوم الأول لإعادة تحقيق الوحدة وضعنا نصب أعيننا انتشال هذه المحافظات من الوضع الذي كانت تعيشه وتعويضها عن سنوات البؤس والحرمان الذي عاشته، وكان يمكن أن تشهد عدن والمحافظات الجنوبية والشرقية بشكل عام أكثر بكثير مما تشهده الآن من قفزات نوعية في كل مجالات التنمية والبناء لولا حرب الانفصال في عام 1994م التي قضت على الأخضر واليابس وكلفتنا نحو 11 مليار دولار ودمرت اقتصادنا وأعادتنا سنوات إلى الوراء.

ورغم ذلك أعتقد أن ما تحقق في المحافظات الجنوبية والشرقية خلال السنوات من بعد عام 1994م وحتى الآن لا يستهان به وقد أحدث تحولاً حقيقياً في حياة الناس، وإن كان لا يرضي طموحنا وطموحات أبناء شعبنا.

وللإجابة عن سؤالك، فهناك الكثير من المشاريع التي ننوي تنفيذها خلال المرحلة القادمة للنهوض بعدن ومينائها والمنطقة الحرة فيها وتحقيق الازدهار في حياة الناس، وأدعو الله أن يوفقنا في ذلك بتضافر جهود كل المخلصين من أبناء الوطن والمستثمرين في الخارج.

< فخامة الرئيس، تشير الإحصاءات إلى ارتفاع نسبة البطالة في اليمن.. ما هي توجهاتكم المستقبلية لمعالجة ذلك؟

- سبق أن أعلنت في أكثر من مقام وخلال المهرجانات الانتخابية التي أقمناها في عدد من المحافظات بأننا سنعمل على توظيف كل العاطلين وإنهاء البطالة خلال عامي 2007 و 2008م، وليس ذلك من باب الدعاية الانتخابية، كما يعتقد البعض، فنحن منذ أن حمََّلنا الشعب مسؤولية تولّي السلطة في عام 1978م لم نتعود الكذب على الناس، بل كنا صادقين في كل ما نعد به وأعتقد أن الشعب اليمني يعرف ذلك جيداً، فكل ما وعدنا به استطعنا، بعون الله وبإخلاص الشرفاء وبمساندة أبناء شعبنا، أن نحققه.

ولذلك عندما قلت بأننا سننهي البطالة وسنجد فرص عمل للعاطلين فذلك ما سيحدث فعلاً خلال العامين القادمين، بإذن الله، ولدينا خططنا ومشاريعنا الهادفة إلى إنجاز ذلك الوعد والتي سنعلن عنها في حينه بإذنه تعالى.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى